يوسي بيلين يكشف حقيقة المبادرة السعودية للسلام عام 2002
الناصرة - قدس برس
شكّك الوزير الإسرائيلي السابق، يوسي بيلين، في الأساس الحقيقي الذي بُنيت عليه “المبادرة العربية للسلام”، معتبراً أن هدف هذه المبادرة التي أعلن العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عن طرحها عام 2002، لم يكن تحقيق السلام وإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي وإنما محاولة لإصلاح صورة بلاده وتبرئتها من تهم “الديكتاتورية الشرعية” عن طريق الاندفاع نحو التطبيع مع الجانب الإسرائيلي..
وقال بيلين “بدت فكرة قيادة خطوة تخترق الطريق في المجال السياسي بالذات للملك السعودي عبد الله، بمثابة مخرج معقول من الانتقاد الدولي المتعاظم لنظامه؛ وعليه فقد كان مستعداً للفكرة غير المتوقعة لمشروع السلام الذي كانت رسالته الحقيقية هي التطبيع مقابل السلام”.
وقلّل الوزير الذي تولى حقيبة الاقتصاد والقضاء والشؤون الدينية في حكومات إسرائيلية متعاقبة، من احتمالات قبول تل أبيب مستقبلاً بالمبادرة العربية، مجدّداً تأكيده على أن رسالتها القائمة على مبدأ “التطبيع مقابل السلام” تخدم الجانب الإسرائيلي بشكل كبير.
وأشار بيلين في مقال بعنوان “المبادرة لم تمت مع الملك” نشرته صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية في عددها الصادر يوم امس الاثنين، إلى أن اليمين الإسرائيلي يدّعي بأن “المشكلة المركزية التي تواجهها تل أبيب في مواجهة العالم العربي ليست ولم تكن أبداً الصراع مع الفلسطينيين، وإنما عدم استعداد الدول العربية للاعتراف بإسرائيل”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن طرح المبادرة العربية كان من المفترض أن يوفّر دليلاً كافياً لدحض حجج اليمين الإسرائيلي، غير أن الإسرائيليين “لم يقفزوا على المبادرة كلقية غنيمة؛ في حين اكتفى العاهل السعودي الراحل بأنه اثبت للأمريكيين اعتداله ولم يبذل أي جهد جدي، ليدفع هذه المبادرة الهامة إلى الأمام”.
وأضاف بيلين “الآن بعد وفاة الملك، ليست المسألة ما إذا كان خلفه سلمان بن عبد العزيز سيدفع المبادرة إلى الأمام، وهو لن يفعل ذلك، السؤال هو هل ستكون في إسرائيل حكومة ترى فيها مصلحة حقيقية من ناحيتنا”.