اتساع دائرة الدول العائدة للتعامل مع نظام الرئيس الاسد

أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي الطيب البكوش أن الحكومة شرعت فى رفع التجميد شيئا فشيئا عن التمثيل الدبلوماسى لتونس فى سورية وليبيا باعتبار الظروف التي يمر بها البلدان.
ونقلت إذاعة ”شمس إف إم” التونسية المحلية عن البكوش قوله يوم الخميس الماضي: ”قررنا أن نعيد التمثيل القنصلي في طرابلس وبنغازي وذلك حرصا على حماية مصالح التونسيين المتواجدين في ليبيا والذين يقدر عددهم بـ 120 الف بالمنطقة الغربية و20 الفاً بالمنطقة الشرقية”.
أما بالنسبة لسورية فقد أبرز البكوش أهمية ارسال تمثيلية دبلوماسية الى هذا البلد لحماية مصالح الجالية التونسية سيما مع تواجد عشرات المساجين الذين قدرتهم السلطات السورية بـ 43 سجينا.
وأكد الوزير البكوش أن الجانب السوري رد بصفة ايجابية على طلب تونس باعادة العلاقات الدبلوماسية قائلا: ”سنعيد العلاقات مع سورية تدريجيا ونرحب بالسفير السوري”.
وقد اثار هذا القرار التونسي غيظ المعارضة السورية، وفق ما عبر عنه الدكتور برهان غليون حيث اعتبره طعنة اليمة في خاصرة المعارضة السورية، والتي تتحمل جزءا من المسؤولية عن هذا التراجع التونسي والعربي في دعم الثورة السورية.
وقال غليون: ”نحن في المعارضة المسؤولون الرئيسيون عن التراجع التونسي الذي سبقه التراجع العربي كما ظهر في مؤتمر القمة، لأننا قضينا وقتنا في النزاع على النفوذ والتنازع على المواقع، وجلسنا في اسطنبول نصرف الوقت في نقاشات وثرثرات بيزنطية بدل ان نلف العالم للدفاع عن قضية شعبنا، ولا شك ان معارضة من هذا النوع هي شريك في الجريمة ولا اتحدث فقط عن الائتلاف”.
ومن جانبه قال الكاتب المصري الكبير ”محمد حسنين هيكل”، في حواره مع فضائية ”سي بي سي” الذي جاء تحت عنوان ”مصر أين وإلى أين؟” مساء يوم الجمعة الماضي، ان الرئيس السوري بشار الاسد جزء مهم من الحل، حيث لا يمكن تجاهل صموده لاربع سنوات حتى الآن دون ان يسقط، وكذلك استبسال جيشه بالقتال طوال هذه المدة على عدة محاور، علاوة على ان اغلبية الشعب السوري ما زالت تحت حكمه.
واشار هيكل الى ما سبق ان اقر به وزير الخارجية الامريكي جون كيري حين اعلن بوضوح ان الاسد جزء من الحل وان امريكا معنية بالتحاور معه.
الى ذلك نشرت صحيفة ”نيويورك تايمز” الأمريكية، تقريراً، أكّدت خلاله أن الرئيس بشار الأسد أصبح حليفاً ضرورياً لمكافحة الإرهاب الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً عبر تنظيم ”داعش”.
ويأتي التقرير الأمريكي، بعد سلسلةٍ من التصريحات الغربية، شكّلت طريقاً يمهّد لاعتراف الغرب، بضرورة التخلّي عن الفكرة التي حاول ترسيخها خلال السنوات الأربع الماضية، والقائمة على وجوب رحيل الرئيس الأسد، والتوجّه بوسائل إعلامه نحو ترسيخ فكرةٍ جديدة، فرضها الواقع على الغرب، وهي ان الرئيس الأسد جزءٌ أساسي من الحل في سوريا.
من جهةٍ أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن، قد يتمكّن من تخليص نفسه ”أخلاقياً”، من مسؤولية العدد الكبير من ضحايا الأقليات في العراق وسوريا، الذين سقطوا على يد تنظيم ”داعش”، وذلك عبر إحالة هذا التنظيم وقياداته إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن هناك إجماعاً دولياً كبيراً على وجوب محاكمة تنظيم ”داعش” على الجرائم التي اقترفها، وأن الأمم المتحدة وجهّت الشهر الماضي نداءً إلى مجلس الأمن دعته فيه إلى إحالة ممارسات التنظيم المتشدد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتوثيق انتهاكاته المستمرة بحق المدنيين والآثار في العراق وسوريا، ليصار لاحقاً إلى محاكمة قياداته وعناصره.