السعوديون الوهابيون ينفذون معظم عمليات داعش الانتحارية

اوضحت دراسة صدرت عن مجلة لونغ وور جورنال ان تنظيم داعش قد توسع في العمليات الانتحارية على نحو كبير خلال هجماته ضد المدنيين والعسكريين في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن غالبية منفذي هذه العمليات هم من ابناء الشرق الأوسط وتحديدا من السعوديين الذين يستخدمون وقودا للحروب الداعشية، فيما تنعم قيادات هذا التنظيم الدموي برغد العيش ووفرة المال، رغم ان دورهم يقتصر على التوجيه والتحريض، فيما تستخدم البقية، وخصوصا من السعوديين، لتنفيذ العمليات الانتحارية بعد خضوعهم لغسل أدمغة يبدأ بالحور العين وينتهي بالتمزق أشلاء.

ويتصدر السعوديون أعداد المقاتلين في صفوف داعش بالمناصفة مع التونسيين، إذ بلغ عدد السعوديين نحو 3 آلاف مقاتل استخدم معظمهم لتنفيذ عمليات انتحارية.
من جهتها أوردت مواقع صديقة لداعش إحصاءات تظهر حجم العناصر السعودية المشاركة في العمليات الانتحارية، وأظهرت أن %65 من منفذيها سعوديون فيما %20 ليبيون وتونسيون، و%15 من جنسيات مختلفة، كذلك بيّن موقع آخر أن %44 من قتلى تنظيم داعش أيضا من السعوديين.
ووفقا لاعترافات سعوديين عائدين من مناطق الصراع فإن الجماعات الإرهابية تركز على الشباب السعوديين لتنفيذ العمليات الانتحارية وتضعهم في الواجهة، مرجعين سبب الاختيار إلى أمور عدة، يأتي في مقدمتها وصفهم بالشجاعة وعدم الخوف من الحرب والموت – حسب ادعائهم – كذلك استغلال عواطفهم الدينية.
كما أظهرت بعض مقاطع الفيديو التي بثتها مواقع متعاطفة مع داعش أن الشباب السعوديين الذين أصيبوا في بعض المعارك دفعوا بواسطة قيادات التنظيم إلى تنفيذ عمليات إرهابية كيلا يشكلوا عبئا على داعش في الحركة والعلاج.
وذكر موقع السكينة أن إحصاءات نشرت أخيرا عن عدد العمليات الانتحارية التي نفذت في العراق بيّنت أن %57 من العمليات نفذت بواسطة شباب سعوديين، وهؤلاء الشباب ليسوا كلهم صغارا لا يدركون أبعاد الأمور، بل فيهم من حملة الشهادات العليا وميسوري الحال، الأمر الذي يستدعي معرفة دقيقة للأسباب التي تجعل من الشاب السعودي ضحية سهلة للاستقطاب والتوجيه والاستغلال لمشاريع كبيرة تتجاوز أفكاره البسيطة، والعمل على الحد من تسخيرهم ليكونوا وقودا لمعارك يعود ضررها على الأمة كلها.
ويخضع الشباب السعودي المستخدم في تنفيذ العمليات الانتحارية، لغسيل أدمغة هدفه إقناعه بسمو العمل الذي سيقدم عليه، ويتكرر العزف على وتر الشهوة والحور العين، إضافة إلى التحفيز وشحذ الهمة عبر إسماعهم الأناشيد الجهادية، والتي يستهدف بها المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما لدفعهم إلى الإقدام على تنفيذ العمليات وفي حال الرفض، يتم تخديرهم وإلقاؤهم وسط الهدف.
وانتهج تنظيم داعش استراتيجية جديدة في الأعمال الانتحارية بإنشاء معسكرات لتهيئة الأطفال ليكونوا المنفذين مستقبلا، ويعود السبب إلى أن تجنيد الأطفال وإقناعهم أمر سهل وغير مكلف ماديا، على نقيض الكبار الذين يجري في أحيان كثيرة تقديم إغراءات مادية لهم، وقد شهدت الفترة الماضية انخراط أطفال سعوديين بمعاونة آبائهم في التنظيم.
ومن هنا فقد أكد خالد المطيري، شقيق ارهابي سعودي اسمه أحمد ثامر الشاطري المطيري كان قد فر من جماعة ”داعش” أن السبب الرئيسي لفرار أخيه اكتشافه تعاطي قادة ”داعش” المخدرات، وإقامة الملاهي الليلية، وسَبْي النساء، وقتل المسلمين.
وافاد موقع ”صحيفة المرصد” ان المطيري كشف أن شقيقه أحمد، الذي فر من ”داعش” وسلم نفسه، لم يكن المنشد للمقطع المعروف ”يا عاصب الرأس”، وإنما هو لشقيقه الثالث سعد الذي لا يزال مع تلك الجماعة الارهابية.
وقال: لي 3 إخوة، فهد وسعد وأحمد، خرجوا جميعا للقتال في سوريا، بعد الاعلان عن الدعوة للقتال في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، حيث توفي أخي الأكبر فهد على يد الجيش السوري بعد شهر من وصوله إلى سوريا، وانضمامه إلى جبهة النصرة”، بينما انشق شقيقاي سعد وأحمد عن جبهة النصرة وانضما بعد ذلك الى ”داعش”.
وأكد المطيري أن أسباب عدم مبايعة أحمد لـ ”داعش” وفراره منهم هو مشاهدته ”قتلهم المسلمين ورؤيته لمن يُذبح وهو يردد الشهادة، وكذلك رؤيته قيادة (داعش) والمنضمين تحت لوائه وهم يتعاطون المخدرات، ويقيمون الملاهي الليلية، ويَسْبون النساء، الأمر الذي أثار تعجبه كيف لدولة تحمل اسم الدولة الإسلامية وتظهر بمظهر المتشدد أن تقوم بمثل هذه الأعمال”.
هذا وقد بات معروفاً لعموم المراقبين ان الانتحاريين السعوديين ينتمون الى الوهابية النجدية وليس الى غيرها من المذاهب في الحجاز والجنوب والمنطقة الشرقية.
ومن التفسيرات التي يقدمها النجديون الوهابيون لتبرير انضمام شبابهم الانتحاريين الى القاعدة او داعش او النصرة او كل أفرع القاعدة، أن الشباب في نجد شديد الحماسة للدين، وأن هناك من جاء واستغلّ تلك الحماسة لخدمة اغراضه السياسية من الأحزاب والجماعات (وهم هنا لا يقصدون استغلال آل سعود)، غير ان هذا التحليل اعتذاري وليس صحيحاً في واقع الامر، فقد ظهر من خلال احصاءات انتشار الإلحاد التي أجريت مؤخراً، أن نسبة الإلحاد في السعودية، وتحديداً في نجد، هي الأعلى بين المسلمين، وهي تقترب من نسبة الإلحاد في أوروبا، خصوصاً وان نجد جرى فيها التحوّل – بشكل فردي- الى المسيحية، ولم يظهر من خلال الفيديوهات والأسماء المنشورة، أن أحداً من الحجاز او الشرق او من اي مذاهب أخرى قد اعتنق المسيحية.. فنجد ليست الأكثر تديّنا كما هو ظاهر بين مناطق المملكة المختلفة، كما أن شبابها ليسوا الأكثر حماسة للإسلام.
لو قيل أن شباب الوهابية (المتديّنين منهم) هم الأكثر تطرّفاً وعنفاً، وأن هذا هو الذي قادهم الى أن يكونوا حطباً للقاعدة بأفرعها بما فيها داعش، لقلنا هذا صحيح بالقطع. لكن هذا الإعتراف، يستدعي سؤالاً آخر حول مصدر الفكر المتطرف، والذي جعل الشباب الوهابي ينخرط في أكثر الجماعات عنفاً ودموية. وهذا سيشير بالضرورة الى الفكر الوهابي نفسه كمصنع للحقد والعنف والتكفير، بحيث انعكس على شباب الوهابية وليس على الآخرين.
هناك بين الصحفيين السعوديين من يقول بأن التطرف سببه المشايخ الوهابيين، وسببه مناهج التعليم، أو سببه الأيديولوجيا الوهابية، وهذا صحيح في الأساس، وبات العالم اليوم يجمع على أن فكر الوهابية هو الذي فرخ القاعدة وأضرابها، بحيث لا ترى مسلمين غير وهابيين ينخرطون بين مقاتليها ويفجرون انفسهم ويقتلون على الهوية، ويسترخصون الدماء البريئة.
ويضيف هؤلاء الصحفيون قائلين : ان التطرف الديني العنفي في السعودية لا يوجد إلا بين أتباع المذهب الأقلوي الوهابي، ويتغذى هؤلاء الأتباع على خطب وكتابات ومناهج تعليم تؤدي بهم في النهاية الى اختيار طريق داعش وأضرابها. وبذا يكونون هم دون سواهم من شباب البلاد حطباً لداعش والقاعدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى