يا للعار.. الرجوب يخذل المطالبين بابعاد إسرائيل من الفيفا

أثار التراجع الرسمي الفلسطيني عن طلب استبعاد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم من الاتحاد الدولي للكرة “فيفا” سخطاً واسعاً في الأوساط المؤيدة للحقوق الفلسطينية في أوروبا والعالم.

وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب قد أعلن امس الجمعة عن سحب طلب التصويت على تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم المنعقدة في مدينة زيوريخ السويسرية.

وفي غضون ذلك لم تتوقف الحملات المدنية المطالبة بعزل المنتخب الإسرائيلي والفرق الإسرائيلية من الملاعب الدولية، رغم إعلان الرجوب سحب طلب الاتحاد الفلسطيني.

وقد تواصلت في الساعات التي أعقبت إعلان الرجوب عن سحب الطلب حملات جمع التوقيعات على العرائض التي تطالب بمنع الجانب الإسرائيلي من المباريات الدولية، فتم جمع آلاف التوقيعات تأكيداً لاستمرار الضغوط الجماهيرية والمدنية التي سبقت تحرك الجانب الفلسطيني الرسمي. وحصدت عريضة إلكترونية على منصة “أفاز” للمجتمع المدني خمسة آلاف توقيع إضافي مساء الجمعة بعد إعلان الرجوب ليصعد عدد الموقعين عليها إلى خمسة وخمسين ألفاً.

ويتداول ناشطون من بلدان متعددة حول العالم تعليقات لاذعة على مواقف الرجوب المشينة في زيوريخ، وعبّر بعضهم عن ذهولهم من صور المصافحة الودية بين رئيسي اتحادي الكرة الفلسطيني والإسرائيلي.

وعلّق وسام أبو الهيجاء، وهو أحد المبادرين بحملة الضغط لمحاصرة الاحتلال في ملاعب العالم، في تعليق إلكتروني له قائلاً: “علينا أن نصارح الشعب الفلسطيني بأنّ هذه الخطوة (إعلان الرجوب) هي صفعة للجهود المدنية لعزل الاحتلال”.

وكانت متظاهرتان قد نجحتا في الوصول إلى قاعة انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ بعد بدء أعماله، وطالبتا بطرد الفرق الإسرائيلية من ملاعب العالم. وعلَّق أبو الهيجاء على ذلك بالقول: “ممثلو فلسطين الحقيقيون هم من يواصلون الضغط على الاحتلال لعزله وليس من يلقون له بطوق النجاة في كل مأزق”، كما كتب في تعليقاته.

واستمرت حملات الضغط في نشر موادها وملصقاتها ومنها صورة صبية فلسطينيين يلعبون الكرة في مواجهة الجدار التوسعي الاحتلالي في الضفة الغربية، وملصق بالإنجليزية يدعو إلى “إبراز البطاقة الحمراء للأرباتهيد الإسرائيلي”.

هيئة فلسطينية: سحب طلب إبعاد إسرائيل عن الفيفا صادم

وفي لندن انتقدت الهيئة الفلسطينية للرياضة في العاصمة البريطانية سحب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لطلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا أثناء الكلمة التي ألقاها في الكونغرس الـ 65 للاتحاد الدولي بمدينة زوريخ السويسرية، واعتبرت ذلك خذلانا للفلسطينيين.

وأكدت الهيئة في بيان صادر عنها امس الجمعة، أن إقدام الرجوب على سحب الطلب الفلسطيني بإقصاء إسرائيلي من الفيفا كان خطوة خاطئة ومضرة بالقضية الفلسطينية، وقال البيان: “لقد فوجئنا بقرار جبريل الرجوب سحب الطلب الفلسطيني بإقصاء إسرائيل من الفيفا بسبب جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وحروبها المتتالية على قطاع غزة، واستمرار حصارها الظالم بحق أهل غزة، وهي كلها جرائم يعاقب عليها القانون الدولي ولا تمت للحضارة ولا للمدنية بأية صلة. ودولة قائمة على الإجرام والإرهاب لا يمكنها أن تكون جزءا من المجتمع الدولي، ولا شريكا له في رياضة تم اختراعها لتكون رسالة سلام بين بني البشر، فالسلام والعدوان لا يلتقيان”.

وأشار بيان الهيئة إلى أن القرار الفلسطيني المفاجئ بسحب طلب إبعاد إسرائيل عن الفيفا كان قرارا صادما، وقال: “لقد كان قرار سحب الطلب الفلسطيني في كلمة الرجوب أمام الكونغرس الـ 65 للاتحاد الدولي، صادما ليس للفلسطينيين وخصوصا الذين شردتهم دولة الاحتلال في كل أصقاع العالم وبعضهم تأكلهم هذه الأيام حيتان البحار بعدما ضاقت بهم مخيمات اللجوء في دول الجوار، بل أيضا لدى أنصار القضية الفلسطينية والحملات الأوروبية التي تفاعلت مع الموضوع ووقع أكثر من 50 ألف متضامن مع الطلب، وتحمسوا للطلب الفلسطيني بإبعاد إسرائيل عن الفيفا، وقد عبر كثير منهم عن خيبة الأمل هذه التي أصابت العاملين لفلسطين في عدد من المنظمات الحقوقية والرياضية في العالم”.

وأضاف البيان: “لقد كان الطلب في حد ذاته، حتى وإن لم يستجب له أعضاء الفيفا، خطوة في مسار طويل كان يمكن للفلسطينيين أن يكسبوا منه خصوصا أن الأمر يتعلق باللعبة الأولى عالميا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى