أكدت مصادر مطلعة لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن إيران ألغت زيارة كانت مقررة لوفد من حركة حماس إلى طهران، وذلك على خلفية زيارة رئيس حركة حماس خالد مشعل إلى السعودية، وهي الزيارة التي أحدثت ضجة سياسية وإعلامية واسعة.
زيارة وفد حماس للسعودية، أثارت قلق عددمن العواصم العربية والاقليمية والدولية، ولكن ردّة الفعل الأشدّ والأقوى، جاءت من طهران، التي كانت الحركة من أقرب حلفائها، والمحسوبة على محورها ”الممانع والمقاوم”.
ردة الفعل الايرانية عبّرت عن نفسها من خلال حملة إعلامية شنّتها صحف ومواقع إخبارية إيرانية على حماس ورئيسها خالد مشعل، الذي نال النصيب الوافر من النقد اللاذع.
ولكن الأهم من الحملة الإعلامية، هو الموقف الإيراني الرسمي، الذي عبّر عنه مسؤول إيراني رفيع المستوى في ”الحرس الثوري”، بحسب مصادر هافينغتون بوست عربي المطلعة، حيث أبلغ ممثّلين لحماس في لقاء رسمي تمّ معهم في عاصمة عربية (غالباً بيروت) بعد الزيارة ببضعة أيام، احتجاج واستنكار إيران لزيارة وفد حماس إلى السعودية، مشيراً إلى أن هذه الزيارة موجّهة من السعودية ضد إيران.
وأبدى المسؤول الإيراني غضبه الشديد من الزيارة، متسائلاً عن الأسباب، التي تجعل مشعل، يمتنع عن زيارة إيران، منذ نحو 4 أعوام، على الرغم من وجود دعوة مفتوحة له من قبل القيادة الإيرانية، في الوقت الذي يلبي الدعوة السعودية فور إبلاغها له.
وعلى الرغم من محاولات ممثلي حماس التأكيد على أن زيارة السعودية، تأتي في سياق علاقات حماس وانفتاحها على جميع الدول، وأن السعودية دولة مهمة ولها تأثيرها على المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، أصرّ المسؤول الإيراني على موقفه، مشيراً إلى أن حماس تم ”جلبها” على عجل، بعد التوقيع على الاتفاق الأمريكي – الإيراني حول البرنامج النووي، الذي عارضته السعودية علنا، نكاية في طهران.
مصادر مقرّبة من الطرفين الإيراني والحمساوي، وصفت لـ ”هافينغتون بوست” اللقاء بينهما، بأنه كان ”عاصفاً”، وأن المسؤول الإيراني كان غاضباً طيلة فترات اللقاء، وأنه أبلغ وفد حماس في نهايته، أن زيارة وفدها إلى إيران، التي كان من المنتظر التفاهم حول ترتيباتها، لن تتم، لأن القيادة الإيرانية غاضبة من زيارة السعودية، وهي غير مهيّأة نفسياً لاستقبال اي وفد حركة حماس.