القضية الكردية تصدع اركان حكم اردوغان

اتسعت منذ يوم امس الاثنين هوة الخلاف بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وطاقم حكومته حول عملية المصالحة مع المعارضة الكردية المسلحة.

وفي دليل على تزايد التوتر في اعلى هرم السلطة التركية، طلب نائب رئيس الوزراء بولند ارينتش من اردوغان مؤخرا التوقف عن التدخل واطلاق التصريحات “الانفعالية” بخصوص جهوده لانهاء التمرد المستمر منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق البلاد.

لكن اردوغان الذي يبدو في موقع قوي منذ انتخابه رئيسا للدولة السنة الماضية، رد امس في خطاب متلفز مؤكدا ان الحكومة لن تقوم باي خطوة اضافية على طريق المصالحة مع المتمردين الاكراد ما دام لم يلق حزب العمال الكردستاني السلاح فعليا.

وقال اردوغان في خطاب القاه امام مسؤولين محليين ونقلته وكالة فرانس برس ان “عملية السلام بدأت ووصلت الى المرحلة الحالية في ظل مسؤوليتي. وانه من حقي وواجبي ان اعبر عن رأيي”.

وفي وقت لاحق دعا رئيس بلدية انقرة مليح جوكتشك المقرب من الرئيس التركي، ارينتش الى الاستقالة متهما اياه بمحاولة تقويض حزب العدالة والتنمية من داخله.

وفي سلسلة تغريدات اتهم ارينتش بانه اداة بيد “الدولة الموازية” في اشارة الى حركة غولن نسبة الى الداعية فتح الله غولن الذي كان سابقا من اقرب حلفاء الحكومة الاسلامية المحافظة قبل ان يتهمه اردوغان بالسعي الى الاطاحة به.

وكتب رئيس بلدية انقرة “كنت اتساءل على الدوام كيف سيهاجموننا، ويجب ان اعترف انني لم اكن اتوقع مثل هذه الضربة” مضيفا “لقد ارادوا ضربنا من الداخل”.

وكان قد حصل توتر بين ارينتش وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة، مع اردوغان في وقت سابق هذا الشهر حين ابلغه بان “لا يحق له” تهديد البنك المركزي بسبب تردده في خفض معدلات الفوائد.

وياتي هذا الخلاف قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في 7 حزيران والتي يعتبرها اردوغان حاسمة من اجل اعادة صياغة الدستور.

ويرى مراقبون مؤيدون للحكومة في هذا الخلاف انه اشارة الى تصدع صفوف الحزب الحاكم, ويقول عبد القادر سلفي في صحيفة “يني شفق” ان “حزب العدالة والتنمية كان يحظى بسحر ما, وكانت الجماهير تفضل هذا الحزب لانها ترى فيه رمزا للاستقرار, لكن هذا السحر بات يتلاشى يوما بعد يوم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى