ايكنوميست: الاخوان المسلمون انفسهم يتحملون مسؤولية انهيار احلامهم

ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية، في تقرير لها نشرته يوم امس الثلاثاء، أن قادة مجلس التعاون الخليجي قد تأكدوا خلال قمتهم المنعقدة في 9 كانون الثاني الماضي من توقف قطر عن دعمها لتنظيم الإخوان المسلمين, استجابة لمطالب جيرانها من دول الخليج، بعد أن قدمت للتنظيم خلال العقد الماضي مساعدات سخية، ومنبراً إعلامياً واسع الانتشار، مما سبب للدوحة مشكلات مع دول الجوار، الذين رأوا في ذلك تهديداً للأمن والاستقرار.

وأضافت إيكونوميست تقول: ان حلم تنظيم الإخوان المسلمين بالسيطرة على دول المنطقة بعد الربيع العربي قد تلاشى بسرعة مذهلة، بدءاً من ثورة 30 يونيو (حزيران) في مصر، التي أدت لإسقاط الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومن ثم عانت جماعات الاخوان سلسلة من الهزائم المتلاحقة، إذ عاد الناخبون في تونس نحو العلمانيين، كما جاءت خسارتهم لقطر كداعم قوي، لتترك لهم فقط أردوغان، في رئاسة تركيا، ليقدم لهم العون المطلوب، لكن حكومته الآخذة في التحكم بكل مفاصل الحياة في تركيا، فقدت معظم أصدقائها.

ولكن كيف جرى ذلك؟ تجيب إيكونوميست: “يتحمل الإخوان المسلمون أنفسهم المسؤولية، حيث اخطأوا بقراءة نتائج الانتخابات التي جرت في اكثر من دولة عربية على أنها تصريح لهم بتطبيق مشروعهم الإسلامي، في حين أن النتائج عكست ضعف القوى السياسية الأخرى، إذ أعجب الإخوان المسلمون بأنفسهم وتفردوا في السلطة ونفَّروا أنصارهم، ولكن في سوريا وجد الإخوان المسلمون أنفسهم مطوقين بمجموعات متطرفة، طالبت بتطبيق فوري لقوانين إسلامية متشددة، أو أنها رفضت الديموقراطية بوصفها “نظاماً بعيداً عن أوامر الله”، وفي حين كان للإخوان المسلمين اليد الطولى في بداية الحرب الأهلية السورية، لم يعد لهم اليوم من نفوذ يذكر”.

وكان للإخوان المسلمين، برأي إيكونوميست، خصوم أقوياء، إذ في حين رأى فيهم عدد من الحكومات الغربية وجهاً متسامحاً للإسلام، قد يكون قادراً على امتصاص الراديكاليين الميالين للعنف، رأت بعض الحكومات العربية أنهم يشكلون خطراً قاتلاً. وهذا ما جرى في مصر، حيث اعتقل معظم كوادر الحركة، ويخضع زعماؤها حالياً للمحاكمة.

وفي تحرك أكثر هدوءاً- تقول المجلة-: قضت دول الخليج الغنية على نفوذ الإخوان المسلمين، حيث وصفهم مسؤول خليجي رفيع المستوى بأنهم” تنظيم فاشي، كان بوابة لابتداع كل أشكال التطرف”.

وتشير إيكونوميست إلى أنه “انطلاقاً من ذلك فقد انضمت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى مصر في حظر نشاط الإخوان المسلمين باعتبارهم يشكلون تنظيماً إرهابياً”.

وتختم المجلة تقريرها بالإشارة إلى لجوء قيادات إخوانية إلى تركيا، بعدما لم يعد لهم ملاذ في الدول العربية، فضلاً عن التحاق عناصر من التنظيم بحركات جهادية، ليعملوا معهم كتقنيين ومعلمين وأطباء، وأحياناً كمقاتلين، لصالح تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى