تفاقم الخلاف بين السعودية وكل من مصر والكويت

تعددت وتصاعدت مؤخراً الازمات السياسية والدبلوماسية السعودية مع عدد من الدول العربية والخليجية التي طالما ارتبطت مع الرياض باوثق العلاقات الاخوية.
فعلى الصعيد الخليجيدخل الخلاف النفطي بين السعودية والكويت منعطفاً جديداً أمس الاول الاثنين، بعد يوم واحد من تسريب خطاب لوزير النفط الكويتي علي العمير وجهه إلى نظيره السعودي علي النعيمي، يحمّل فيه الرياض مسؤولية الخسائر المالية التي تتعرض لها بلاده، بعد إغلاق حقلي «الخفجي» و«الوفرة»، فيما وجهت بلدية الأحمدي أمس إنذارات إلى الشركات المتعاقدة مع شركة شيفرون السعودية، تطالبها بإزالة مواقعها باعتبار «وجودها تعدياً على أملاك الدولة».
وقال وزير النفط الكويتي، في رسالته إلى نظيره السعودي: “أرجو من معاليكم اتخاذ ما يلزم لاستئناف الإنتاج المشترك في حقل الخفجي، لافتا نظر معاليكم بأن استمرار وقف الإنتاج وتصديره سيحمل دولة الكويت خسائر جسيمة ستتحملها الحكومة السعودية”.
وتشير الرسالة التي وجهها الوزير الكويتي مطلع شهر تموز الجاري إلى أن توقف الإنتاج يخالف اتفاقا مبرما بين البلدين منذ خمسين عاما, حيث توقف الإنتاج في حقل “الخفجي” الذي يبلغ 300 ألف برميل يوميا، منذ تشرين الأول الماضي.
وفي أيار توقف الإنتاج في حقل “الوفرة” أيضا الذي يستثمر بشكل مشترك، وذلك بغرض الصيانة لكنه لم يستأنف حتى الآن، ولا تشير الرسالة إلى هذا الحقل الذي ينتج 200 ألف برميل يوميا.
وذكرت مصادر مطلعة أن السلطات الكويتية مستاءة من أن السعودية لانها جددت بدون مشاورتها في 2009 اتفاقا مدته ثلاثون عاما مع الشركة النفطية “شيفرون” العربية السعودية التي تؤمن الإنتاج في حقل “الوفرة”.
وقررت الكويت ردا على ذلك عدم تمديد تصاريح الإقامة لموظفي هذه الشركة.
اما على الصعيد المصري فقد أكدت مجلة “روز اليوسف” المصرية شبه الرسمية أن “السعودية باعت مصر”، وأن “عودة العلاقات المصرية – الإيرانية أكثر من ضرورة”، مشددة على أن “استقبال الملك سلمان لخالد مشعل ومد الجسور مع إخوان اليمن يهز الجسر بين الحليفين المصري والسعودي”، وأن الإعلام السعودي بات يهاجم مصر، حتى إن صحفيين سعوديين وصفوا ثورة 30 يونيو بـ”الانقلاب”.
وقد عقب مراقبون سياسيون على ما نشرته “روز اليوسف” بالقول : لا يمكن التعامل مع ما نشرته المجلة في عددها لهذا الأسبوع، على أنه موضوع عادي، بل يجب ربطه بعلاقة المجلة بالسلطات المصرية التي لا تستطيع المجلة تجاوز الخط المرسوم لها من قبلها في سياستها التحريرية، فالحديث عن دولة عربية بحجم السعودية، دون التنسيق مع هذه الأجهزة، يعني مصادرتها فورا، ومنع ظهورها بالأسواق.
كما أبدى هؤلاء المراقبون دهشتهم مما نشرته المجلة، واعتبروه تصعيدا إعلاميا مفاجئا، يأتي بعد 48 ساعة فقط من لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، التي قللا فيها من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين.
ورجح المراقبون أن القيادة في مصر تستعد لإعادة علاقتها مع إيران، وأنها بالفعل اتخذت قرارا بذلك، وأنها تمهد بهذه المواد والحملات الصحفية لهذا القرار، في انتظار اللحظة المناسبة لإعلانه, ولا سيما ان الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل, المقرب من الرئيس السيسي, كان قد اعرب في حديث له مع صحيفة السفير اللبنانية عن قناعته بضرورة وجود علاقة سياسية بين القاهرة وطهران.
وقد لفتت “روزاليوسف” الانظار نحو أدلة اعتبرت انها قوية على وجود شوائب في العلاقات بين مصر والسعودية، أهمها أن مصر تنظر إلى الأزمتين السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه السعودية.
وقالت المجلة أن السعودية دعمت منذ اليوم الأول وما تزال “المعارضة السورية المكونة من إخوان وسلفيين ونصرة وخلافه”، وترى أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا, في حين ان مصر تؤكد ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا بوجود الرئيس بشار الاسد، وترى أن التهديد الرئيس في الوضع السوري ليس نظام الأسد، بل عصابات المعارضين المسلحين والارهابيين.
وقالت روز اليوسف: “إن السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وهي تخير مصر بين أن تتبنى نفس الخط مع السعودية بجانب الإخوان وقطر وتركيا رغما عنها، او ان تذهب العلاقات معها إلى الجحيم”.