الطائفية اخطر ما يواجه العرب حالياً.. والقومية والمقاومة هما الحل

نظمت دائرة الإعلام في حزب الوحدة الشعبية يوم الاثنين الماضي ندوة بعنوان “المخاطر التي تتعرض لها المنطقة ودور حركة التحرر العربية”، تحدث فيها الدكتور موفق محادين رئيس رابطة الكتاب, والدكتور سعيد ذياب الأمين العام للحزب بحضور حزبي وشبابي، ونخبة من المثقفين، وذلك في مقر الحزب.

محادين قدم مداخلة أكد فيها أن الأمة العربية تعيش الآن في زمن يمكن أن نطلق عليه زمن هزيمة وعجز وفقدان للأمل في ظل السيناريو الدموي الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأطلسية والصهيونية وأدواتها من الرجعية العربية.

واستعرض محادين، المراحل السياسية التاريخية التي عاشتها الأمة، وتناول نقطة التحول التي عصفت بالأمة وهي معاهدة سايكس بيكو، فقد شكلت وفق محادين مفهوم الدولة القطرية.

وقال : ان “الشكل الجديد الذي تعيشه الأمة الآن هو تقسيم ما قسمته سايكس بيكو الى كانتونات طائفية, واننا نقف أمام شكل من أشكال ما سمّاه الروائي أمين معلوف الهويات القاتلة، حيث كانت الهوية القاتلة وقت سايكس بيكو هي الإقليمية، أمّا اليوم فالهوية القاتلة هي الطائفية”.

واكد محادين بأن الحل في ظل رواسب ما أنتجته سايكس بيكو من هويات قاتلة من إقليمية وطائفية يكمن في مشروع مقاومة حقيقي يحمل على عاتقه إعادة إنتاج الهوية القومية الحقيقية.

وأضاف يقول:” ان مواجهة ما تعيشه الامة يكون باستعادة الخطاب القومي العروبي الحقيقي واستعادة الهوية القومية، وإعادة الاعتبار لثقافة المقاومة، وإقامة نسيج جدلي بين خطاب المقاومة والخطاب القومي في محاولة لإطلاق جبهة شعبية عربية اشتراكية علمانية، تتحرك اجتماعيا وثقافية وسياسيا من أجل التحرر الوطني “.

من جانبه اكد  الدكتور سعيد ذياب في مداخلته أن الهوية العربية تشهد جهداً كبيراً يعمل على تفسيخها، والمشاريع الأمريكية من الشرق الأوسط الجديد وغيرها من المشاريع ساهمت في تفسيخ هذه الهوية، مستعرضا الوضع التي تعيشه الأمة في التناحر بين الإقليمية والطائفية وزيادة أعداد الفقر والبطالة وقلة الخدمات الصحية والتعليمية المقدّمة للشعوب.

وقال : ان الأمّة تعيش عملية تحويل صراع من الصراع العربي الصهيوني الى صراع مذهبي وطائفي، وان الشيء اللافت للنظر هو أن مؤسسات الأمة مثل الجيوش يمارس عليها عملية تخريب واضحة في تغيير عقيدتها وخلق حالة من التباعد بينها وبين الشعوب العربية، وان تسميتها من خلال الإعلام عبر جيش النظام هو أكبر دليل على هذا التخريب”.

هذا وتطرّق ذياب الى الأزمة التي يعيشها اليسار والقوى القومية، حيث قال: ” اليسار العربي والقوى القومية لا تقوم بالدور المطلوب منها، حيث يعيش اليسار العربي حالة انكفاء واستدارة في خطابه الثوري التغييري والصراع الطبقي وأصبح يتبنّي الخطاب الليبرالي”, مؤكداعلى أن هذا الوضع الذي وصل إليه أفقده القدرة على التأثير والتغيير في الواقع العربي.

وقال : أن الأمة الان تعيش ثلاثة تحديات أساسية وهي احتلال فلسطين، والنفوذ المتسع للقوى الغربية في الوطن العربي، والأخيرة مواجهة الإرهاب. ورأى بأن الحل يكمن في استعادة اليسار العربي لرؤيته وخطابه الثوري الطبقي، والى إعادة القضية الفلسطينية لعمقها العربي كونها القضية المركزية، والحاجة الى رؤية فكرية تقدمها الأحزاب اليسارية والقومية والمثقفون العرب لمواجهة هذه المرحلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى