“فتح” تزايد على “حماس” حول التفاهم مع اسرائيل

اعتبر خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، كثرة الحديث عن التهدئة بمثابة إشغال للرأي العام وإيهام للناس بأن مشاكل غزة ستحل بـ “التهدئة”.

وأشار الحية في تصريحات صحفية إلى تغافل مَن يتحدثون بشان التهدئة عن حال وقف إطلاق النار الذي رعته مصر, فالمطلوب هو التزام الاحتلال بذلك الوقف، وفي مقدمته فتح المعابر وإدخال جميع مستلزمات البناء وإعادة الإعمار، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياته.

اما الدكتور صلاح البردويل, القيادي في حركة “حماس” قد نفى وقال : أن كل ما في الأمر أن هناك أفكارا مطروحة للنقاش من وسطاء أوروبيين لم تكتمل بعد.

وأوضح الدكتور البردويل في تصريحات صحفية، أن ما يدور من أخبار عن قرب التوصل إلى تهدئة مع الاحتلال “هو حتى الآن مجرد تحليلات إعلامية وليست مبنية على معلومات دقيقة”، موضحا أنه “ليس صحيحا أن مسؤول ملف العلاقات الخارجية في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق قد حمل معه لدى خروجه من غزة إلى الدوحة عبر القاهرة رؤية نهائية للحركة حول مسألة التهدئة، وما نُشر حول هذا الأمر لا يتجاوز التوقعات الإعلامية, المبنية على الاتصالات التي أجرتها شخصيات أوروبية مع الحركة ومنهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير”.

وكانت مصادر إعلامية قد تداولت خبرا مفاده، بان الدكتور موسى ابو مرزوق قد عبر يوم الاثنين الماضي من قطاع غزة الى مصر، بموافقة الامن القومي المصري وتوجه مباشرة الى الدوحة حاملا معه اتفاقية تهدئة طويلة الأمد مع اسرائيل, موضحة (المصادر) أن أبومرزوق التقى خلال تواجده بقطاع غزة الفترة الماضية بوزير الخارجية البلغاري الاسبق نيكولاميلادنوف الوسيط الفاعل بين اسرائيل وحركة “حماس”، لاجراء المفاوضات غير المباشرة بين الحانبين، وقد توصل اللقاء الى ابرام اتفاقية تهدئة بين اسرائيل و”حماس” قد تصل الى خمس سنوات وربما اكثر.

وحسب المصادر “سيبحث ابو مرزوق اتفاقية التهدئة مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بالدوحة لوضع اللمسات الاخيرة عليها”.

وفي رام الله أتهم يحيى رباح، القيادي في حركة فتح، حركة حماس، بإجراء مفاوضات مباشرة، وغير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي عبر أطراف دولية، معتبراً ان هذه الاتصالات “لم تعد سراً”.

وأوضح رباح في تصريحات صحفية ” أن الاتصالات التي تجريها “حماس” مع أطراف أوروبية وإسرائيلية، “تجري فوق وتحت الطاولة وتسعى الحركة من خلالها للتوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد، وإقامة دولة مؤقتة” , موضحا (رباح) أن حركة “فتح” تأكدت عبر أطراف متعددة من إجراء هذه المفاوضات.

وشدد القيادي في “فتح” على أن هذه المفاوضات “غير شرعية، وان أي اتصالات تجري مع طرف فلسطيني غير السلطة ومنظمة التحرير لا قيمة لها على الأرض، لأنها الجهة الوحيدة المخولة بالاتصال مع الطرف الإسرائيلي، والتفاوض معه حين تتيح الفرصة لذلك”.

ومن جانبه أكد نبيل أبو ردينة, عضو اللجنة المركزية لـ “فتح” ، في تصريحات نشرتها الوكالة الفلسطينية الرسمية “وفا” يوم امس الثلاثاء على “ضرورة أن تنصب جميع الجهود والمساعي السياسية على دعم ومساندة موقف الشرعية الفلسطينية ومؤسساتها، من خلال التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني”.

وشدد الناطق باسم “فتح” على “أهمية وحدة الشعب الفلسطيني وقضيته ومصيره غير القابلة للتجزئة أو المتاجرة في صفقات مشبوهة تتم من وراء ظهر الشرعية الفلسطينية ومؤسساتها”.

كما رفض ابوردينة “أي اتفاقيات جزئية تحت أي ذرائع أو مسوغات، تصب في خانة فصل القطاع عن الضفة الغربية، وهو هدف إسرائيلي ليس بحاجة إلى برهان”.

وحذر القيادي الفلسطيني “من خطورة تمرير مثل هذه الصفقات بذريعة فك الحصار عن القطاع، في حين أن نتائج مثل هذه الصفقات ستكون كارثية على الشعب الفلسطيني وقضيته، ليس أقلها فصل شطري الوطن، ومنح الاحتلال الاسرائيلي فرصة الاستفراد بالضفة الغربية والقدس، وتمهيد الطريق لفرض حلول تصفوية من قبيل الدولة ذات الحدود المؤقتة”.

اما قيس عبد الكريم “ابو ليلى”, نائب الأمين العام لـ “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” فقد حذر من تفرد حركة “حماس” في إبرام اتفاق منفرد مع إسرائيل، لما يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة وبعيدة المدى على الوضع الفلسطيني، حيث يجري الحديث عن تهدئة لمدة 5 سنوات مقابل إجراءات وإنشاء ميناء بحري برئاسة دولية.

وقال أبو ليلى في تصريح صحفي صحفية، إن “مثل هذه الخطوة تشكل انعكاسات خطيرة على الوضع الفلسطيني وتصيب في مصلحة إسرائيل”, موضحا انه “لا يوجد شيء رسمي أبلغنا به من حركة حماس، غير أن التصريحات الصادرة من قيادة الحركة تشير إلى مثل هذا الاتفاق”.

على صعيد متصل كشف الدكتور ابراهيم حمّامي, مدير مركز الشؤون الفلسطينية في لندن النقاب عن أن لديه معلومات عن تقارير وتصريحات واتصالات ولقاءات تؤكد أن إتفاقاً وشيكاً برعاية عربية اوروبية في طريقه للانجاز بما يُنهي حصار قطاع غزة وقريباً جداً…

واوضح حمّامي, المقرب من حركة حماس والاخوان المسلمين, في تصريح صحفي مكتوب أرسل نسخة منه لـ “قدس برس”، يوم امس الثلاثاء، أن من المؤشرات الدالة على قرب التوصل لهذا الاتفاق، زيارات مكوكية لمسؤولين أوربيين منهم وزراء خارجية، وتصريحات أممية بضرورة رفع الحصار ـ حتى بلير دخل على ذات الخط قبل استقالته، وزيادة عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم، وحراك سعودي ـ قطري ـ تركي نحو غزة، وتوقيع اتفاقات لمشاريع اعادة الاعمار عبر السفير القطري ووعود تركية مشابهة، وتقارير اعلامية متتالية عربية وعبرية عن اتفاق هدنة طويل الأمد (3-5 سنوات)، وهي معلومات ترافقت ـ حسب حمّامي ـ ب “هستيريا” لدى رموز سلطة رام الله واتهامات لـ “حماس” باجراء مفاوضات مع “اسرائيل”، هذا بالإضافة للتغير المفاجيء في الموقف المصري وفتح معبر رفح وادخال 4000 طن من الأسمنت.

وأشار حمّامي في ختام تصريحاته إلى أن هذا الاتفاق بات وشيكاً وقد يخرج للعلن في أي لحظة، وقال: ” هذا الاتفاق اصبح في إطار اللمسات الأخيرة، فقطاع غزة الذي صمد في وجه الحصار وعانى وصبر على موعد مع انفراج كبير، دون اعتراف ودون تنازل ودون المساس بسلاح المقاومة”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى