“جماعات” الاخوان المسلمين المتناحرة تقرر المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة

علمت ”المجد” ان جماعة الاخوان المسلمين- الام تعتزم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة خلال العام القادم، منهية بذلك مقاطعتها المطولة لمثل هذه الانتخابات في اوقات سابقة.
وقال مصدر اخواني موثوق ”للمجد” ان المكتب التنفيذي للجماعة التي يترأسها همام سعيد، قداتخذ قراراً مبدئياً بالمشاركة، ولكن القرار النهائي سوف يتوقف على مجلس شورى الجماعة الذي لن يبت في هذا الامر قبل صدور قانون الانتخابات الجديد بصورته النهائية والدستورية.
واوضح المصدر ان المزاج العام لدى كوادر وقواعد هذه الجماعة يتجه نحو المشاركة في الانتخابات لاكثر من سبب، اولها الغاء قانون الصوت الواحد الذي كانت تعارضه الجماعة وتعترض عليه، وثانيها ضعف الجماعة وتردي اوضاعها وتدهور مكانتها بعد سلسلة الهزات والانقسامات التي تعرضت لها مؤخراً على ايدي جمعية الاخوان التي يقودها عبد المجيد ذنيبات، وجماعة زمزم التي يقودها ارحيل غرايبة، خصوصاً وان هاتين الجماعتين تتجهان سريعاً نحو تشكيل حزب ائتلافي مشترك باسم ”حزب الامة” استعداداً لمنافستها في الانتخابات المقبلة.
واضاف المصدر الموثوق يقول ان الجماعة الام المعروفة بـ ”جماعة همام” تجري هذا الاوان حوارات داخلية مكثفة بهدف تعزيز تماسكها وتوحيد صفوفها، وبالذات مع تيار الحمائم الذي اطلق على نفسه لقب ”حكماء الجماعة” وسبق ان اقترح ابعاد همام سعيد عن موقع المراقب العام، واستبداله بعبد اللطيف عربيات، كمدخل لانهاء الانقسام الذي قاده ذنيبات قبل بضعة اشهر.
واكد المصدر ان تيار الحمائم الذي يضم الى جانب عربيات كلاً من حمزة منصور وسالم الفلاحات وحسان ذنيبات واحمد كفاوين، قد عدل عن المطالبة باستقالة همام، ولكنه اشترط – للانخراط مجدداً في نشاطات الجماعة – حل المكتب التنفيذي لفترة انتقالية مدتها سنة واحدة على الاقل، ثم اجراء انتخابات تنظيمية جديدة بعد ان يكون قد تم التفاهم على مروحة من القوانين والانظمة الداخلية المتطورة.
وافاد هذا المصدر ان تيار الحمائم المعروف بعلاقته القديمة مع الدوائر السعودية، قد عدل عن ”حرده” وتجميد نشاطاته تحت قيادة همام، بعدما علم ان الامير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي الذي زار الاردن منذ شهرين، قد حذر المسؤولين الاردنيين من التقارب مع ايران، وايضاً من التمادي في معاداة جماعة الاخوان التي تعتبرها السعودية حليفاً تاريخياً لا يجوز التفريط فيه.
وكشف المصدر ان لدى جماعة الاخوان معلومات شبه موثوقة، ان واشنطن قد ضغطت على صناع القرار الاردني لطرح قانون انتخابات نيابية مقبول شعبياً ومن شأنه اغراء الحركة الاسلامية ذات القاعدة الواسعة من الاردنيين ذوي الاصول الفلسطينية، بالمشاركة في هذه الانتخابات على نطاق واسع، ولو كرهت جماعات الحرس القديم والشد العكسي داخل دوائر الدولة وخارجها.
اما على الجانب الآخر، فقد علمت ”المجد” ان مفاوضات متواصلة تجرى الآن، وعلى قاعدة الاستعداد للانتخابات القادمة، بين جماعة ذنيبات ومجموعة زمزم، لانشاء حزب سياسي مشترك باسم ”حزب الامة” وبرئاسة ارحيل غرايبة، على ان يتم اعتبار مجموعة زمزم بمثابة حركة فكرية وثقافية، وجماعة ذنيبات بمثابة مرجعية خيرية ودعوية.
حزب الامة يعرف – في حال قيامه- انه لن يكون نداً او منافساً انتخابياً قوياً للجماعة الام (جماعة همام)، ولهذا فقد يلجأ الى استخدام ”سلاح الشرعية” في معركته السياسية والانتخابية، مطالباً الدوائر الحاكمة بمنع جماعة همام من خوض الانتخابات النيابية المقبلة، لانها تفتقر الى الشرعية القانونية التي باتت تتمتع بها جمعية ذنيبات التي اعتبرت نفسها الوريث الشرعي والقانوني لجماعة الاخوان المسلمين بالاردن، وتقدمت على هذا الاساس بدعوى قضائية منظورة الآن امام المحكمة طالبت فيها بتعيين ”حارس قضائي” على المقر العام للجماعة وسائر ممتلكاتها واموالها ووثائقها وملفاتها.
الغريب ان عدوى التنافس السياسي الاخواني والتهافت على المشاركة في الانتخابات النيابية، قد انتقلت من الجماعات الاخوانية، الى الجماعات المتصوفة، حيث ادلى الشيخ حازم ابو غزالة شيخ الطريقة الصوفية الشاذلية القادرية بتصريحات تفيد بأن الصوفيين سيدخلون معترك السياسة في وقت قريب.
وارجع ابو غزالة هذه الخطوة الى التحديات الخطيرة التي تمر بها الامة الاسلامية، والتي تقتضي الارتقاء الى حجمها وخطورتها، حيث بات الانخراط في العمل السياسي المباشر لزاماً مؤكداً.
ولفت الى ان الهجمة الصهيونية الشرسة ضد الاراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، ومدينة القدس والمسجد الاقصى خصوصاً بلغت حدها، وان مخطط الصهاينة بتدمير المسجد الاقصى يتطلب موقفاً اسلامياً موحداً.
واكد الشيخ حازم رفضه المطلق لما يحاك الآن حول تقسيم العراق، لأن هذا التقسيم يعني ضرب الامة العربية في مقتل، مشدداً على ان امن الاردن خط احمر، داعياً الى تقوية الجبهة الداخلية، وتوحيد صفوف الاردنيين وجمع كلمتهم من اجل المحافظة على الاردن وطناً عزيزاً ومنيعاً.
وقد اعتبر المراقبون هذا التصريح بمثابة انقلاب في تاريخ وثوابت الحركة الصوفية التي نأت بنفسها عن السياسة منذ نشأتها قبل مئات السنين والى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى