كشفت مصادر عراقية استخبارية عن معلومات، تفيد بوجود “مخاوف حقيقية من هجمات داعشية على الاراضي السعودية تنطلق من الحدود العراقية بشكل منسّق وأكبر ممّا شهدته في الشهر الماضي”.
وقال مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في وزارة الدفاع: “نحقق في معلومات عن تمكن مجموعتين من “داعش” التسلل للأراضي السعودية الشهر الماضي، وهم يقدّرون ما بين 25 الى 35 مسلحاً، وذابوا فيها بعد دخولهم.
واضاف المسؤول قائلا: “شهدت هذه المنطقة بالذات هجمات منسقة خلال الأربعين يوماً الماضية، كان آخرها يوم السبت الماضي، حين هاجم “داعش” وللمرة الثالثة، مخفر العناز بين البلدين، وقتل جنديين واختطف أربعة، عُثر على جثثهم مقطوعة الرأس بعد ساعات”.
واعترف بانّ ” القوات العراقية في تلك المنطقة ضعيفة، كما لا تملك قدرة على السيطرة على المنطقة, مشيراً الى ان نحو 30 عنصراً أمنياً عراقياً جميعهم من حرس الحدود مع السعودية قتلوا منذ مطلع هذا العام”, مؤكدا أن “الربط بين تسلل مجموعتين إرهابيين الى الأراضي السعودية والهجمات على المخافر العراقية معها وبشكل متكرر، ينبئ عن مشاكل جمة مستقبلاً، وهو ما استدعى رفع مستوى التنسيق الاستخباري بين البلدين أخيراً”.
وأكّد أنّ “عملية اغتيال الشيخ لورنس متعب الهذال، زعيم قبيلة عنزة، الجمعة الماضي، بعد أيام من تعهده بنشر أبناء قبيلته على الحدود المشتركة مع السعودية وتأمينها، أمر خطر للغاية، وخصوصاً أن التنظيم أرسل إليه انتحاريَين هاجما منزله الواقع على بعد 50 كيلومتراً من الحدود الدولية بين البلدين”.
من جهته، قال النقيب فاضل العنزي, مدير مخفر العناز الحدودي بين العراق والسعودية، إنّ نشاط التنظيم يشمل حالياً حفر آبار جديدة والتجول بالمنطقة، بعد نشاطهم العسكري المتمثل بمهاجمة النقاط الحدودية”، مشيراً إلى أنّ “عدداً من الجنود المكلفين بحماية الحدود فرّوا خوفاً من الآتي”.
واضاف قائلا : ان عناصر التنظيم يتجمعون ويخططون لشيء ما؛ إذ يمكن لداعش أن يخترق الحواجز العراقية بسهولة، لكن تسلل مجموعتين منه الى السعودية، يعني أنهم يخططون لمهاجمة حرس الحدود السعودي
وعبر العنزي عن قلقه من دخول عناصر التنظيم الى الاراضي السعودية قائلا : “هذه الأيام بات النهار لنا والليل لهم”، وقد “حطوا رحالهم في المنطقة منذ شهر، ولا نعلم ما الذي يريدونه، فالأرض قاحلة لا تصلح حتى للرعي، وهم يقيمون فيها، وحفروا ثلاثة آبار، وقمنا نحن بردمها، لكنهم عادوا وحفروا غيرها، ونجد آثار إطارات سياراتهم في التراب كل يوم، حتى حولت مسالك سياراتهم إلى طريق يابس لا يثير الغبار، من كثرة ما استخدموه، كما نجد مواقدهم مشتعلة صباحاً حيث يجلسون ويوقدون النار للتدفئة مع بلوع درجة الحرارة ليلاً ثلاث درجات مئوية”.
ويذكر ان الحدود السعودية ـ العراقية البالغ طولها 814 كيلومتراً، قد شهدت هجمات دامية في الرابع من كانون الثاني الماضي، تركّزت في المنطقة المحصورة بين محافظتي الأنبار، غرب العراق، وبلدة عرعر، شمال السعودية، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر الأمن السعودي بينهم ضابط رفيع إثر تفجير انتحاري استهدف مخفراً داخل الأراضي السعودية المجاورة للعراق، فضلاً عن مقتل واصابة 13 عنصر أمن عراقي.
وعلى صعيد ذي صلة يرى سامي العبيدي, الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالعراق، ان “هدف داعش ليس الحدود نفسها، بل كسرها واستغلالها كمنفذ حدودي جديد له، يستمد من خلاله قوته المالية والبشرية، وهناك الكثير من المتطرفين الذين تحكم الحكومة السعودية الخناق عليهم، وفي ظل وجود منفذ لهم سينقلب الحال تماماً”.