“نيوزويك” تؤكد تسلل “داعش” الى سيناء
اتّهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أطرافاً خارجية – لم يسمّها – بالوقوف وراء الهجمات والتفجيرات التي تصاعدت حدّتها في سيناء خلال الآونة الأخيرة، مخلّفةً عشرات القتلى والمصابين في صفوف الجنود المصريين.
وقال السيسي، خلال كلمة له بثها التلفزيون المصري الرسمي، امس الاول، ”إن حادث سيناء الإرهابي يقف خلفه دعم خارجي”، مشيراً إلى احتمال استمرار هذه الهجمات التي وصفها بـ ”إرهابية” طالما أن ”المصريين عازمون على التقدم والتنمية”.
واعتبر أن الهدف من هذه الهجمات هو ”إسقاط الدولة”، مضيفاً ”مصر تخوض حرب وجود وهناك هدف واحد نسعى إليه وهو إعادة الدولة المصرية لمكانتها، ولهذا لا بد لنا أن ندرك أبعاد المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد مصر”.
وأكّد السيسي أن جيشه سيتخذ إجراءات جديدة في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، قائلاً ”نعمل على مواجهة الإرهاب منذ شهور وتم تصفية المئات من الإرهابيين، والمنطقة الحدودية مع قطاع غزة سيتم اتخاذ إجراء لحلها من جذورها والقضاء على الإرهاب ومكافحته”.
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس المصري رسمياً وبصورة غير مباشرة، عن بدء خطة لإجلاء أهالي المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة في شبه جزيرة سيناء، وحظر التجوال في منطقة شمال سيناء منذ الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحاً لفترة ثلاثة أشهر، كما أعلن عن قراره إغلاق معبر رفح حتى ”أجل غير مسمى”.
وتأتي تلك التطورات إثر وقوع حوادث متعددة استهدفت كمائن ونقاط عسكرية في شمال سيناء، أدت آخرها التي نفّذت يوم الجمعة الماضي إلى مصرع ثلاثين جندياً وجرح عشرات آخرين، وتعد تلك هي الخسارة الأكبر للجيش المصري في عملية واحدة منذ عقود.
ومن جانبها نفت وزارة الداخلية في غزة أي علاقة للقطاع بهذا الحادث المؤلم، قبل ان تؤكد أن الحدود مع مصر مضبوطة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم : ”إن الحدود مع مصر مضبوطة وآمنة وتخضع لمراقبة وإجراءات مشددة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.
وأضاف تعقيبًا على إغلاق السلطات المصرية معبر رفح البري : ”إنه لا علاقة لغزة بما يجري في الداخل المصري (..) والأنفاق بين غزة ومصر لم تعد موجودة بل أصبحت جزءاً من الماضي بعد أن قام الجيش المصري بإغلاقها منذ أكثر من عامين”.
وشدّد البزم على ان وزارة الداخلية لن تسمح بالمساس بأمن الحدود، معتبرا الأمن القومي المصري أولوية فلسطينية، مقدماً التعازي لمصر قيادة وشعبًا بمقتل جنودها، واصفًا ما جرى بـ ”جريمة نكراء”.
وفي تعقيب على هذا العمل الاجرامي البشع قال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد سابقاً، إن العملية الإرهابية التي وقعت في الشيخ زويد يوم الجمعة الماضي تختلف عن كل العمليات السابقة، مرجحاً أن يكون منفذو العملية قادمين من سوريا والعراق.
وأضاف نعيم، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج ”90 دقيقة” على فضائية ”المحور” المصرية، أن هذه العملية تدل على تدريب مميز ولا يستطيع تنفيذها إلا أعضاء شاركوا فى حروب من قبل، مؤكداً أن نصب كمين لقوات الإسعاف، أو من القوات التى تحاول إنقاذ المصابين هو عمل مشهور فى معارك أفغانستان والعراق وسوريا ولا يتم التدريب عليه فى المعسكرات، مرجحاً دخول عناصر إرهابية إلى مصر من تلك الدول.
اما مجلة نيوزويك الأمريكية، فقد فضحت مخطط واشنطن لتقسيم الشرق الأوسط ونشر الفوضى، من خلال تقريرها المنشور امس الاول، تعقيبًا على الهجوم الذي تعرضت له سيناء، يوم الجمعة الماضي، والذي اعتبرته المجلة، دليلاً واضحًا على أن سيناء اصبحت الوجهة القادمة لتنظيم داعش الإرهابي بهدف ضمها لدولة الخلافة الاسلامية.
وأوضحت المجلة أن داعش قد زرعت فرعا لها باراضي سيناء المصرية، وان ذلك الفرع هو الذي نفذ التفجير الذي أسفر عن مقتل نحو 03 جنديا مصريا بإحدى نقاط التفتيش بالشيخ زويد، مشيرة الى ان جماعة أنصار بيت المقدس قد وسعت طموحاتها من مجرد تنفيذ عمليات داخل مصر إلى مشاركة داعش في هدف تأسيس خلافة إسلامية عالمية.
ورأت المجلة أنه لا يمكن تحديد تعداد المتطرفين المنتمين للجماعة الإرهابية تحديدا ولكنها تتكون من هؤلاء المطرودين من حركة حماس بقطاع غزة، وبعض شيوخ التيار السلفي والبدو الساخطين على النظام وبعض الشباب الجهلة والعاطلين عن العمل، فضلاً عن المقاتلين القادمين من الأردن والعراق، والمصريين العائدين من الساحتين السورية والعراقية إلى جانب بعض المجندين القادمين من أفغانستان.