رحيل القائد الشيوعي الفلسطيني الباسل.. عربي عواد

نعى الحزب الشيوعي الفلسطيني- الثوري امينه العام الرفيق عربي عواد (ابو الفهد)، الذي غيبه الموت امس السبت عن عمر يناهز الـ 86 عاما قضاها مناضلا صلبا ووفيا لقضايا شعبه، ومدافع فذا عن حقوقه الوطنية بالحرية والاستقلال، كما عرف الرفيق بدفاعه المستميدت عن الفكر الماركسي اللينيني، حيث وقف في وجه كل التيارات التحريفية والانتهازية التي عصفت بالحركة الشيوعية الفلسطينية والعربية والعالمية، غداة الانقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي.

وقال الحزب في بيان صادر عنه.. لقد عرف الرفيق عربي عواد منذ نعومة اظافره بمواقفه الكفاحية الصلبة وانحيازه لفئات شعبه المهمشة والفقيرة، وقد كان من بين أكثر القيادت الشيوعية المعروفة بفعاليتها، فهو أول من قادة المظاهرات ضد مؤتمر أريحا الذي ضم الضفة الغربية للأردن، وعلى أثرها تمت ملاحقته من قبل السلطات الاردنية كما كان له مع رفاقه الشيوعيين دور بارز في مواجهة الحكومة الاردنية أبان حلف بغداد الرجعي، في حين تم انتخابه عام 1955 عضوا بالجنة المركزية للحزب الشيوعي الاردني، وبعد ملاحقة مستمرة، نجحت المخابرات الأردنية في اعتقاله عام 1956 حيث قضى 11 عاما في سجن الجفر الصحروي.

وغداة خروجه من السجن عام 1967، وقعت حرب حزيران، حيث احتل الكيان الصهيوني ما تبقى من فلسطين التاريخية، وبعد الاحتلال مباشرة باشر “ابو الفهد” مع رفاقه الاخرين بتشكيل لجنة التوجيه الوطني التي شكلت مباشر بعد الاحتلال والتي كان هدفها تنظيم جميع فئات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان، وعلى اثرها تعرض للاعتقال اكثر من مرة، وفي عام 1973 تم ابعاد الرفيق ابو الفهد مع عدد من كوادر الحزب خارج الوطن، حيث تم انتخابه في عام 1974 عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني, كما تم انتخابه عضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وفي عام 1979 تم انتخابه عضوا في المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الاردني، وفي عام 1982 تم انفصال الرفاق الشيوعيين الفلسطينيين لتشكيل حزب مستقل عن الحزب الشيوعي الاردني تحت مسمى الحزب الشيوعي الفلسطيني.

وقال الحزب في بيانه : ان الرفيق قد اختلف مع قيادة الحزب الشيوعي وشكل ما يعرف بالحزب الشيوعي الفلسطيني- الثوري، والذي كان من اهم اهدافه تحرير الوطن الفلسطيني وشعبه من براثن الاحتلال، وفي عام 1991 وعلى اثر الانقلاب على الاشتراكية في المعسكر الاشتراكي، وقف مدافعا صلبا عن الماركسية اللينينية، وكان يتهكم على النظام الدولي الجديد الذي وجد على انقاض المعسكر الاشتراكي، كما كان له موقف واضح وصلب ضد كل التيارات الانتهازية التي ضربت الحزب انذاك وتوجت بتغير اسمه من الحزب الشيوعي إلى حزب الشعب.

ومن جانبها نعت اللجنة المركزية لحركة / فتح – الانتفاضة, القائد الوطني الكبير عربي عواد, وقالت في بيان اصدرته امس: توفي في عمان صبيحة يوم امس السبت الرفيق عربي عواد، بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء الذي لم يتوقف طيلة أكثر من ستة عقود متواصلة، اتسمت بالصمود والعطاء والتضحية، والتمسك بالمبادئ الثابتة رغم سنوات الاعتقال المديدة في المعتقلات الأردنية, وعمليات النفي والإبعاد على يد العدو الصهيوني.

وقالت اللجنة المركزية فتح- الانتفاضة في بيانها : ان للراحل الكبير تاريخا نضاليا حافلا, فلقد كان أحد أعمدة الحركة الوطنية الفلسطينية, وأحد مؤسسي الحركة الشيوعية الفلسطينية, حيث شكل في تاريخه المشرف هذا مدرسةً نضالية يحتذى بها. فلم يضعف أمام الصعاب والتحديات، ولم يهن أمام اشد الضغوطات التي تعرض لها, فبقي أميناً على ثوابت حزبه النضالية، وإرثه الكفاحي, وانخرط في النضال الوطني الفلسطيني كمقاوم امتشق السلاح وانتهج الكفاح المسلح سبيلاً للتحرير.

وجاء في هذا البيان ان الراحل الكبير قد انخرط في مناهضة الاحتلال جنباً إلى جنب مع إخوانه في الجبهة الوطنية الفلسطينية داخل الوطن المحتل حتى تم إبعاده في منتصف السبعينات من القرن الماضي, وواصل راحلنا الكبير رحلة النضال بعد الاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982م في جبهة الإنقاذ الوطني وفي صفوف الفصائل الفلسطينية العشر، وفي تحالف القوى الفلسطينية، مناهضاً ومقاوماً لكل تفريط ومساومة على الحقوق ولكل اتفاق ينتقص من حقوق الشعب  الفلسطيني، وتحديدا اتفاق أوسلو المشؤوم.

وختم البيان بالقول : ان رحيل “أبو الفهد” عن ساح النضال في مرحلة يحتاج فيها شعبنا الفلسطيني لأمثال هذه الرمز, يشكل خسارةً جسيمة لشعبنا ولكل المقاومين في أمتنا العربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى