عباس يحمل بشدة على حركة حماس والبردويل يعتبره فاقداً للوزن والدور

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضرورة أن تكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد وقانون واحد وسلاح واحد في المناطق الفلسطينية، وأنه ”لن يقبل أن يستمر الوضع مع حركة ”حماس” كما هو الآن وبهذا الشكل”.

وقال عباس خلال لقاء صحفي مع عدد من الإعلاميين والمثقفين المصريين الليلة قبل الماضية، في مقر إقامته بالقاهرة، ”إننا لن نقبل أن يستمر الوضع كما هو، ولن نقبل أن يكون بيننا وبينهم (حماس) شراكة إذا استمر وضعهم في غزة بهذا الشكل، فهناك حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة هي التي تقود البلد، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع”.
وزعم عباس أن القيادة الفلسطينية تبذل كافة الجهود من أجل التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على توفير كافة أشكال المساعدات بشكل عاجل.
وقال: ”إن إسرائيل هي المسؤولة وهي المعتدية على شعبنا في قطاع غزة، والمسؤولة عن كل ما يجري، وبالطبع إسرائيل هي التي قتلت ابناء غزة، وفي آخر يومين أخذت تختار الأبراج لتضربها، حيث هناك نوع من الحقد الدفين ضد الشعب الفلسطيني”.
وفيما يتعلق بصحة المحضر الذي دار بين الرئيس وأمير قطر ورئيس المكتب السياسي لحركة ”حماس” خالد مشعل في قطر، الذي نشر على جريدة الأخبار اللبنانية، قال الرئيس ”إن ما نسبته 90- 80 في المئة هو صحيح، ولكن لا علم لنا كيف تم تسريبه للأخبار اللبنانية وتمت مقارنته بمحاضرنا، ولكن بندا واحدا هو غير صحيح وهو إنني قلت إن مصر والأردن والسعودية ضد المصالحة، وهذا لم ولن يخرج على لساني إطلاقا وإنني لا يمكن أن أقول هذا الكلام”.
وأضاف أن لقاءه مع وزراء الخارجية العرب قي القاهرة الذي عقد صباح امس الأحد هو لوضعهم في صورة الأوضاع المهمة والأخذ برأيهم حول المفاوضات، معلناً أنه سيقدم تقريرا مفصلا بذلك.
وقال: ”يوجد لدينا مجموعة من الخطوات وجواب غير تقليدي، وبالفعل هذا الجواب سيكون هذا الشهر لأننا لم نعد نصبر على الاحتلال أكثر من ذلك”.
وأضاف عباس: ”كل ما يهمني أن تكون هناك موافقة على الخطوات المقبلة التي ستتخذها الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن حركة ”حماس” لا أعول عليها كثيرا لأنها تغير كلامها بين الحين والآخر” .
وفي غزة انتقد القيادي في حركة حماس’ الدكتور صلاح البردويل تصريحات عباس التي هاجم فيها المقاومة وجدد فيها اتهام ”حماس” بأنها تمتلك حكومة ظل في غزة.
ورأى البردويل في تصريحات لـ ”قدس برس” أن انبراء عباس للهجوم على المقاومة وعلى ”حماس” يعكس شعورا من عباس بفقدان دوره السياسي، موضحا ذلك بالقول إن ”ما يدور به محمود عباس الآن في المحافل الإعلامية لا يليق برئيس على الإطلاق، فالرئيس يجب أن يترك هذه المهاترات للناطقين الإعلاميين، لكن يبدو أنه فقد دوره السياسي وبدأ يتعامل بهذيان وثرثرة لا وزن سياسياً لها لا في الداخل الفلسطيني ولا الدولي ولا حتى لدى الاحتلال” .
وأشار البردويل إلى أن عباس ”عندما يتحدث عن أن حماس لم تمكن حكومته من إدارة الأمور في غزة، فانه غير صادق، لأنه يحاول التغطية على سياسته الاستئصالية، فهو لم يمكن حماس ولا الجهاد الإسلامي من دخول منظمة التحرير الفلسطينية كأنها ملك له، وهو لم يمكن ”حماس” من تنفيذ الشراكة السياسية في أي من مستوياتها وحرمها من الانجاز السياسي من خلال تواطئه على المجلس التشريعي الفلسطيني، بل إنه يحرم حتى موظفي ”حماس” من الرواتب، فعن أي شيء يتحدث عباس؟”.
ووصف البردويل حديث عباس عن حكومة ظل في غزة بأنه ”تضليل .. لأن ما هو موجود في غزة هم مجاهدون خاضوا حربا تاريخية ضد الاحتلال دون رواتب، وهو الآن يصورهم بأنهم حكومة ظل، وهو يتحدث عن حكومة ظل للتضليل والتغطية على كل استطلاعات الرأي التي تتحدث عن تزايد شعبية حماس حتى في الضفة”.
وأضاف القيادي في ”حماس” : يتحدث عن حكومة ظل، بينما حكومته لم تقدم حتى على أدانة العدوان، ولم تستطع أن ترفع قضية في المحاكم الدولية ضد جرائم الاحتلال، بل إنها سحبت دعوى كان قد تقدم بها وزير العدل في محكمة الجنايات ضد الاحتلال”، معتبرا أن ”الناس في غزة حتى من أبناء فتح ينظرون بامتعاض لهذه التصريحات” .
وحول مقارنة عباس بين عدد شهداء ”حماس” وشهداء ”فتح” في العدوان الإسرائيلي الأخير، قال البردويل: ”هذا يأتي في سياق أمني، فإسرائيل حتى الآن لا تعرف كم استشهد من أبناء حماس، وجاء عباس ليستفزنا ليأخذ ردود فعل ليقدمها للاحتلال، نحن لن نتبرع بها له ولا للاحتلال”.
ومن جانبه قال الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس : ان ”تصريحات عباس ضد ”حماس” والمقاومة غير مبررة، والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة ولا أساس لها من الصحة وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير”.
وأضاف: ”اتفقنا في ”حماس” و”فتح” على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة، وندعو عباس للتوقف عن الحوار عبر الاعلام وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى