نايف حواتمة : فساد واستبداد الانظمة العربية أنتج إرهاب الجماعات التكفيرية

بعث نايف حواتمة، الامين العام للجبهة الديمقراطية رسالة الى كوادر وقواعد حزب حشد بارك فيها انعقاد المؤتمر الوطني السادس والعشرين للحزب، وتناول فيها باختصار العديد من القضايا المحلية والاقليمية ومستجداتها على الساحة العالمية، وقال : نبارك لكم مناضلات، ومناضلين، للحركة الوطنية الاردنية بتياراتها ومكوناتها، وفي المقدمة المرأة والشباب، العيد السادس والعشرين المجيد، نضالات وانجازات، معضلات واستعصاءات في تيارات النضال نحو أردن وطني ديمقراطي جديد.
واضاف يقول : عشرات القرون من الأنظمة الاستبدادية السلطوية، تحالف ”السلطة والمال والنفوذ”، تحالف ”السلطة وتسييس الدين وتديين السياسة” أغلق كل الطرق على التقدم والحريات، الدمقرطة، المواطنة، التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، والنتيجة الصارخة نكبات، كوارث، وهزائم، وتخلف تاريخي، وهكذا غاب الآخر الوطني، وغاب في تاريخنا العربي والاسلامي ”التداول السلمي للسلطة”، والنتيجة ضاع القرن العشرين على العرب شعوبا ودولا.
حصدنا نحن العرب نكبة فلسطين، مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية بتقرير المصير والدولة المستقلة وحق عودة اللاجئين، هزيمة حزيران – يونيو 1967 واحتلال القدس والضفة وقطاع غزة، سيناء والجولان، وحتى الآن 48عاما تحت غزو الاحتلال واستعمار الاستيطان، حصدت شعوبنا العربية، انظمة الاستبداد والفساد السلطوي، التخلف التاريخي فقرا وبطالة وأمية، وحتى الآن، بين 57 دولة عربية ومسلمة دولة واحدة فقط دخلت عصر الثورة الصناعية (ماليزيا)، الدول الـ 56 الاخرى أنظمة ريعية تحت سقف انتاج المواد الخام دون تصنيعه، وأموال الدول المانحة.
واشار الى ان الشعوب انفجرت زلازل وبراكين، وانفجرت الانتفاضات والثورات العربية والحِراكات الشعبية من المحيط الى المحيط، ونقشت الثورات بسيول الدماء برامج ”الشعب يريد.. الشعب يريد الخبز والكرامة، التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، الهوية الوطنية والعربية، الدولة المدنية الحديثة، المساواة في المواطنة وبين المرأة والرجل”، مشدداً على ان شعب فلسطين يريد: اسقاط الانقسام، والوحدة الوطنية للخلاص من الاحتلال واستعمار الاستيطان، الشعوب العربية تريد الوحدة واستنهاض التضامن العربي لطرد الاحتلال وصولا الى ”تسوية سياسية متوازنة” تقوم على قرارات الشرعية الدولية ورعاية الدول الخمس الكبرى، مؤتمر دولي للسلام لحل قضايا الصراع الفلسطيني والعربي – الاسرائيلي الاحتلالي التوسعي.
واكد ان انظمة الاستبداد السلطوية تجاهلت ارادة الشعوب واستحقاقات برامج الشعب يريد… قمعت قوى الانتفاضات والثورات، فحصدت الشعوب والانظمة الحروب الاهلية وصعود حركات ”تسييس الدين وتديين السياسة”، ”داعش وأخواتها”، تراجعت قضايا وبرامج الثورات العربية وتراجعت القضية والحقوق الفلسطينية الوطنية والعربية الى الخلف، والآن حروب أهلية، صراع تمتد النفوذ للمحاور الاقليمية والشرق أوسطية تحت شعارات عرقية (إثنية) وطائفية مذهبية.
وقال ان ”الداعشية” ليست ابنة اليوم وما بعد نهوض الانتفاضات والثورات العربية، ”الداعشية” منذ عشرات السنين في ”مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية” من الابتدائي الى الجامعي، لا تعترف بالآخر، بحق المرأة، بالتعددية والديمقراطية…، تريد الصراع على السلطة لاستبدال السلطة الاستبدادية (مدنية او عسكرية) بسلطة استبدادية طائفية ومذهبية وانقسامية وشن حروب الغزو والنهب الإرهاب الوحشي الدامي، وتحت سقف ”تسييس الدين وتديين السياسة”. الحلول الأمنية والعسكرية وحدها لن تؤدي الى تصفية الإرهاب الطائفي والمذهبي، حلول وطنية وديمقراطية تعددية وعدالة اجتماعية نزولاً عند استحقاقات الشعوب هي طريق الخلاص والتقدم إلى أمام…
الحرب على ”الداعشية وأخواتها” تستدعي وبلا تردد برامج الاصلاح السياسي، التربوي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي الشامل. وعليه، يجب ان لا يتم تعطيل الاصلاح الشامل بحجة الحرب الدولية والاقليمية على ”داعش وأخواتها”، داعياً الى بناء وحدة وطنية في كل بلد عربي ومسلم على قواعد برنامج الشعب يريد… برنامج الديمقراطية، الاصلاح الشامل والعميق في مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية، والجمع بين التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
بدون البرامج الوطنية / القومية / الانسانية والقيم الكونية، فالحروب الطائفية والمذهبية، وحروب محاور تمدد النفوذ الاقليمية الطائفية والاثنية ستطول وتطول…
وقال : لنتذكر جميعا: حرب القاعدة في السعودية التي بدأت منذ منتصف الثمانينات، وفي مصر (قاعدة، جماعة اسلامية، جهاد اسلامي…) منذ مطلع التسعينات، وفي الجزائر منذ أكتوبر 1988… في باكستان وافغانستان واندونيسيا منذ السبعينيات.. وهكذا في بلدان عربية ، مسلمة عديدة.
وختم بالقول : طالما الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، طالما الاصلاح الديني غائب، طالما ”الداعشية” طاغية في مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية في بلداننا العربية، وطالما تسييس الدين وتديين السياسة حاضر.. طالما هكذا فالبيئة الحاضنة للدواعش وافرة في زرع وظهور الدواعش بين جيل وآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى