هجمة على الرفاعي بسلاح ”القوة الناعمة”

لانه تدخل فيما لا يعنيه، فقد لقي سمير الرفاعي، رئيس الوزراء السابق ما لا يرضيه، وتعرض مؤخراً لهجمة خفية تمثلت في طلب التعتيم على اخباره ونشاطاته، والتشكيك في امكانية تسلمه اية مواقع رسمية او مناصب قيادية في المدى المنظور.
الرفاعي اوقع نفسه في المحظور، ودس يده في عش الدبابير، حين قام بزيارة احد كبار الضباط الامنيين المتقاعدين (ب.ب)، وحاول تسويق عودته الى دائرة حساسة كي يتسلم منصباً رفيعاً فيها، وهو ما اثار غضبة القائمين على قيادتها، ودفعهم الى الرد عليه بهجمة مؤلمة، ولكن باستخدام ”القوة الناعمة” التي تجيد سبكها، في العادة، تلك الدوائر الحساسة.
ورغم ان مساعي الرفاعي لحساب ذلك الضابط المعروف لم تتكلل بالنجاح، ولم تجد اذناً صاغية لدى المراجع العليا في الوقت الحاضر، الا ان عبدالله النسور، رئيس الوزراء قد وجد في هذه الغلطة الرفاعية فرصة سانحة لتصفية حسابه المفتوح مع هذا الخصم اللدود الذي دأب طوال الشهور القليلة الماضية على مهاجمة الحكومة في ندواته ومحاضراته، وبالذات على صعيد برامجها الاقتصادية والمعاشية.
النسور استنكر على الفور هذا التدخل الرفاعي في شؤون دائرة حساسة، وفي ظروف امنية بالغة الدقة والخطورة ولا تحتمل لعبة المحاور والشلل والمعسكرات السياسية، ثم ما لبث ان اتصل بقيادة الدائرة الحساسة للاعراب عن الدعم لها، وتجديد الثقة بها، والغمز – بالطبع – من قناة المتطفلين الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم، ويتعين ان يلقوا ما لا يرضيهم.
هذه الهدية الثمينة او الجائزة القيمة التي قدمتها اليد الرفاعية دون قصد للرئيس النسور الذي يبدو ان امه الامريكية – وليس الاردنية- دائبة الدعاء له بالمكوث على اكتاف الدوار الرابع.. ليست الاولى التي يظفر بها دون جهد، وانما بفعل ”قانون الاضداد” وصراعات مراكز القوى، حيث سبق لباسم عوض الله، خصم الرفاعي القديم، ورئيس الديوان الملكي السابق، ان لعب خلال مؤتمر دافوس الاخير، دور محامي الدفاع عن سياسات حكومة النسور المالية والاقتصادية حد الغزل والاعتراف بانه ليس في الامكان افضل مما كان.
الرفاعي الابن الذي لا يمتلك ذكاء ودهاء والده السياسي العتيق بعد، سبق له ايام كان رئيساً للوزراء عام 2011 ان قاد حملة تغيير قيادة تلك الدائرة الحساسة والاتيان بقيادة مقربة منه.. غير ان الرفاعي لم يدرك ان زمن اول قد حول، وما اتيح له ايام كان صاحب الموقع الرفيع واللسان الاول القريب من اذن المراجع العليا، لم يعد متاحاً في هذه الايام التي تشهد اغرب الزلازل واعجب المتغيرات والمفاجآت.. وسبحان مغير الاحوال والرجال !!