”عاصفة الحزم” تطيح بمجلس التعاون الخليجي وليس بالحوثيين
كشف المغرد السعودي ”مجتهد”، عن خلاف بين الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي قائد العملية العسكرية باليمن ”عاصفة الحزم”، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي وليِ العهد ووزير الداخلية، بشأن التدخل البري باليمن.
وأشار في تغريدة له على حسابه بموقع ”تويتر” أن ابن سلمان متحمس للتدخل البري الآن، وابن نايف يطالب بالتروي ويرفض التدخل البري، ويرى ألا يبدأ التدخل حتى تصل القوات الباكستانية.
وأوضح ”مجتهد” أن غالبية الأسرة تؤيد ابن نايف، إلا أن القرار بيد ابن سلمان، مشيرا إلى أن القريبين من ابن نايف يقولون أنه يحاول إقناع الأمريكان بردع ابن سلمان، لانهم القوة الوحيدة القادرة على ردعه.
هذا الخلاف بين الاميرين يتقاطع مع خلاف آخر بين السعودية ودولة الامارات حيث قالت مصادر يمنية مسؤولة، أن الإمارات قد سربت لأحمد نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، موعد بدء عملية ”عاصفة الحزم” وحاولت إنقاذه بكل السبل.
وأشارت المصادر ذاتها لموقع ”بوابة القاهرة”، إلى أن الامارات حاولت التوسط لعلي صالح ونجله لدى السعودية قبل ”عاصفة الحزم”، لكن موقف الرياض كان حاسما وهو إعلان صالح ونجله القبول بالمبادرة الخليجية وسحب قواتهما من المناطق التي يسيطرون عليها وإعلان دعمهما للرئيس هادي، لكن صالح وولده رفضا ووضعا عدة شروط للقبول بذلك لكن الرياض رفضت مجددا.
وأشارت، إلى أن الرفض السعودي ربما يفسر الفتور الإماراتي تجاه العملية، أن لم يكن رفضًا لها في الباطن رغم إعلانها مجبرة المشاركة بها في الظاهر وهو أحد أسباب تخفيض تمثيلها بالقمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ.
ويأتي ذلك فيما كشفت قناة ”العربية”، أن نجل صالح طلب لقاء القيادة السعودية قبل يومين من ”عاصفة الحزم”، وهو ما يؤكد تسريب الموعد له.
وأشارت العربية إلى أن نجل صالح، طلب من وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان رفع العقوبات عن والده وتثبيت حصانته وحصانة والده، ولكن وزير الدفاع تمسك بالمبادرة الخليجية ورفض عرض نجل صالح، وتعمد ان يستهدف طيران التحالف الذي تقوده السعودية، في بداية عملية ”عاصفة الحزم” منزل صالح والقوات التي يقودها نجله.
موقف خلافي آخر داخل مجلس التعاون الخليجي اتخذته سلطنة عمان، قال مصدر خاص في العاصمة السعودية ان الملك سلمان ابن عبدالعزيز قد تسلم الاسبوع الماضي رسالة عاجلة من سلطان عمان قابوس بن سعيد نصحه فيها بوقف الحرب ضد اليمن ووصفها أنها فخ أمريكي واضح المعالم يستهدف المنطقة.
واوضح المصدر ان هذه النصيحة ايدت ما قاله الوليد بن طلال الذي أكد لعائلة آل سعود بأن الضوء الأخضر الأميركي لضرب اليمن هو ”فخ” خطير نصب للمملكة بهدف إضعافها وتقسيمها، في الوقت الذي رفض فيه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الحرب على اليمن.
هذا ولم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصادر رسمية، لكن الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، أرسل يوم الإثنين الماضي، رسالة شكر إلى سلطان عمان، قابوس بن سعيد يشكره فيها على ما أسماها جهوده ومساعيه لدى السعودية لوقف العملية العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن.
جاء ذلك في تدوينة نشرها صالح على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، حيث قال صالح في رسالته: ”الأخ العزيز جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، سلطان سلطنة عمُان الشقيقة الأكرم، أعبر لجلالتكم، بمزيد من التقدير والإجلال، عن خالص الشكر والعرفان باسمي شخصياً وباسم الشعب اليمني العزيز، لجهودكم المخلصة ومساعيكم الصادقة التي تبذلونها لدى القيادة في المملكة العربية السعودية، لوقف العدوان على اليمن، وكف آلة الدمار والخراب عن مُدنه ومواطنيه”.
وأضاف: وإنني إذ أجدد لجلالتكم الشكر والعرفان والتقدير مثمناً تثميناً عالياً جهودكم النبيلة، أرجو لكم التوفيق والنجاح في مساعيكم لما فيه خير ومصلحة الجميع.
يشار إلى أن السلطنة لم تشارك في ”عاصفة الحزم” بل بقيت خارج التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه 4 دول خليجية، وأخرى عربية لضرب الحوثيين في اليمن.
وتعزو سلطنة عمان رفض المشاركة الى الاسباب التالية..
أولا: أن السياسة الثابتة التي تعتمدها، تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير، فيما لا ترغب في تدخل الآخرين في شؤونها.
ثانياً: رغبة مجلس التعاون أن يُبقي عمان بوابة تفتح على أطراف الصراع في اليمن، كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية، وغزو التحالف الدولي للعراق، بمعنى آخر، أن تكون معبراً لأي مفاوضات متوقعة.
ثالثاً : أن حدود عمان الجغرافية تتلامس مع اليمن في الجنوب، وهذا قد يسبب لها الإحراج في حالة المشاركة في العملية، خصوصاً في ظل وجود عوامل القربى والتداخل الجغرافي، والمصالح الاقتصادية وغيرها.
ويبقى السبب الأخير المرتبط بالطرف الإيراني؛ فالسلطنة ترتبط مع طهران بعلاقات وثيقة. وقد أثارت تلك العلاقة تساؤلات المراقبين دوماً. وهي ترغب بأن تكون طهران أيضاً بوابة للتفاوض أو توجيه الحوثيين بضرورة عدم التفرد والاستبداد على الأرض اليمنية، والانخراط في المشاركة السياسية.
على ذات الصعيد نقل موقع ”الخليج الجديد” عن مصدر خليجي مطلع أن مصر لم تشارك فعليا حتى الآن بأي صورة في عملية ”عاصفة الحزم” التي اندلعت بقيادة السعودية بحر يوم الخميس قبل الماضي.
وبحسب المصدر الخليجي، فإن الرئيس المصري ”عبدالفتاح السيسي” تم إبلاغه بالعملية بعد إنطلاقها بالفعل، ومن ثم فإن مصر لم تشارك على مستوى الإعداد أوالتخطيط، كما لم تقدم قوات جوية منذ انطلاق الحملة حتى الآن.
وقال موقع ”اسرار عربية” ان السعودية ودول الخليج لم تبلغ مصر والاردن بأمر الحرب على الحوثيين والعملية العسكرية ”عاصفة الحزم”، جراء اكتشاف العلاقات السرية التي تربط مصر بشكل رئيس والأردن أيضاً بايران، واللقاءات السرية التي انعقدت مؤخراً، حيث بدا أن كلاً من مصر والأردن يريدان التعامل مع الطرف القوي في المنطقة بعد أن لمسا بأن ايران تتوسع وتتمدد بينما دول الخليج تقف صامتة مما يجري، سواء في العراق أو في اليمن.
وبحسب هذا الموقع فان الملك سلمان بن عبد العزيز اشتاط غضباً قبل أيام عندما علم بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بتمرير شحنة أسلحة روسية الى النظام السوري، اضافة الى الموقف من التدخل العسكري في اليمن والذي كان واضحاً بأنه مغازلة للحوثيين، فضلاً عن أن السيسي كان قد بدأ عهده في الرئاسة بتحسين العلاقات مع روسيا، الحليف التقليدي والتاريخي لايران وسوريا.
اما الموقف الملغوم والمعبأ بالسموم الذي يشير اليه المراقبون السياسيون، فهو موقف دولة قطر التي تشارك علانية في ”عاصفة الحزم” فيما هي تضمر توريط السعودية في مصيدة حرب لا قبل لها بها، ولا مجال لانتصارها فيها، بل ستخرج منها خاسرة ومنهوكة القوى وعاجزة عن السيطرة والتحكم في باقي دول مجلس التعاون الخليجي الذي يلفظ الآن انفاسه الاخيرة.
ويقول هؤلاء المراقبون، ان حكام قطر يراهنون على فشل ”عاصفة الحزم” في تحقيق اهدافها، ويعتبرون ان هذا الفشل من شأنه ان يشكل نكسة كبيرة للملك سلمان وكبار اركانه من الامراء الشبان في بداية عهدهم بعد غياب الملك الراحل عبدالله الذي كان يشكل مركز الثقل في جزيرة العرب كلها.