موسكو ترعى اتصالات سورية- سعودية سرية

كشفت صحيفة السفير اللبنانية النقاب عن اتصالات سرية تجري حالياً بين دمشق والرياض برعاية روسية.
وتاتي هذه الاتصالات السورية- السعودية بمثابة ترجمة عملية لمقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي سبق ان طرحها علنيا قبل بضعة اسابيع وتضمنت تشكيل محور سوري- سعودي- تركي- اردني يتولى مهمات التصدي الحازم لتنظيم داعش الارهابي واخواته, بعد ان كانت موسكو قد استقبلت كلا من الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي, ووليد المعلم وزير الخارجية السوري.
ونقلت “السفيرِ” عن مصادر عربية مطلعة قولها : ان الرئيس الروسي كان قد طلب من الجانبين، السعودي والسوري، إيفاد مبعوثين يحملان تكليفاً رسمياً من الأسد ومن الملك سلمان بن عبد العزيز، لرفع طابع المفاوضات إلى أعلى مستوى ممكن. وخلال الأسابيع الماضية بدأت، تحت رعاية روسية، عملية فتح القنوات الأمنية لاستطلاع إمكانية تحقيق ما تحدث عنه بوتين. وتم تكليف اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، بمباشرة تلك اللقاءات، التي انعقد أولها في موسكو، فيما كلف الملك سلمان، واحداً من رجال استخبارات المملكة كان قد عمل مع اللواء المملوك في مرحلة الانفراج السعودي ـ السوري، في العقد الماضي.
وقالت الصحيفة اللبنانية ان مصدراً مطلعاً قد اعلن إن المسؤول الأمني السوري الكبير يقوم برحلات متواصلة للتنسيق مع موسكو، منذ أسابيع، والعمل على تحديد بعض إجراءات الثقة. وقد تكون من بين المؤشرات على تقدم عمل القناة المفتوحة, بدء هدنة مصطلحات في وسائل الإعلام السورية، والفضائيات التي تملكها السعودية, فيما بدأ الأتراك خلال الاسابيع الماضية الاهتمام بالعرض الروسي، وأوفدوا إلى موسكو من يحاول الاطلاع على تفاصيل العملية.
وفي تقدير مصدر سوري مطلع إن حصيلة اللقاءات الأولى تدل على وجود استعداد سعودي لفتح صفحة جديدة مع سوريا واليمن عبر موسكو.
ويقول مصدر غربي موثوق إن دمشق استقبلت في الثالث من تموز الحالي جنرالاً من الجيش التركي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا، في نطاق الاتصالات التي بدأت تتطور لاستطلاع إمكانيات التعاون ضد «داعش»، والتقدم نحو اقتراح بوتين.
وهكذا – تقول “السفير” – فقد بات واضحاً أن التحالف بالدم، الذي يراهن عليه الروس، اصبح يتقدم بسرعة اكبر من التحالف بالسياسة، ويدفع نحو توحيد الجبهات ضد «داعش». وقد اكتسب الاقتراح الروسي مصداقية اكبر في الأيام الأخيرة، مع العملية الانتحارية التي وقعت في سوروتش التركية، والحديث عن خلايا «داعشية» نائمة، من ثلاثة آلاف تركي. وغني عن القول إن عودة الآلاف من السعوديين من سوريا إلى موطنهم، وتجنيد الآلاف في الداخل السعودي، لعمليات قادمة، يدق ساعة الصفر لانتقال العدوى والتهديد الإرهابي إلى الداخل السعودي.