القائد الدوري ينعي طارق عزيز.. فارس الدبلوماسية العراقية

نعى القائد المجاهد عزة الدوري, الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق لمناضلي الحزب وابناء الشعب العراقي والامة العربية المناضل الباسل طارق عزيز, وزير الخارجية العراقي الاسبق, الذي وافاه الاجل في سجن الناصرية بعد مكابدة طويلة دامت اثني عشر عاماً في معتقلات وسجون الاحتلال الامريكي وبعدها الحكومات العراقية العميلة.

وقال الدوري ان الرفيق المرحوم قد تعرض خلال تلك الفترة لشتى صنوف التعذيب والقمع الوحشي, صامداً بوجه همجيتهم المقيتة, ومتحدياً محكمتهم الصورية, وهاتفاً بحياة الحزب وقيادته المجاهدة, حيث لم تنل من صموده البطولي معاناته القاسية الطويلة للمرض التي تَعمدَ خلالها المحتلون الأمريكان وحلفاؤهم الفرس والصهاينة وعملاؤهم الاخساء تجاهل ظروف مرضه ومنع ابسط انواع العلاج اللازم له.

واضاف الدوري يقول: ان طارق عزيز لم يبالِ بذلك كله بل سَخرَ من احكام الاعدام الجائرة التي اصدرها المحتلون وعملاؤهم ضده, كونهم كانوا يريدون بذلك الانتقام من دوره السياسي الوطني والقومي المشهود في الدفاع عن العراق في المحافل العربية والدولية … فقد كان دوره مشهودا وبارزاً في المجابهة الحازمة للحصار الجائر على مدى ثلاثة عشر عاماً, مواصلا الليل بالنهار في العمل الدؤوب والمثابر لرفع الحصار عن العراق والدفاع عن قضاياه العادلة, وقد جابه بوعي وشجاعة عاليين عتاة المسؤولين الاميركان من امثال الوزير جيمس بيكر حينما رد عليه بجرأة عالية وموقف وطني صلب ضد تهديده بإرجاع العراق الى عهد ما قبل الصناعة على حد تخرصاته حينذاك.

كما نعى الدكتور خضير المرشدي, الممثل الرسمي لحزب البعث في العراق الفارس المرحوم طارق عزيز, وقال في بيان اصدره امس: إرتفع شهيداً بإذن الله الرفيق المناضل الاستاذ طارق عزيز عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس الوزراء في دولة العراق الوطنية ، وهو يصارع الظلم والعدوان والمرض في سجون الاحتلال الايرانية المجرمة بعد إعتقاله من قبل القوات الامريكية الغازية عام 2003 .. وتأكد لنا بأنه لم يحظ بالرعاية اللازمة بعد تدهور حالته الصحية، ليلتحق خالداً بمسيرة شهداء البعث والعراق والامة.

جدير بالذكر ان عزيز قد توفي في أحد المستشفيات العراقية التي نقل اليها بعد تدهور حالته الصحية في السجن، لتطوى بذلك صفحة أحد أبرز الوجوه السياسية والديبلوماسية العراقية على مدى قرنين من الزمن.

وكان الراحل الكبير قد توقع في مقابلة قصيرة أجرتها معه وكالة «أسوشيتد برس» في سجنه في أيلول العام 2010، أن يموت في السجن نظرا لكبر سنه وطول محكوميته.

وكان عزيز، الذي تبوأ منصب وزير الخارجية لسنوات عدة، قد سلم نفسه للقوات الاميركية بعد شهر واحد على احتلال الولايات المتحدة للعراق في العام 2003، أي في شهر نيسان من ذلك العام، وقد حكمت محكمة عراقية عليه في العام 2009 بالسجن مدة 15 عاما بتهمة إعدام 42 تاجرا عراقيا في العام 1992 بعد اتهامهم بالاحتكار، كما صدر بحقه حكم منفصل بالسجن لمدة سبع سنوات للدور الذي يقال إنه قام به في ترحيل الاكراد في شمال العراق.

كما خضع عزيز لمحاكمة ثالثة تتعلق باتهامه بالمشاركة في حملة استهدفت أعضاء «حزب الدعوة» العراقي، وقضى عدة سنوات في معتقل أميركي في بغداد قبل أن تسلم الولايات المتحدة المعتقل إلى الحكومة العراقية في شهر تموز العام 2009.

جدير بالذكر ان جلال الطالباني الرئيس العراقي الأسبق قد رفض عام 2010 التوقيع على الأحكام التي صدرت بحق عزيز كغيره من رجالات الدولة العراقية بعد الاحتلال الأميركي، ومن ضمنها حكم بالإعدام.

وقال الطالباني في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الفرنسية آنذاك إنه «متعاطف مع طارق عزيز لأنه عراقي مسيحي، علاوة على ذلك فهو رجل تجاوز السبعين».

ويعد عزيز الذي بلغ من العمر 79 عاما، المسؤول المسيحي الأبرز في عهد الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، وكان بمثابة الواجهة الدولية للعراق، حيث برز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية في العام 1991، وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الإنكليزية.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. رحمه رحمة واسعة.من الرجال المشهود لهم الشجاعة والوفاء والوطنية….تغمده الله برحمته

  2. لقد كان رحمه الله رجلا كريما ,جسد في حياته دائما الوفاء والحب للعراق والامة العربية فكان في مقدمة ابطال العراق ,نموذجا للمناضل العربي الشريف والواعي والمخلص والمؤمن حقا ببعث الامة العربية من جديد وبحقها في الحياة العزيزة وفي الحرية والتقدم
    احر التعازي لاهله ولكل رفاقه ولشعب العراق العظيم ولكل عربي ولكل حر في هذا العالم

زر الذهاب إلى الأعلى