شيوخ عشائر محافظة الانبار يتجهون للمطالبة بالانضمام للاردن

علمت ”المجد” ان ابرز شيوخ العشائر والشخصيات السنية في محافظة الانبار العراقية المحاذية للحدود الاردنية يستعدون حالياً لعقد اجتماع تداولي في عمان اوائل شهر حزيران المقبل.
وقالت مصادر مقربة من هؤلاء الشيوخ والشخصيات السياسية الذين يقيم معظمهم حالياً في الاردن، ان مؤتمرهم العتيد سوف يتضمن بحث سبل تحرير محافظتهم من تنظيم داعش الارهابي الذي بات يسيطر على اكبر مدنها واجزاء واسعة منها، بما في ذلك طلب الدعم والمؤازرة لهذه الغاية من الاردن، بعد ان عجزت السلطات المركزية في بغداد حتى الآن عن تخليصهم من الوباء الداعشي الخطير.
ولم تستبعد هذه المصادر ان يعلن شيوخ العشائر عن رغبتهم في انضمام محافظتهم الى الاردن، وانسلاخها عن الكيان العراقي بعدما تفاقمت الصراعات المذهبية بين السنة والشيعة هناك، وبات التعايش بين ابناء هاتين الطائفتين صعباً، ان لم يكن مستحيلاً.. وفق قولهم.
وكان سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب العراقي قد كشف عن أسباب زيارته الأخيرة إلى الأردن، التي أثارت لغطاً كبيراً، والتي رافقه خلالها نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ونائب رئيس الحكومة صالح المطلك ـ بصفتهم الحزبية حسب إعلانهم ـ وهم من ”الحزب الإسلامي” الجناح العراقي في جماعة ”الإخوان المسلمين”.. حيث أشار الجبوري إلى أن هذه الزيارة استهدفت بالدرجة الأولى تنسيق المواقف مع الاردن من أجل دعم العشائر العراقية ”السنية” وتسليحها.
وقد تقاطع هذا الموقف مع إعلان الكونغرس الأميركي عن تبني مشروع قانون لتسليح العشائر والبشمركة بشكل مباشر من دون العودة إلى الحكومة العراقية، وبالتالي بالتعاطي مع هذه التشكيلات كـ ”دول مستقلة”، حيث لا تخفي الأوساط السياسية العراقية تخوفها من تقاطع أردني ـ أميركي حول تسليح العشائر العراقية، خصوصاً أن عمان تستضيف حتى الآن غالبية الشخصيات العشائرية العراقية المعارضة.
وقد عكست الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، الشهر الماضي، استعداداً أردنياً للعب دور في محافظة الأنبار، حيث أعلن الوزير العراقي على أبواب بدء العملية العسكرية في هذه المحافظة عن فتح الأردن مخازنه للقوات العراقية، تزامناً مع إعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي عن تسليح العشائر آنذاك.
ويقول رعد الدليمي، وهو من الشخصيات العشائرية المعارضة من محافظة الأنبار، ”نحن مع التسليح من أي طرف سواء كان الأردن أو الولايات المتحدة، أو أي جهة كانت، لغرض مقاتلة التطرف الإيراني والسوري، سواء كان شيعياً أو سنيا”.
وحول الدعم الأردني للعشائر أكد الدليمي أن ”هناك دعماً موجوداً، وان هناك أموراً لا يمكن التصريح بها، وهي ليست للإعلام”، مشيراً إلى أن ”هناك طبخة ووفوداً ما بين المكونات السنية”، في العراق والأردن، بحسب تعبيره.
وشدد الدليمي، المقرب من الشيخ علي الحاتم سليمان ”أمير عشائر الدليم” ـ وهو صاحب أول مطلب انفصالي لـ ”السنة” في العراق من ساحة اعتصام الرمادي في العام 2012 ـ على أنه ”لا بد من تسليح العشائر السنية”. ووصف الأجواء في العراق بـ”المنفلتة”، مبرراً طرحه بـ ”سيطرة” الحكومة الإيرانية على العراق.
وتابع الدليمي ”نحن كلنا متهيئون للتسليح من أجل مقاتلة الإيرانيين في العراق، وسيتم تسليم الأسلحة عن طريق الأميركيين والسعودية ودول الخليج، وهذه المعركة ستشتعل من أجل طرد الإيرانيين”، معتبراً أن ”الحكومة هي السبب وراء تخندق السنة، بسبب الاعتقالات والسجون والتهميش والإقصاء”.
وتعدّ القيادات السياسية في محافظة الأنبار من أول الأصوات التي طالبت بتسليح مباشر من الولايات المتحدة من دون العودة الى الحكومة المركزية، كما تتالت وفودها إلى واشنطن في لقاءات تمحورت حول هذه المسألة، وكان آخرها أن زار القيادي الأنباري رافع العيساوي واشنطن، لمناقشة ”تسليح العشائر السنية”.
وفي الشق الأردني من هذه المسألة يصف عضو مجلس محافظة الأنبار محمد فرحان موقف الأردن من الأنبار والعشائر السنية بـ ”الجيد والداعم”.
ويقول فرحان: ”الاردن هو الأقرب الينا في الوقت الحاضر، كونه البوابة الوحيدة للمحافظة، ومن الداعمين لنا، وهو الأقرب الينا من بقية الدول الاخرى، لأنه يشترك معنا بحدود طويلة، وهناك امتداد عشائري مشترك، بالإضافة إلى أن العديد من أبناء المحافظة متواجدون هناك من شيوخ عشائر وسياسيين وعوائل ذهبت بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين”.
ويضيف ”نحتاج إلى الدعم من أي دولة كانت سواء من الأردن، أو أي دولة أخرى، لأن الدولة غير قادرة على التسليح”، ولا نعتبر ان التسليح الأميركي للعشائر السنية بأنه ”تقسيم”، بقدر ما يعتبره ”مساعدة”، لا سيما ان ”الحكومة العراقية سبق أن فوضت المحافظ قبل فترة للحصول على التسليح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى