الاحزاب القومية واليسارية تدعو لتوعية الشباب ضد الظلاميين والتكفيريين

وجه بيان صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية جملة انتقادات للحكومة بسبب قصورها في التصدي الفاعل لعديد من القضايا التي تهم الناس، ودعاها الى معالجة هذه القضايا، معالجة تعود بالنفع على الوطن والمواطن.
وكان ائتلاف الاحزاب قد عقد اجتماعاً مركزياً مهماً في مقر حزب البعث العربي التقدمي بعمان، تداول فيه عدد من القضايا الداخلية والعربية والدولية المطروحة على جدول اعماله باعتبارها مما يهم الوطن والمواطن هذا الاوان.
وقال بيان صادر في ختام الاجتماع ان الاحزاب المجتمعة قد تدارست ما يعانيه شعبنا في الأردن من ضنك الحياة وعدم قدرة شريحة واسعة منه على توفير الحد الأدنى الضروري لمعيشته في ظل غياب الحكومة عن مواجهة الغلاء والفقر والبطالة بل هي غائبة تماما عن هذا الجانب الأساسي ، كما أن الحكومة لا تقوم بدورها المنوط بها في تطوير الحياة الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي ومعالجة احتياجات وحاجات الشعب الأردني، وقد ظهر غياب الحكومة بشكل واضح أمام العديد من القضايا منها قضية تهم شريحة واسعة من الشباب الأردني والمتعلقة بموضوع معدلات القبول في الجامعات حيث كان الخلاف واضحا داخل الحكومة في هذا الشأن الهام هذا وترى أحزاب الائتلاف ضرورة عقد مؤتمر وطني لمعالجة أوضاع التربية والتعليم وتطويرها بما يخدم تربية وتوعية الأجيال وطنيا وقوميا وتحصينهم من الأفكار التي تحرف سلوكهم وتأخذهم نحو التنظيمات التكفيرية الظلامية التي تهدد امن الشعب والوطن.
وانتقد البيان موقف الحكومة فيما يتعلق بمشروع قانون الأحزاب الذي قدمته إلى مجلس النواب وتم إقراره حيث لم تتم معالجة الثغرات التي كانت حاضرة في قانون الأحزاب السياسية رقم 16 لعام 2012 وبخاصة ما يتعلق بالعقوبات التي تستهدف الأحزاب السياسية مثلما ألغت ما يتعلق بتداول الأحزاب للسلطة من تعريف الحزب هذا إضافة أيضا إلى شطب فقرة من المادة 16 بالقانون القديم تنص على معاقبة من يلاحق أعضاء الأحزاب بسبب عضويتهم فيها بمعنى أن القانون الجديد جاء تفصيلا لأهداف سياسية تحول بين الأحزاب وتطورها وإسهامها في تعكير الحياة السياسية والديمقراطية في الوطن.
ايضاً انتقدت الأحزاب مشاركة الأردن في تحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة محاربة الإرهاب المتمثل حصريا في ما يسمى ب ”داعش” وهي ترى أن هذه المشاركة لا تخدم مصالح الأردن، وكذلك الامر بالنسبة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الشعب العربي في اليمن والذي يطال الشعب اليمني في حياة أبنائه ومؤسساته وبنيته التحتية وطالبتها بالانسحاب من مثل هذه التحالفات المؤلمة والموجعة لشعب عربي.
وقال البيان أن وجود ما يسمى بفرقة ”موك” غرفة العمليات العسكرية المشتركة” التي تستهدف سوريا بقيادة الاستخبارات العسكرية الأمريكية على الأرض الأردنية . وهذا يعتبر تدخلا يعود بالضرر ليس على سورية وأمنها ووحدة أراضيها وشعبها فقط بل يعود بالضرر أيضا على امن الأردن واستقراره، وعليه فإنها تطالب الحكومة بإغلاق غرفة العمليات هذه، وإغلاق معسكرات التدريب لما يسمى ب ”المعارضة المعتدلة” والتي تشكل خطرا حقيقيا على امن سورية.
كما استعرضت أحزاب الائتلاف ما تتعرض له أقطار عربية من مؤامرات تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني الغاصب لأراض عربية في فلسطين وسورية ولبنان وما يشكله هذا الكيان من خطر على امن الأمة العربية ووحدتها أرضا وشعبنا المستهدفة أيضا من هذا العدوان والحروب حيث تفكيك وتجزئة أبناء الشعب العربي الواحد طائفيا ومذهبيا وعرقيا، محذرة من هذا المخطط العدائي للأمة الذي يستهدف وحدتها وقسمتها إلى طوائف ومذاهب وأعراق تخدم مصالح هؤلاء الأعداء وفي المقدمة منهم الحركة الصهيونية.
كما توقفت الأحزاب أمام المخاطر التي يمثلها نظام اردوغان في تركيا على سورية حيث يقوم هذا النظام بحشد عسكري كبير يستهدف سورية بالتنسيق والتعاون مع الكيان الصهيوني ومع العصابات الإرهابية التي تستهدف شعب سورية وأرضها ومؤسساتها.
وعليه فهي تعبر عن قلقها الشديد لهذا العدوان وتطالب العرب جميعا حماية قطر عربي يتعرض لتهديدات عدوانية بالوقوف إلى جانبه والدفاع عنه عبر منع العدوان التركي على هذا القطر العربي.
وبخصوص القضية الفلسطينية قال البيان : ان أحزاب الائتلاف هي مكون أساسي من مكونات الصراع مع العدو الصهيوني باعتباره صراعا عربيا صهيونيا وهي تدرك ابعاد المؤامرة لتصفية هذه القضية على حساب مصالح وحقوق شعبنا العربي الفلسطيني وبالتالي مصالح الأمة العربية وعليه فهي تؤكد موقفها الداعم لنضال الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني وتعرب عن قلقها للانقسامات والتهديدات المتبادلة بين فصائل تعول عليها في المواجهة مع العدو، وعليه فهي تؤكد على الوحدة الوطنية الفلسطينية وعلى خيار مقاومة العدو بكل أشكالها واستمرار النضال من اجل تحقيق أهداف شعبنا العربي الفلسطيني في استعادة الأرض والحقوق وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على تراب فلسطين العربية، مثلما تؤكد على موقفها الثابت المتمثل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم وممتلكاتها وتطالب السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج وطني يواجه المخططات التي تستهدف تصفية القضية.
واضاف البيان يقول: من هذا المنطلق، يأتي التآمر على القضية عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المتمثل بتقليص الخدمات التي تقدمها الوكالة على طريق إنهاء دورها ووجودها كخطوة سياسية تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله في فلسطين المحتلة وفي الشتات، مثلما تستهدف هذا الشعب في حقوقه ومعيشته وتحذر أحزاب الائتلاف من هذا المخطط الرهيب المعادي ليس للشعب الفلسطيني بل لكل الأمة العربية المعنية أصلا بالصراع مع العدو الصهيوني وترى الأحزاب أن ذريعة المال، ليست السبب بل السبب هو البعد السياسي لقضية الوكالة لان وجودها ووجود المخيمات يبقى القضية الفلسطينية بعامة وقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة ماثلة للعيان. وتطالب أنظمة عربية أن توجه المال نحو خير العرب وليس نحو قتلهم.
واكد البيان ان أحزاب الائتلاف سوف تقف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني بكل فئاته وبخاصة تلك الفئة الأكثر تضررا المتمثلة بالموظفين والعاملين بالوكالة وكذلك الطلاب الدارسين في مدارس الوكالة أينما وجدت في الأردن، سورية، لبنان وطبعا بالضفة الغربية وقطاع غزة.
كما تطرق بيان الائتلاف الى قضية الارهاب، حيث قال : ان احزاب الائتلاف قد توقفت أمام ظاهرة الإرهاب التي تهدد أقطار الوطن العربي والعديد من دول المنطقة والعالم وأكدت على موقفها الثابت من التصدي للعصابات الإرهابية ومواجهتها والتي تتم عبر توحيد الجهود الشعبية في كل قطر يتعرض للإرهاب مثلما توحيد الجهود الشعبية العربية لمواجهته وكذلك التوجه الجاد والمخلص من دول العالم للإسهام في هذه المواجهة كما رأت الأحزاب أن المواجهة تتم عبر التوعية والتثقيف بأخطار الإرهاب ومواجهته بالفكر النير مثلما هي المواجهة بالسلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى