لماذا الجهاد ؟
بقلم : خالد صادق- فلسطين
بين الفينة والأخرى تتعرض حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لحملة تشويه تستهدف قادتها السياسيين العظام, بغرض حرفها عن مسارها, وإشغالها في قضايا هامشية تجاوزتها منذ أمد بعيد, رغم أن الذين يهاجمونها مجموعة من الأقزام النكرات الذين لا تاريخ لهم ولا حاضر ولا مستقبل, حركة الجهاد التي تمثل ضمير الأمة وتدافع عن خياراتها وتبذل الغالي والنفيس من اجل فلسطين وأرضها وشعبها, تأبي أن تقف أمام هؤلاء الأقزام المدفوعين بأجندات خارجية للنيل من هذه الحركة العظيمة, ولكن أنى لكم هذا أيها الجبناء؟ أين كنتم والجهاد الإسلامي يصول ويجول في ميادين العزة والكرامة جنبا إلى جانب مع إخوانه في حماس وفصائل المقاومة, ليحقق النصر تلو النصر على عدو طالما أرهبكم وأدخلكم في جحوركم وقذف في قلوبكم الرعب؟ أين كنتم والجهاد يقدم أمينه العام وقادته شهداء ميامين, لكننا نقول لكم “يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم”.
رد البنادق
ما أن لوحت السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني, احتجاجا على جريمة اغتيال الوزير زياد أبو عين, حتى تسارعت الاتصالات على رئيس السلطة محمود عباس من أصدقائه الإسرائيليين والأمريكيين والرسميين العرب, لتقديم النصائح وضرورة التعقل وعدم الانجرار وراء مطالب الجماهير, وتوالت التحذيرات من العواقب الوخيمة لمثل هذا القرار, فهناك من يحذر من انهيار ما تسمى بعملية السلام برمتها, مما يمثل انتصارا للتيار الإسلامي, وهناك من يحذر منع من تدفق الأموال على السلطة, وآخر يحذر من سحب بطاقات ال( vip ), وغيره يحذر من حصار مقر المقاطعة, وتوالت التحذيرات على السلطة لأجل إنقاذ إسرائيل, والتستر على الجريمة, العالم كله يساند إسرائيل ويشجعها على جرائمها, والرد الأمثل على هذا التآمر الواضح على القضية الفلسطينية لن يأتي إلا من بنادق المقاومين الأطهار, فأسمعونا صوت الرصاص أيها الأبطال!.
اعتراف الزهار
من الجيد أن تعترف فصائل المقاومة الفلسطينية بأخطائها, وان تحاول أن تستفيد من تجاربها, فالاعتراف بالخطأ أولى خطوات التصحيح, وأعتقد أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفصيلين المقاومين الكبيرين, مطالبتان دائما بمراجعة مواقفهما السياسية, لأنهما تمثلان الشريحة الكبرى من الفلسطينيين, وهما مصدر الثقة للشعب الفلسطيني, الدكتور محمود الزهار اعترف بخطأ التوجه إلى المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال في القاهرة ضمن وفد مشترك يترأسه السيد عزام الأحمد, ويضم شخصيات بلا رصيد تنظيمي فاعل على الأرض حسب قوله, واعترف أيضا بخطأ موافقة حماس على تكليف الرئيس محمود عباس برئاسة الوزراء والانعكاسات السلبية لهذه الموافقة, ولا ادري هل هو اعتراف شخصي من الدكتور الزهار, أم انه اعتراف من حماس بهذين الخطأين؟ فنحن لا نريد أن يخرج علينا أحد ليقول إن الرجل يتحدث عن موقفه الشخصي.
الانتصارات العباسية
حضر نجل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر محمود عباس، برنامج “أرب آيدول” ليل الجمعة في بيروت، معلناً دعمه للمتسابق الفلسطيني هيثم خلايلية وقال: “نحن محتاجون للانتصارات دائماً، وبإذن الله سيكون نصرنا هذه المرة على يد هيثم”, والحقيقة أنني لم أكن اعرف أن الانتصارات تقاس هكذا, يبدو أن لآل عباس مفهوماً خاصاً في تعريف النصر, يتمثل في كل ما هو بعيد عن النصر على الاحتلال الصهيوني, فهم يعتبرون فوز محمد عساف بالجائزة الأولى في برنامج الغناء أراب أيدول نصراً كبيراً للشعب الفلسطيني, ودخول فلسطين موسوعة غينتس لأكبر طبق من الكنافة النابلسية فتح مبين للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية, وأن حياكة علم فلسطين كأكبر علم في العالم قمة الانتصار, يا ليت تعرفون مفهوم الانتصار من جديد وفق الرؤية العباسية وتعلمون لطلابنا في المدارس, حتى نبني أجيال مدرسة أراب أيدول لتحرير فلسطين.
خلف الستار
تخوض دولة قطر معركة سياسية من خلف الستار, تقودها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ودول عربية وعالمية, لأجل وقف دعمها المالي والاقتصادي للفلسطينيين في غزة تحديدا, وهناك ضغوطات كبيرة لتغيير سياسة قطر في المنطقة خاصة مع الدول الإقليمية المحيطة بفلسطين, وضرورة الالتحاق بسياسة هؤلاء في تعاملهم مع القضية الفلسطينية, والحجة دائما الإرهاب الإسلامي المتمثل في حركة حماس, والتي هي ذراع من أذرع الإخوان المسلمين, الذين أصبحوا بقدرة قادر العدو الأول للكثير من الدول العربية, الضغوط تتمثل في عزل قطر وطردها من دول مجلس التعاون الخليجي, والتهديد بسحب بطولة كأس العالم 2022م التي ستقام على أراضيها, والتلويح بدعم الطامعين في اعتلاء عرش الحكم في قطر, رغم فشل عديد المحاولات مؤخرا لإزاحة أمير قطر الشيخ تميم عن الحكم بالقوة, لا أدري إلى أي مدى ستصمد قطر أمام كل هذه الضغوطات؟.
خيار شعبنا
رغم تضييق الخناق على قطاع غزة, واشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية إلى حد كبير, وافتعال أزمة موظفي الصحة, وأزمة رواتب الأجهزة العسكرية, ورواتب موظفي حماس, واستمرار أزمة الكهرباء, وعدم دوران عجلة الإعمار حتى الآن, وحملة التشهير والتشويه الإعلامي لفصائل المقاومة الفلسطينية, عبر وسائل الإعلام المختلفة, وتعطيل اتفاق التهدئة مع الكيان الصهيوني إلا أن احتفال حماس بذكرى انطلاقتها السابعة والعشرين, وخروج هذا الكم الكبير من الجماهير إلى الشوارع للاحتفال بالمناسبة, يدل على ثقة الشعب الفلسطيني والتفافه حول مقاومته, وشعوره بالنصر على هذا الكيان الغاصب إننا نقول للمثبطين المسكونين بالهزيمة: خبتم وخاب فألكم, إن شعبنا حدد خياراته, وانحاز إلى خيار الجهاد والمقاومة, رغم كل هذه التضحيات الجسام, لأنه يدرك أن الحرية طريقها معبد بالدماء والأشلاء, واختار أن يمضي في هذا الطريق.