عودة سوريا للجامعة العربية ودعوة الاسد لحضور القمة بالمغرب

باشرت الجامعة العربية اعمال التحضير للقمة العربية القادمة التي ستعقد في دولة المغرب اواخر شهر اذار من العام المقبل.

وتتردد في اروقة الجامعة بالقاهرة اخبار هامسة حول التحضير لعودة مندوب سوريا الى الجامعة العربية لان عدداً من القادة العرب يطالبون بالغاء قرار تجميد عضوية سوريا بالجامعة قبل انعقاد القمة في المغرب.
وفي حال عودة سوريا للجامعة سيصبح بالامكان دعوة الرئيس بشار الاسد لحضور قمة المغرب ممثلاً لسوريا بعد ان كانت قمة الدوحة قد منحت هذا التمثيل للمعارض معاذ الخطيب.
وتأتي هذه المتغيرات في المواقف العربية بعدما تكاثرت المبادرات السياسية لحل الازمة السورية، وبات الحراك الدولي ينبئ بان هناك مرحلة جديدة بدأت في المنطقة سينتظم الصراع و المواجهة وفقا لعناصرها و محدداتها، و هي إشارة لا تبتعد عن الواقعية و الفهم الصحيح للأمور بعد الذي تم الوصول اليه في الملف النووي الإيراني و التفاهم حوله ، ذاك التفاهم الذي يظهر كل طرف فيه بانه نال ما يريد من مكاسب و حفظ ما يبتغي من مصالح ، بما يجعل المعنيين به يتخذونه نموذجا يرونه مناسبا للاحتذاء به في مقاربة أزمات المنطقة الساخنة و النارية ، أي جعل التفاوض والحل السلمي طريقا لحل النزاعات.
وهكذا فقد بدأت المنطقة تتحرك للخروج من مرحلة كانت النار والمواجهات الميدانية فيها وسيلة المعتدي لفرض القرار والسيطرة، إلى مرحلة الإقرار الضمني بالعجز عن ذلك وتحول وظيفة النار الآن إلى الضغط ومواكبة المتفاوضين الباحثين عن حلول سلمية للازمات القائمة.
لقد تغيرت الظروف، وباتت معالجة الأزمة السورية أولويّةً لدى إدارة أوباما، خاصّةً بعد ظهور ”داعش” وسيطرتها على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وبعد حدوث الاتفاق الدولي مع إيران ، وتعزيز التفاهم والتوافق الروسي/الأميركي على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية خلال وقتٍ قريب، رغم استمرار الاختلاف بين القطبين الدوليين حول تفاصيل التسوية المرتقبة.
وفي هذا المناخ المواتي وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مباحثات مع نظيره العُماني، يوسف بن علوي، في مسقط يوم الخميس الماضي، خلصت إلى التأكيد على ”تضافر الجهود” من أجل ”وضع حد” للأزمة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن جلسة محادثات بين الوزيرين المعلم وبن علوي قد بحث بعمق في خلفيات الأزمة في سوريا، والأدوار الإقليمية والدولية فيها.”
وتابعت الوكالة : ”كانت وجهات النظر متفقة بأن الأوان قد حان لتضافر الجهود البناءة لوضع حد لهذه الأزمة، على أساس تلبية تطلعات الشعب السوري، لمكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار، والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وعليه.. وبعد تونس ومصر والامارات تعتزم بعض الدول العربية اعادة فتح سفاراتها في سوريا، حيث يرى متابعون أن التغييرات التي يشهدها الوضع الميداني لصالح الجيش السوري وزيادة الداعين للحل السياسي للأزمة السورية، يدفع الدول العربية الى فتح قنوات اتصال مع النظام السوري.
وبعد سنوات من القطيعة، تتجه بعض الدول العربية لإعادة علاقاتها الدبلوماسية من جديد مع سوريا، المصادر السورية اكدت زيارة عدد من الوفود العربية لدمشق، من اجل فتح صفحة جديدة من العلاقات، والتنسيق لمكافحة الارهاب.
عودة فتح السفارات العربية مرة اخرى في دمشق تدل علي أن الدول العربية ايقنت بشكل تام، أن الدولة السورية تحظى بدعم قوي من جيشها وشعبها، اضافة الى دعم واسع من قبل حلفائها الاقليميين والدوليين.
لذا فإن الطريق الوحيد الذي يبقي أمام العواصم العربية هو إعادة علاقاتها مرة ثانية مع سوريا، وهو ما نراه اليوم من قبل تونس ومصر والامارات، ومن المحتمل ان تكون الكويت رابع دولة في هذا السياق.
لقد غيرت الحرب في سورية نظرة الدول التي كانت سباقة في اتخاذ موقف من سورية في بداية الازمة، في ظل تغييرات اقليمية كبرى تشهدها منطقتنا، قد تخرج الاتصالات السرية مع الحكومة السورية إلى العلن، لتكون بداية لمصالحة عربية ودولية مع الحكومة السورية.
ويرى المراقبون ان هذا التغير في المزاج العام العربي والدولي سببه صمود سوريا شعبا وجيشا في الحرب التي فرضت عليها لأكثر من اربعة اعوام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى