لا أود الحديث عن الغلاء الفاحش الذي ثقب جيوب المواطنين لأنه شمل جميع أصناف الطعام ما عدا الخبز لأن سعره مقدور عليه وفي متناول الجميع أما الأثرياء فهم لا يأكلون الخبز .. ثمة مواطن غلبان يلهث لتأمين لقمة الاستمرار في الحياة لعائلته.. وثمة مواطن ينعث بنقوده دونما حساب لأنها متوفرة إما لإنه سرقها أو لأن مرتبه الذي يتقاضاه من جيوب المواطنين مرتفع.. وإما أنه قد ورثها أو إنه لم يتعب في جنيها.. وثمة مواطن يتعب ويعمل ويحصد ومن حصاده يعيش وتعيش عائلته حياة كريمة.
أما عن الضرائب العالية التي تجنيها الحكومة من المواطنين فلقد أرهقتهم مادياً لأنها تنهب مبالغ عالية من مرتباتهم المتواضعة .. أما عن احتكار التجار للأسعار والسماسرة ومن بعض المتاجرين بالمواطن والوطن لتمتلئ جيوبهم بالمال الحرام فحدث ولا حرج وخليها على الله… كذلك لا توجد رقابة حكومية على تطبيق نظام المنافسة رقم 33 لسنة 2004 لمنع الإحتكار وتشجيع المنافسة رغم أن القضية واضحة وضوح الشمس فوزارة الصناعة والتجارة غائبة عن الميدان لوقف العبث بالأسعار.. آملين منها الحضور والأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات.
أما عن رفع أسعار المحروقات في بداية هذا الحزيران فكانت غير متوقعة من الحكومة، فالنفط قد هبط سعره عالمياً، ومتوفر بكثرة في الأسواق بكميات كبيرة لكن حكومتنا المحترمة رفعت أسعار المحروقات وفاجأتنا بهديتها غير المقبولة مع قدوم شهر رمضان المبارك..! وفي استقراء بثته إحدى فضائياتنا عن رفع أسعار المحروقات، كانت نسبة المحتجين على الرفع، 94% ومما قاله المحلل الاقتصادي خالد الزبيدي، بأن تسعيرة المحروقات ليس فيها أي عدالة وهي مخيفة ولا يوجد بها شفافية ولا أحد يعرف ما هي المعادلة وما هي الحكمة من رفع الأسعار، وخام برنت لم يحلق ليصل إلى هذا المستوى ليصل إلى تمادي الحكومة على الناس مما أثقل عليهم في الاستمرار في تأمين النفقات..! حديث الشعب عن الغلاء لا ينتهي إلا بخفض الضرائب عن سلع كثيرة ، ووضع تسعيرة ملزمة للتجار، وإبعاد السماسرة السياسيين والمدنيين عن الأسواق لوقف المتاجرة بالوطن والمواطن.. وتخفيض أسعار المحروقات، والشفافية في صرف الدخل والديون والمعونات.. وتمنياتنا على المسؤولين عن لقمة عيشنا مع سؤال ملح يطرح نفسه بقوة: أتمنى على المسؤولين بأن يذهبوا إلى قاع المدينة وإلى القرى البعيدة ليشاهدوا بأم أعينهم معاناة الشعب من الغلاء.. وسؤالي هو عنوان مقالتي!!
طارق عزيز.. وداعاً
طارق عزيز من عمان أسمعك..
أجل كأني أسمعك من عمان وأنت تودع الفانية..
واسمع أبطالك يا عراق وهم عن صهوة المجد يترجلون..
يستذكرون أسمهان حين أنشدت قائلة:
يا ديرتي مالك علينا لوم
يا ديرتي لومك على من خان
حنا روينا سيوفنا من القوم
مثل العدو ما نرخصك بأثمان…