في ذكرى استشهاد القاضي رائد زعيتر
في القدس جرح نازف ودماء وعلى الجسورِ جريمة نكراءُ
قتلوا الذين إلى العدالة ينتمـو ن وبئس ما حملت لنا الأنباءُ
ليشك في أهدافهِ الجبَنــاءُ ما كان رائد بالسلاح مدججـاً
لــكـنهُ قصد الديارِ مسافراً تبدو عليه بساطةٌ وصفــاءُ
وعلى جسورٍ الِعدوٍ يـُدِيـرها عم الأسى فأصابه الإعـياءُ
ما كانَ يعلمُ أن وحشاً كاسـراً في أصغريه الحقدُ والبغضاءُ
سيصيبُه بِرصاصِ غدرٍ وهو لا يخشى بأن يُلقى عليه جزاءُ
لهفى عليكَ ابا العلاء وقد بـكى لرحيلكَ الأحرارُ والشـرفاءُ
لهفى على دمنا المباحُ كما أرى وقد استبدّ بأهـلـنا الدُخَلاءُ
فُقِدَ القضاء بِفَقدِ رائدٍ رائــداً فمتى يدينُ المجرمينَ قضاءُ
لو كانت الأعداءُ تحــسبُ أنه بالرد ســـــوف تزلزل الأرجاءُ
ما كان رائد عرضه لرصاصهمِ أو أَهدرتِ فوق الجسورِ دِمـاءُ
لم يبق معنىً للِسَلامِ وقد مضى عشرونَ عاماً والسلام هِراءُ
هوَ واهمٌ من ظــن يوماً أنه سيســودُ سلم أو يعمِ صفاءُ
والـمـجرمون يُهَددَونَ بقاءنا وكــأننا في أرضنا غرباءُ
لا يــأبَهُونَ إلى عهودٍ طالما الـعرب تلهو والصفاءُ جفاءُ
يـتقاتلونَ ويتـركون عـدوهمْ متفرجاً فــرحاً وهم ضُعَفاءُ
بغـدادُ تسبَحُ في دمـاءِ بنيـنَها وتغوص في دمها كذا الشهباءُ
فإلى متى هذا الهوانُ الـى متى سـتـوحدُ الأهدافُ والأهواء
وتعـيد قاهـرةَ المـعز نِداءَها فتجيـبها بغــدادُ والفيحاءُ
كـي تعبر الأجـيال دون ترددٍ تلـك الجسور وتهزم الأعداء
ونزيلُ عارِ الإحتلالِ وقد مضى من أجلهِ الرواد والشهــداءُ
حتى نحرر أراضنا من غاصبٍ فيــسود فــيها عزة وإباءُ
ونرى لواء العربِ يخفِقُ فَوقَها فيســودها بعد الظلام ضياءُ
لمقاتلي المحتـل الـفَ تحـيةٍ فهــم الإباةُ الصيد والـنبلاءُ
من قــاوم المحتَلُ فهو مجاهدٌ فُتِـــحتْ له الحرية الحمراء
إن الذيــن يوجهونَ سِـلاحَهم لغيــر وجــهَتهِ هم السفهاءُ
والساكـتـون على المذَلةِ أنهم بِسُكوتِهم قد أخــطأوا وأساءوا
وهم الذين بجــهلهِم لِعـدوهم حلـت عـليـنا محـنةٌ وبلاءُ
الدينُ يرفضُ أن يشتتَ شـملنا وتُطِيحُ فـينا فِتـنَةٌ عـمياءُ
إن لـم نُوَجـهَ سيفنا لعـدونا فمـصيرنا بالإقـتـتـال فناءُ
من قد دعـا للإقتتـال فإنـه الدينُ والأخلاقُ منه بــراءُ
ومتى يسود العقل في أوطاننا ويسودُ فـيها همـةٌ وإخــاءُ
سنحققُ الهدف الذي ضحى له ولأجـلـه الأجـدادُ والآبـاءُ
فإلـى رحاب الله يابن زعيترٍ ولـسوف يتبع ركبـكَ الشهداءُ
حتى يزول الإحتلال وتنطوي صفـحاته الموبـؤة السـوداء
