”اردنة” مجموعة من شيوخ العشائر السورية والعراقية الحدودية

علمت ”المجد” ان الدوائر الحكومية المختصة قد توسعت مؤخراً في صرف جوازات سفر ووثائق ثبوتية اردنية الى عدد من شيوخ العشائر العراقية والسورية في محافظات الانبار ودرعا والسويداء المحاذية للحدود الاردنية شرقاً وشمالاً.

وقالت مصادر عليمة ”للمجد” ان هؤلاء الشيوخ يرتبطون بعلاقات ودية بعضها قديم والبعض الآخر حديث، مع السلطات الاردنية التي باتت الآن معنية، اكثر من اي يوم سابق، باستقطاب هؤلاء الشيوخ واسترضاء عشائرهم، ليشكلوا لها عيناً وذرعاً ضد عصابة داعش واخواتها من الجماعات الارهابية في الاراضي السورية والعراقية المجاورة، وذلك وفقاً للاستراتيجية الدفاعية الاردنية القاضية بمحاربة هذه الجماعات في اماكن تواجدها وليس انتظار اجتيازها للحدود ودخولها للاراضي الاردنية.
واشارت المصادر الى ان صرف هذه الوثائق والجوازات الاردنية لهؤلاء الشيوخ يجري بدقة وحرص شديدين تحت اشراف كل من سلامة حماد وزير الداخلية، والشريف فواز زبن العبدالله، مستشار الملك للشؤون العشائرية، وبالتشاور والتنسيق مع الاجهزة الامنية العسكرية والمدنية.
ونفت هذه المصادر وجود اية مضامين سياسية لصرف هذه الوثائق، وقالت انها تأتي لاسباب واعتبارات امنية وعسكرية بالدرجة الاساس.. مستذكرة (المصادر) ما سبق ان اكده الملك عبدالله في حديث له مؤخراً حول عدم وجود اية اطماع اردنية في الاراضي السورية والعراقية.
وكان موقع ”تيك ديبكا” الإسرائيلي المختص بالشؤون الامنية قد نشر تقريراً حول الاستراتيجية الاردنية في محاربة تنظيم ”داعش”، مشيراً إلى أن الاردن هو البلد الوحيد الذي اتخذ فيه الجيش قرارا بمحاربة ”داعش” خارج حدود بلاده مع العراق وسوريا.
وأشار الموقع في تقرير نشره يوم الجمعة الماضي إلى أن الحملة التي بدأها الجيش الاردني قبل نحو أسبوعين، يمكن تسميتها بـ”الحرب الصامتة”، بالنظر إلى التعتيم الكثيف الذي فرضته عليها عمان وواشنطن.
وأضاف التقرير ان ”بغداد ودمشق تسايران هذا التكتم في المعلومات الحربية، لأنه ليس هناك ما يمكنهما فعله تجاهها”، علاوة على ان إسرائيل أيضا ترى أنه من الحكمة البقاء صامتة على تورطها المباشر في العملية، على شكل غطاء جوي وارتباط استخباراتي بقوات القيادة الأردنية في الميدان من خلال مقر القيادة المركزية المتقدمة الأمريكية الأردنية الذي يقع شمال عمان، حيث يعمل أيضا ضباط الارتباط الإسرائيلي.
وفقا لمصادر عسكرية لموقع ”ديبكا ويكلي”، فإن القوات الأردنية تقاتل تنظيم داعش على امتداد الصحراء السورية وتصل إلى العراق والأردن، بما تبلغ مساحته نصف مليون متر مربع.
وبما أنه لا جيش في العالم يستطيع السيطرة على هذا الحجم الهائل من الأراضي، وفقا لتقرير ”ديبكا”، فإنه يتم خوض هذه الحملة من قبل قوات ”الكوماندوس” الأردنية المحمولة جوا، القبائل العربية السنية في محافظة الأنبار، والأقمار الصناعية الأمريكية والوحدات الجوية الإسرائيلية.
وعندما تُرصد مواقع لتنظيم داعش في الأنبار، فإن القوات الخاصة الأردنية المحمولة جوا بطائرات هليكوبتر تقوم باستهدافها.
وادعى التقرير أن معظم قطاعات الجيش الأردني، تقف في حالة تأهب على طول حدود الأردن مع العراق وسوريا، باستثناء لواءين منتشرين في الجنوب، حيث الحدود مع إسرائيل.
واعاد التقرير الى الاذهان ما نقلته الأخبار في 16 تموز الماضي عن إغلاق مركز ”طريبيل” البري الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق إلى إشعار آخر، وقال ان عمان وبغداد قد ادعتا أن هذا الإجراء اتخذ لمنع وقوع هجمات تنظيم داعش على شاحنات البضائع المتجهة إلى الخليج عبر العراق، ولكن هذه مجرد ذريعة لان السبب الحقيقي لإغلاق معبر ”طريبيل”، هو مرور الجيش الأردني غير المقيد بحركة المرور إلى غرب العراق ومحافظة الأنبار.
وكانت مصادر أمريكية قد كشفت اواخر الشهر الماضي عن نقل 16 مروحية قتالية من طراز كوبرا الإسرائيلية إلى الجيش الأردني، واعترفت لأول مرة بتعاون الولايات المتحدة، والأردن وإسرائيل في الحرب على تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقد أعربت مصادر أمنية اسرائيلية عن خشيتها من سيطرة مقاتلي تنظيم داعش على اجزاء واسعة من الجنوب السوري، بالقرب من الحدود مع الاردن.
وأشارت المصادر، في حديث لموقع ”واللا” العبري، إلى أنّ المعطيات الواردة اخيراً من جنوب سوريا، تؤكد تعزّز قوة ”داعش” في هذه المنطقة، ومن شأن ذلك ان يشكل خطراً على جبل الدروز وعلى الحدود مع الاردن.
وبحسب المصادر فان قبائل بدوية تسكن في هذه المنطقة، وتحديدا في ريف محافظة السويداء، أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، مقابل عطاءات مالية وموارد اخرى.
ولفتت المصادر الاسرائيلية الى ان القلق في تل ابيب ناجم عن قدرة ”داعش” على تثبيت وضعه سريعاً في هذه المنطقة الحساسة، حيث يسكن مئات الالوف من الطائفة الدرزية، ومن شأن ذلك ايضاً ان يؤثر سلباً على أمن اسرائيل والمملكة الاردنية، خاصة مع امكان تمدد القتال باتجاه الاردن، وايضا باتجاه البلدات الدرزية في سوريا.
واشارت المصادر الى ان الخطر الجديد يتمثل في ان يحاول ”داعش” خرق الحدود باتجاه بلدات اردنية، خاصة ان قرابة تجمع القبائل التي تعيش في جنوب سوريا مع مثيلاتها في الجانب الاردني، اضافة الى تعاون وعلاقات طيبة جداً بين الجانبين، الامر الذي يزيد من قدرة ”داعش” في المنطقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى