فلسطين في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر

تتحمل مسؤولية الوضع الخطير الناجم عن العدوان الصهيوني حاليا في الضفة الغربية وقطاع غزة على شعبنا الفلسطيني ؛ قيادات العدو الصهيوني وبشكل أساسي حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو التي تقوم بأعمال القتل والاغتيال والأسر وتدمير المنازل ومصادرة الأرض وتهويد المقدسات العربية وتمارس سياسات الانتقام والبطش والإرهاب ضد هذا الشعب المناضل.

ولم تأت هذه الإعمال الإجرامية الصهيونية ردا على طعن إرهابيين صهاينة من مستوطنين وعاملين في جيش العدو الصهيوني، بل هي عقيدة متجذرة عند الصهاينة بحكم طبيعتهم وتكوينهم ، حيث قام كيانهم الغاصب على منطق القوة والعنصرية ونهب الأرض وقتل أصحابها أو طردهم وإقامة مستعمرات استيطانية لصهاينة مستوردين من شتى بقاع الأرض، ولتحقيق حلمهم بإقامة “دولة اليهود” في فلسطين العربية ، عبر استخدام أبشع أنواع الإرهاب القائمة على  الإبادة والتشريد، الذي شكل أساس المشروع الصهيوني الهادف إلى احتلال أرض فلسطين العربية وأراض عربية أخرى ، وقد أضحى هذا الإرهاب المحرّك لسياسات الحكومات الصهيونية المتعاقبة منذ عام 1948م.

مثلما شكل الإرهاب والقتل المتجذر في العقيدة الصهيونية طريق المستعمرين المستوطنين المجرمين ضد شعبنا العربي الفلسطيني حيث الخطف والقتل والاعتقال جرائم يرتكبها مما جعل المواجهة مع العدو الصهيوني تتصاعد نتيجة هذه الأحداث الإجرامية البشعة ولطالما ناضل شعبنا وقاوم وتصدى وتحدى آلة الإجرام الصهيونية عبر سنين وعقود قدم خلالها الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الأخر، والأسير تلو الأسير ، ولم تلن له عزيمة ولم ولن يتوقف عن مقاومة العدو فالإرادة والإيمان بالحق والحياة الحرة الكريمة في وطنه هي المحرك الرئيس للمقاومة والتي أثبت شعبنا من خلالها قدرته على الصمود والمواجهة والكفاح والنضال والجهاد ، دون التوقف عند الثمن، فالوطن والأرض والحرية والكرامة هي الأغلى.

وكعادته وقف شعبنا بشبابه وأطفاله ونسائه وبكل مكوناته يواجه ويتصدى للعدو الصهيوني في شعفاط بالقدس وفي كل مدن ومخيمات وقرى فلسطين في الضفة والقطاع وفي فلسطين المحتلة سنة 1948 ، لإفشال العدوان الصهيوني الوحشي ، ولن تتوقف مقاومته حتى تحرير الأرض وتحقيق النصر واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس فوق ارض فلسطين، رغم حالة الاضطهاد والقهر والقتل والحصار والتجويع والتدمير والأسر ـ يقاوم شعبنا استنادا إلى إيمانه المطلق بأن طريق المقاومة بكل أشكالها وطريق الانتفاضة الأجدى والأنفع لدفع الظلم ومواجهة العدوان واستعادة الحقوق الوطنية المسلوبة.

ويدرك شعبنا ان الوحدة الوطنية والتوافق والإجماع في هذه المواجهة يشكل القاعدة الأساسية لاستعادة حقوقه المشروعة ويدرك أيضا ابعاد المؤامرات التي تستهدف قضيته لصالح الصهاينة الغرباء عن الوطن مؤامرات ومشاريع تقوم بها وتروجها الإدارة الأمريكية في ظل فرقة وصراع عربي في القطر الواحد وأنظمة عربية وجامعة عربية ضالعة في المؤامرة على المناضلين العرب الذين يواجهون المخططات الصهيونية الأمريكية.

كما يدركً شعبنا بأن حق اللاجئين الذي أكدت عليه الشرعية الدولية كان، وما زال مستهدفا، وبخاصة في الفترة الأخيرة عبر محاولات أمريكية تستهدف هذا الحق كمقدمةٍ لتصفية القضية الفلسطينية بكاملها.

 

ان التمسك بالمقاومة بكل أشكالها الطريق الموصل لاستعادة الحقوق من عدو غاصب لا خيار أمام امتنا إلا سلوك هذا الطريق.

يتمسك الشعب العربي الفلسطيني وكل المناضلين من أبناء الأمة العربية والعالم بحق العودة للاجئين الفلسطينيين كما يجب وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وفي المقدمة منها وجود اتفاقيات وسفارات وممثليات لهذا العدو في أقطار عربية؟

ونؤكد على الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة المواجهة مع العدو الصهيوني وإرهابه الدموي ضد شعبنا في فلسطين وأقطار عربية أخرى حيث يعتدي ويحتل أرضا في سورية ولبنان.

وعلى جماهير امتنا العربية التحرك الجاد من اجل حماية الشعب العربي الفلسطيني والوقوف إلى جانبه ومساندته وبذل الجهد لوقف ومنع العدو الصهيوني من النيل من المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس العربية وبخاصة محاولات العدو الصهيوني التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك.

نعود لنؤكد على تزامن نضال شعبنا في فلسطين العربية المحتلة أرضه المنتهكة حرياته ومقدساته  وحقوقه المشروعة ، مع ما تعانيه العديد من أقطار الوطن العربي من الصراعات والفتنة والتمزق والمؤامرات ؛ وبخاصة الأقطار العربية المقاومة والداعمة للمقاومة ، وهي المؤامرات التي تقف وراءها الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني وبأدوات داخلية وأنظمة عربية وأخرى في الإقليم.

ونؤكد انه عندما يحقق الجيش العربي السوري الانتصارات على العصابات الإرهابية والداعمين لها من أعداء الأمة العربية ، ترتفع معنويات الشعب العربي الفلسطيني مثلما ترتفع مقاومته بمواجهة العدو الصهيوني،حيث يواجهه ببسالة وشجاعة وإقدام وتضحية بالسكاكين والحجارة والصدور العارية.

فالمعركة واحدة في سورية وفلسطين وكل قطرعربي يتعرض للإرهاب مثلما هو المصير واحد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى