تصعيد العدوان التركي ضد سورية
بقلم : فــؤاد دبــور

يشكل العدوان التركي ضد سورية الذي تمثل منذ البداية في تدريب وتسريب الإرهابيين والسلاح إلى الداخل السوري, ثم ظهر بوضوح فاضح في العدوان على الشمال السوري بذريعة نقل رفات سليمان شاه, تصعيدا للعدوان التركي المدجج بحشود عسكرية وبإطلاق تصريحات قيادية تركية ضد سورية والإقدام على أعمال وممارسات وسياسات تتنافى مع مبادئ حسن الجوار والعلاقات الدولية, كما تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية بين الشعبين المسلمين في تركيا وسورية.
ويستند اردوغان ومن معه في هذه المواقف العدوانية على ذرائع وحجج ساقطة لا أساس لها من الصحة بإدعاء الحرص على شعب سورية فيما هي تصدر لهذا الشعب عصابات القتل والإرهاب وتقوم بتدريبهم وتسليحهم ودفعهم إلى داخل سورية.
أن دوافع الترويكا الحاكمة في تركيا واضحة للعيان لكل من يتابع التطورات السياسية والعسكرية في سورية, ولكل من يتابع أيضا ابعاد وأهداف العدوان على سورية ومكونات هذا العدوان الأمريكان والصهاينة والأدوات من أنظمة ومنظمات تدعي انها عربية وإسلامية.
ولا يخفى على احد أن الوضع الداخلي في تركيا غير مستقر وان رجب طيب اردوغان يواجه العديد من المشاكل والإشكالات وفي المقدمة منها الفساد المالي والارتباط الواضح بالنهج السياسي للإدارة الأمريكية وللعدو الصهيوني, حيث فشل اردوغان في حل المشاكل الداخلية ويحاول تغطية خطاياه بتصدير الازمة نحو سورية بعدوان سافر تمثل في دفع قطعان الإرهابيين إلى الداخل السوري في شمال مدينة حلب لمواجهة الجيش العربي السوري.
يأتي هذا فيما يعزز قادة تركيا علاقاتهم- التي لم تنقطع اصلا- مع الكيان الصهيوني في رهان على دعم الصهاينة والشركاء في الإدارة الأمريكية على تقديم الدعم والعون لهذه الطغمة الحاكمة من اجل استمرارها في حكم تركيا رغم المعارضة الشديدة من أغلبية الشعب التركي الذي يرى أن لا مصلحة له في معاداة سورية.
عموما, لسنا بحاجة لمعرفة موقف جماعة الإخوان المسلمين الداعم لهذه الطغمة رغم تحالفها مع الكيان الصهيوني وانتهاج سياسات لا تهدد سورية وشعبها فحسب, بل تهدد الأمن القومي العربي مثلما تهدد مصالح الشعب التركي نفسه.
لقد أوقعت الطبقة الحاكمة في تركيا شعبها في شباك النزعة العدوانية الصهيونية الامبريالية المعادية للأمة العربية والإسلامية حيث انها عندما تهدد سورية وتقدم على عدوان سافر عليها تدعم بالتأكيد سياسة حكومة نتنياهو العدوانية التي أخذت من جانبها تصعد العداء ضد سورية وتتدخل بشكل مباشر في مجريات الأحداث في سورية عبر دعم الإرهابيين بكل الوسائل ومنها قيامها بالعدوان على مواقع عسكرية سورية في داخل الأراضي السورية.
ومن الطبيعي أن تقوم حكومة نتنياهو بالعدوان على سورية التي تمثل رمز النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني مثلما تمثل القلعة الصامدة التي تتحطم عليها المشاريع الأمريكية- الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية مثلما تستهدف بالتحديد التيار المقاوم في الأمة والمنطقة.. غير اننا نستغرب كل الاستغراب سياسات الطغمة الاردوغانية الحاكمة في تركيا التي تدعي الإسلام وتزعم انها تقود حزبا إسلاميا اخوانيا ولكنها لو كانت فعلا تؤمن بالإسلام والأمة الإسلامية وتؤمن بحق الجوار وتتحلى بأخلاق الإسلام, لما أقدمت على العدوان ودعمت الإرهاب الذي يرتكب المجازر الدموية الوحشية البشعة ضد الشعب العربي المسلم في سورية مثلما تقوم هذه المجموعات الإرهابية بتدمير المدن والقرى والمؤسسات في سورية.
سورية وشعبها وجيشها وقيادتها التي تتحلى بالشجاعة أولا وبالقدرة على التعامل مع العدوان التركي تتحلى بالوعي ثانيا وبما يجنب الشعب في سورية والشعب في تركيا كارثة كبرى تعمل قيادة اردوغان- اوغلو على خلقها دون التوقف عند نتائجها المدمرة على البلدين لتحقيق مصالح طغمة تعمل من اجل الاستمرار في الحكم, ولكن لقد فشلت هذه الطغمة في تحقيق أهدافها وسوف تخرج مهزومة وسوف يلعنها التاريخ.