بدء المحادثات المباشرة بين دمشق والرياض

أكد مصدر سوري مسؤول لموقع “الإنتشار” المقرب من القيادة السورية، صحة الخبر الذي نشر قبل أيام عن زيارة رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك برفقة نائب رئيس الإستخبارات الروسية إلى الرياض، بمبادرة من موسكو, حيث التقيا ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحضور رئيس الإستخبارات السعودية صالح الحميدان.

وتأتي هذه الزيارة “المفاجئة” لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية بعد سنوات من القطيعة والتوتر في العلاقات بين دمشق والرياض، الذي بلغ الذروة بعد أشهر قليلة على اندلاع الأحداث في سوريا قبل ما يقارب الـ4 سنوات.

كما تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لكون القائم بها من الجانب السوري إلى السعودية، يعتبر أحد أبرز المتهمين من القضاء اللبناني في قضية الوزير السابق ميشال سماحة الذي أقر في شرائط مصورة له أنه حمل في سيارته قنابل ومتفجرات أدخلها إلى لبنان من دمشق بمعرفة اللواء مملوك للقيام بعمليات تفجير تستهدف شخصيات سياسية لبنانية من فريق “14 آذار”.

وفيما لم يشأ المصدر السوري الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن اللقاء الذي جرى بين الأمير محمد بن سلمان واللواء علي مملوك، إلا أن اللافت كان ما صدر قبل أقل من اسبوعين على لسان السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبيكين في حديث إلى “صحيفة السفير”، عن توقع إعادة الروح إلى معادلة الـ”س – س”، وهي العبارة التي طلع بها رئيس مجلس النواب نبيه بري في إشارة منه إلى تعاون كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية لحل الأزمة اللبنانية التي استفحلت في العام 2008، وتعذر معها انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس السابق العماد اميل لحود.

ويشار في هذا الصدد إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقوم اليوم بزيارة قطر حيث يلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونظيره الأميركي جان كيري، فيما تردد ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سينضم إليهم في وقت لاحق.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أصدرت بياناً قبل يومين، تحدثت فيه عن أن الوزير لافروف سيبحث في قطر الأزمة السورية وسبل حلها وفق الأطر السياسية، ومكافحة الأرهاب وكيفية القضاء بصورة خاصة على تنظيمي “داعش” و”النصرة”.

هذا وكانت “صحيفة الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله, أول من كشف عن “اللقاء السري” الذي تم بين ولي ولي العهد السعودي ورئيس مكتب الأمن القومي السوري في تقرير خاص كتبه الزميل وفيق قانصو جاء فيه: «اللقاء المعجزة» حصل. زار رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك الرياض والتقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بوساطة روسية.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد استقبل في 19 حزيران الماضي، محمد بن سلمان، وزير الدفاع، وليّ ولي العهد السعودي, حيث تناول اللقاء بين «الملك غير المتوّج» للسعودية والرئيس الروسي ملفات عدة: اليمن والسلاح والمفاعلات النووية وأسعار النفط، والأهم سوريا والارهاب.

بعد عشرة أيام، وتحديدا في 29 حزيران، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إلى موسكو للقاء بوتين, حيث أكد الأخير التزامه نحو سوريا «شعباً وقيادة»، وطرح فكرة إقامة تحالف رباعي ضد الإرهاب يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن. استثنيت إيران لحرص الروس على عدم استثارة السعوديين. لم يتمكن الوفد السوري من إخفاء دهشته، وهو ما عبّر عنه المعلم في مؤتمره الصحافي لاحقاً بالقول إن الأمر «يحتاج إلى معجزة»… لكن بوتين طلب حمل العرض الى الرئيس الأسد، فوافق. بقي الأمر سراً بين ثلاثة: الاسد والمعلم ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك.

كُلّفت الاستخبارات الروسية بالتواصل مع مملوك لإنضاج الفكرة. جرى اتصال ثان نقل فيه الروس شرط السعوديين بأن يكون اللقاء في الرياض، فلم تبد دمشق أي ممانعة. وفي غضون أسابيع قليلة، حطّت طائرة روسية خاصة، على متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، في مطار دمشق الدولي، وأقلّت مملوك الى… مكتب محمد بن سلمان في العاصمة السعودية، حيث عقد اللقاء في حضور رئيس الاستخبارات السعودية صالح الحميدان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى