قوات الاحتلال تعيث خراباً وارهاباً في نابلس
نابلس- قدس برس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت, حملة مداهمات واقتحامات لمنازل الفلسطينيين في حي الضاحية وعدة مناطق أخرى في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد شهود عيان لـ “قدس برس” أن وحدة مشاة تعدادها أكثر من 50 جندياً، بالإضافة لعشرات الآليات العسكرية التابعة للاحتلال، دهمت عدة منازل في “حي الضاحية” وقرية “روجيب” و”مخيم عسكر” وأطراف مخيم “بلاطة”، شرق نابلس، واعتقلت عدداً من المواطنين ونقلتهم لجهة غير معلومة.
وذكرت المصادر أن عدد المعتقلين بلغ 10 فلسطينيين، غالبيتهم من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، ونشطاء في حركة حماس، بالإضافة لإصابة عدد من الشبان بالرصاص الحي في الأرجل وإصابات بالرضوض.
وقال هذه المصادر أن جنود الاحتلال قاموا بتحيطم منازل المعتقلين، إلى جانب مصادرة مركبتين لعائلة المعتقل سمير كوسا، وسرقة مبالغ مالية من إسكان “روجيب”. لافتة النظر إلى أنه تم الاعتداء على عدد من المعتقلين باستخدام الكلاب وأدوات حادة.
وأضافت المصادر: “اقتحام المنازل كان عنيفاً جداً، والجنود اعتدوا بشكل وحشي على عائلات المعتقلين وسط صراخ وترهيب للمواطنين، إلى جانب دمار واسع في البيوت التي دخلها هؤلاء الجنود”.
ولفت شهود العيان النظر إلى أن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين في منطقة مسجد الشافعي بحي الضاحية، ومنطقة “الشيخ مونس” وبالقرب من مسجد “فتوح” في شارع “القدس”.
وقالت المصادر ذاتها أن وحدة المشاة الإسرائيلية تقوم بإطلاق النار واستهداف الشبان خلال المواجهات بمنطقة شارع القدس من خلال كاتم للصوت، مشيرة إلى استقدام الاحتلال لقوات إضافية ودخول مركبات عسكرية إسرائيلية من حاجز “حوارة”، جنوب المدينة، باتجاه شارع القدس.
بدورها، أفادت مصادر طبية فلسطينية في مدينة نابلس أن الحصيلة النهائية للإصابات بلغت 10 حالات بالرصاص الحي والتوتو، بينها إصابة واحدة في البطن، و9 في الأجزاء العلوية من الأرجل، إلى جانب 4 إصابات بالرضوض. واصفة الإصابات بين المتوسطة والطفيفة.
وعلى صعيد متصل باركت حركة حماس عملية إطلاق النار التي نفذّها مقاومون فلسطينيون شرقي مدينة نابلس، مساء يوم الخميس الماضي، وأسفرت عن مصرع مستوطنيْن يهودييْن وإصابة أربعة آخرين.
وقال المتحدث باسم “حماس” حسام بدران، في بيان صحفي تلقّت “قدس برس” نسخة عنه، “نبارك العملية البطولية التي نفذها المقاومون في الضفة، والتي أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخرين شرق نابلس، ونرى فيها ردا حقيقيا على جرائم المحتل، يتكامل مع الحراك الجماهيري المتصاعد في كل مناطق الضفة المحتلة”.
وأضاف بدران “واهم هذا المحتل إذا ظنّ أن شعبنا لن يستخدم كل قدراته لردعه عن مواصلة اقتحامات المسجد الأقصى”.
ومن جانبها اشادت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بهذه العملية وقالت في بيان صحفي صدر عنها امس الجمعة، أن “عملية نابلس النوعية وجّهت لطمة قاسية للاحتلال، وأثبتت قدرة الشعب الفلسطيني على رد الصاع صاعين، والانتقام لدماء الشهيدة هديل الهشلمون وعائلة دوابشة، كما أكدت فشل الإجراءات الاحتلالية المتصاعدة لقمع الانتفاضة الشعبية وثورة أبطال الحجارة المشتعلة في شوارع وأزقة القدس، وفي الضفة المحتلة”.
ودعت الجبهة الشعبية فصائل المقاومة في عموم الضفة إلى “تكثيف ضرباتها الموجعة لجسد الكيان الفاشي” بكل الإمكانيات المتوفرة، والاستعداد لـ “معركة استنزاف طويلة ضده”، باعتبار أنها “الوسيلة الأنجع القادرة على تسليم الاحتلال بحقوق الفلسطينيين”.
كما دعت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية إلى الاندماج الفعلي مع أبناء الشعب في فعاليات ونشاطات الانتفاضة والهبة الجماهيرية، وإسناد اللجان الشعبية من أجل الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني والتصدّي لجرائم المستوطنين.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن مساء الخميس الماضي، عن مقتل مستوطنيْن يهودييْن وإصابة أربعة آخرين، في عملية إطلاق نار من قبل سيارة فلسطينية مسرعة على مركبة إسرائيلية في الطريق الواصل بين مستوطنتي “إيتمار” و “ألون موريه” المقامتين على أراضي شرق نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.