سوريا تتبرع بالدم العربي لمن فقدوه

وتدخل الحرب الكونية الظالمة على سوريا عامها الخامس بلا أي ذنب إلا انها رفضت مسايرة القطيع العربي المقاد بإرادته أو بغير إرادته للمقصلة الأمريكية التي تريد إضعاف الأمة العربية وتفتيتها مرة أخرى بإعادة إنتاج سايكس بيكو أخرى لمصلحة الكيان الصهيوني اللقيط .
الحرب على سوريا قالوا عنها ثورة الشعب السوري ضد النظام المتسلط كما يدّعي الخونة المتامركون والمتاسلمون دعاة الديمقراطية المزعومة، وعندما فشلت مؤامراتهم الخسيسة بفضل بسالة الشعب السوري وتمسكه بوحدته الوطنية وقيادته العبقرية وجيشه المغوار الذي سيسجل التاريخ بأحرف من نور بطولاته الأسطورية وتحديه وقدرته بمواجهة حرب امبريالية صهيونية عالمية عليه ، لجأوا بعد أن انكشفت أكاذيبهم للانتقام من سوريا وشعبها العظيم حيث أصبحت المؤامرة على المكشوف دعم الإرهابيين القتلة حتى أصبح القتال في سوريا أغلى الأسعار للمرتزقة فتعرضت سوريا لأبشع الجرائم بحق شعبها و تراثها العريق واقتصادها الوطني وجرى تفكيك أعداد كبيرة من المصانع السورية التي عرفت بجودتها العالمية ونقلها ثوار الغفلة لدولة الخلافة المزعومة في اسطنبول، وها هم المرتزقة من القتلة قد فشلوا رغم كل ما قدم إليهم من دعم عسكري ومادي، ولو أن الدعم المالي الذي قدمه آل سعود فقط للمرتزقه في سوريا خصص للمقاومة الفلسطينية لتغيرت المعادلة في المنطقة كلها كما ذكرت بعض التقارير المهتمة بهذا الشأن.
إن ما تقوم به سوريا اليوم من حربها المقدسة على الإرهاب لا يقل أهمية عن معارك استقلالها عن فرنسا ، لأن هذا الإرهاب أشد خطرا من الاستعمار الكونيالي المباشر ، لأن ذلك انتهى عصره وزمانه ولكن الإرهاب الذي خطره يبدأ بتدمير الثقافة والحضارة ثم تشويه التاريخ ليجعل هذه الأمة بتاريخها وحضارتها أمة مسخاً بلا تاريخ ولا حضارة، ما يسهل للقوى الامبريالية المعروفة التي هي وراء الحرب الشاملة إعادة كتابة التاريخ كما يحلو لها وحسب أهدافها.
سوريا اليوم تدفع ثمن انتمائها للأمة العربية وتترك وحدها في مواجهه القطعان الإرهابية الدواعش والنصرة والقاعدة والإخوان المتأسلمين الذين هم أساس الإرهاب والمصائب في المنطقة ، لأن سوريا كما أسلفت رفضت أن تكون رقما هامشيا في المعادلة وان تتخلى عن دورها المحوري والأساسي في دعم المقاومة والصمود، حتى المختلفين معها سياسيا اعترفوا بقوة الدولة السورية على الصمود والمواجهة .
سوريا لا تنزف دما كما يقول الكثيرون ولكنها تتبرع بالدماء الطاهرة النازفة من جنودها وشعبها مجانا لمن فقدوا دماءهم العربية، واسأل بعض الأطراف الداعمة للإرهاب في دول الجوار السوري ، ماذا لا سمح الله لو نجح الإرهاب في سوريا ، كيف سيكون الحال عندما يصبح تجار الدين من خوارج العصر الحديث على حدودهم ؟ وماذا سيحدث للتنوع الثقافي والحضاري وهي الفسيفساء الجميلة التي نفخر ونعتز بها وقلبها سوريا ومصر والعراق ،عندما يصبح كل جزء منها دولة تدافع عن ذاتها ؟ هل رأيتم كيف يحمل الإنسان في الداخل ضده أي ضد نفسه وتاريخه وثقافته حسب تعبير شاعرنا العظيم مظفر النواب وهذا يفضح حقيقة الاستقلال المزعوم الذي تتشدق به بعض الأنظمة فمن يدعم الإرهاب في سوريا يعرف أنه يسير بالاتجاه الخاطئ ويقف ضد نفسه ومصالحه ولكنها التبعية والعبودية لأمريكا ، فكيف يدعم هؤلاء الإرهاب في سوريا ويحاربونه في مصر ؟ أليست هذه هي الازدواجية والكيل بمكيالين ؟
وأين سيكون مستقبل الدروز والمارونية السياسية وتيار المستقبل الذي يعمل لمصلحة نظام آل سعود وليس لمصلحة لبنان وسوريا في دويله الخلافه المزعومه ، هذا مجرد تساؤل والأهم من ذلك أين هو صوت الشعب العربي في تلك التيارات لمحاسبة قادتها بدعمهم للإرهاب عدو الإنسانية جمعاء ؟
ما يحدث اليوم على الساحة العربية والمنطقة بأسرها يتقرر في سوريا التي تدافع بجيشها ودماء شعبها عن كل الإنسانية وأمة الضاد تحديدا.
دعونا نتصارح.. فحركة داعش الإجرامية تحالف دولي تقوده أمريكا لمحاربتها ولكن كل المؤشرات تقول عكس ذلك ، فهذه الحركة الإجرامية بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة في العراق وسوريا وامتدت لدول أخرى مثل مصر وليبيا وتونس وهذا يطرح علامات استفهام وتعجب كبرى حول حقيقة من يقف وراء تلك الحركة الظلامية التي هي جزء من شركة بلاك ووتر الأمريكية للمرتزقة، حيث أصبحت هذه الحركة الإجرامية تمول نفسها من النفط العراقي الذي سيطرت عليه، والذي يصدر للكثير من الشركات العالمية وبأسعار أقل بكثير من سعرها العالمي ، والعجيب أن الناتو الذي يمتلك كل تلك الإمكانيات ألا يستطيع خنق تلك الحركة الإجرامية اقتصاديا، ام أن الشركات الأمريكية العملاقة هي المستفيد من سرقة خيرات ألأمة وبيعها بأقل الأسعار وهذا هو الصحيح، حيث أصبح دور داعش وأخواتها مجرد حماية للمصالح الأمريكية التي تسوق داعش بأنه الغول الذي يخيف الجميع، والأكثر غرابة أن التحالف الدولي إياه ينسق مع كل الأطراف حتى التي أنتج بعضها الإرهاب وإلاجرام ويتجاهل من يحارب داعش حقيقة على الأرض وأقصد سوريا شعبا وقيادة وجيشاً.
أصبحنا نسمع في الفترات الأخيرة أن هناك صحوة عالمية وان كانت خجولة على ما يجري في سوريا حيث أنها الدولة العربية الوحيدة التي لا تدافع عن ذاتها فحسب ولكن عن الإنسانية جمعاء .
ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر ونقدر عاليا دور روسيا الاتحادية التي أصبحت أفضل من بعض الأشقاء، والصين وإيران ومجموعة البريكس لمواقفها المشرفة في دعم الدولة السورية، ونحيي صمود شعبها وجيشها العربي ألأصيل وقيادتها الفذة الشجاعة ونترحم على أرواح شهدائها الأبرار، وسوف يسجل التاريخ بأحرف من نور أن سوريا العروبة قلب ألأمة قاومت وانتصرت على أكثر من مئة دولة تدعم الإرهاب والإجرام ، والمأساة أن بعضها عربية.
عاشت سوريا أرضا وشعبا وجيشا وقيادة ، عاشت الأمة العربية ، ولا نامت أعين الجبناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى