علمت ”المجد” ان العلاقة الاردنية – السعودية قد ازدادت تدهوراً وتوتراً في الآونة الاخيرة، بعدما كانت قد شهدت فتوراً ملحوظاً منذ بدايات عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وربما قبل ذلك بقليل.
وقال مصدر مطلع ”للمجد” ان وساطة باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي السابق الذي حمل اواخر الشهر الماضي رسالة ملكية شفوية الى الملك السعودي، قد اخفقت في اعادة الدفء للعلاقة بين عمان والرياض، وازالة اسباب القطيعة التي ما زالت مستفحلة بين العاصمتين.
وافاد هذا المصدر ان السعودية تتهم الاردن – ومصر ايضاً – بفتح قنوات اتصال مع جماعة الحوثي اليمنية التي تنتسب الى ”الاشراف” جنباً الى جنب مع ”الهاشميين”، والتي تتعرض حالياً لغارات طائرات ”عاصفة الحزم” السعودية.
ونقل المصدر عن السعوديين قولهم ان الاتصالات الاردنية مع الحوثيين تجري بمعرفة الولايات المتحدة ورضاها، وان تحفظ الاردن على المشاركة الفعلية في ”عاصفة الحزم” يأتي استرضاءً لايران ورغبة في تطوير العلاقة الاردنية معها، ولو على حساب السعودية وبعض الدول الخليجية.
وكشف هذا المصدر عن ان صناع القرار الاردنيين ما عادوا يخفون في مجالسهم الخاصة ولقاءاتهم مع المسؤولين العرب والاجانب، تذمرهم من مواقف حكام السعودية الجدد حول عدد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والعسكرية.. مشيراً (المصدر) الى ان فرانسوا فيون، رئيس الوزراء الفرنسي السابق الذي زار عمان والتقى الملك الشهر الماضي، قد سمع من المسؤولين الاردنيين عدة ملاحظات وانتقادات للسياسات السعودية الراهنة، وتحديداً فيما يخص الاولويات حيث يرى الاردنيون اولوية التصدي لتنظيم داعش الارهابي، فيما يرى السعوديون خلاف ذلك ويمنحون الاولوية الى التصدي للحوثيين والنفوذ الايراني الذي يقض مضاجع الرياض.
ومن هنا وبهذا الخصوص فقد علمت ”المجد” من ادق المصادر الفلسطينية واوثقها ان كلاً من دولتي السعودية والامارات العربية قد استعانتا بالاستخبارات الاسرائيلية لمساعدتهما في انجاح ”عاصفة الحزم” التي شنها تحالف الدول الخليجية بقيادة السعودية على جماعة الحوثي اليمنية اواخر شهر آذار الماضي.
وقالت هذه المصادر ”للمجد” ان المسؤولين السعوديين والاماراتيين الذين استعانوا بعدد من الاجهزة الاستخبارية في الدول الصديقة لاستدراج المعلومات اللازمة لتحديد ”بنك الاهداف” اليمنية المرشحة للقصف الجوي، قد ذهلوا من دقة المعلومات التي قدمتها لهما الاستخبارات الاسرائيلية حول الكثير من الخفايا والاسرار اليمنية التي شكلت الهادي والمرشد الاساس لغارات ”عاصفة الحزم”.
وكشفت هذه المصادر عن ان محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح والمقيم حالياً في دولة الامارات، هو الذي تولى مهمة التجسير بين الاستخبارات الاسرائيلية والدوائر الامنية والعسكرية السعودية والاماراتية، والحصول على ملف دسم من المعلومات والخرائط والاحداثيات الدقيقة والحديثة حول المواقع والاوضاع اليمنية، وذلك لقاء تعهدات وضمانات سعودية واماراتية بزيادة حجم التعاون والتطبيع الامني والعسكري مع اسرائيل، في مواجهة العدو الايراني المشترك وامتداداته في اليمن ولبنان والبحرين وقطاع غزة.
واكدت هذه المصادر الفلسطينية العليمة ان دحلان المقرب من حكام الامارات، قد قام في اوقات سابقة بالتقريب السياسي والاقتصادي بين المسؤولين ورجال الاعمال الاسرائيليين ونظرائهم في دولتي السعودية والامارات، وبما ادى خلال العامين الماضيين الى تنشيط التعاون شبه العلني بين هذه الاطراف.
وكانت صحف اسرائيلية ووكالات أنباء دولية، قد ابرزت الأسبوع الماضي، خبر لقاء علنياً جرى في واشنطن بين شخصين رفيعي المستوى في كل من إسرائيل والسعودية، وهما مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية المعين دوري غولد، والمستشار في رئاسة الحكومة السعودية اللواء متقاعد أنور عشقي.
واعتبرت الصحف أن هذا اللقاء، الذي عقد على هامش مشاركتهما في مؤتمر لمجلس العلاقات الخارجية، بمثابة لقاء نادر في طبيعته العلنية، من دون إنكار حدوث لقاءات اخرى غير علنية وفي اوقات سابقة.
ومن جانبها قالت سمدار بيري، الكاتبة الإسرائيلية المعروفة لدى العالم العربي، ان هذا اللقاء الذي جمع الجنرال السعودي السابق عشقي بالامين العام (المعين) دوري غولد في واشنطن، ليس الأول من نوعه بل هو الخامس.
وقالت بيري في مقالة نشرتها في صحيفة يديعوت، إن عشقي قد أخذ على عاتقه تحديا غير بسيط فهو متفانٍ لخدمة مبادرة السلام السعودية، ولكنني لا اظن أنه نجح في إقناع غولد ونتنياهو بأن لحظة تطبيق هذه المبادرة قد حانت.
وأضافت تقول: ”يبدو أن الأمير تركي الفيصل حين التقى عاموس يدلين سابقا، والجنرال عشقي، كانا قد اجتازا ”اختبار نار” واستعدا مسبقا لهذه المسؤولية كونهما مسؤولي استخبارات، فحتى وإن جاءا من دول لا تقيم علاقات مفتوحة، فمن السهل إيجاد لغة مشتركة بينهم، فهم يعرفون الآخر من الأوراق ويحددون من هو العدو الذكي، ولاشك ان الجنرال عشقي يعرف أن غولد قريب جداً من نتنياهو”.