وقف اطلاق النار في غزة بعدما حققت المقاومة الفلسطينية انجازاً وطنياً كبيراً

أكد عدد من قادة حركة “حماس”، ان الشعب الفلسطيني قد حقق انتصارا كبيرا في حربه على اسرائيل وذلك بالرغم من حجم التضحيات والدمار متعهدين بإعادة بناء ما دمره الاحتلال.

وتقدم قادة الحركة المسيرات التي انطلقت مساء امس الثلاثاء من كافة مناطق قطاع غزة بمشاركة الآلاف الذين خرجوا بشكل عفوي وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.

كما تعانقت رايات الفصائل جميعها في هذه المسيرات حيث شوهدت رايات حركة فتح وحماس والجبهات والجهاد الإسلامي إضافة إلى العمل الفلسطيني.

وقال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات له خلال مشاركته في إحدى المسيرات في مدينة غزة :”سنبني ميناءنا بأيدينا، ومن سيعتدي عليه سنعتدي على مينائه.”

وأضاف: “أمامنا مرحلة تحتاج لترميم كل بيت كي يعود أفضل من السابق”.

وأكد الزهار أن المقاومة الفلسطينية أفرغت نصف مساحة فلسطين من المستوطنين اليهود.

وقال: “ضربنا نظرية الأمن الإسرائيلي التي ضحكوا بها على العالم على مدار 66 عامًا.”

وفي مسيرة خرجت في خان يونس جنوب قطاع غزة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين قال الدكتور صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس: “أن هناك الكثير من المفاجآت التي لم نخرجها حتى اللحظة، وغادرنا المعركة وبجعبتنا سلاح لم نستخدمه بعد”.

وأوضح أن قيادة حماس والمقاومة قدمت أبنائها وقادتها شهداء، ولن تتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشدّدًا أن الانتصار سيتبعه المضي على طريق الوحدة والمصالحة الشاملة.

وأضاف مخاطبًا الجماهير “انتصرنا بوحدتكم وصبركم، وعلينا أن نساند أهالي الشهداء والجرحى ونعين المهجرين من بيوتهم”.

وأكد أن جرائم الاحتلال زرعت في قلوب الجميع حب المقاومة والتمسك بخيارها.

ومن جهته قال مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس في كلمة له خلال مسيرة حاشدة بمدينة غزة: “بعد 50 يوما من العدوان, المقاومة تنتصر بصمود شعبنا وباليقين والإعداد والاستعداد.

وأضاف: “أرادوا كسر المقاومة فكسرتهم وهزمتهم”.

ووصف هذه الحرب بأنها: “انتصار استراتيجي للمقاومة وتأكيد على انتصار خيار المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين.”

اما د. رمضان عبدالله شلح, الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي فقد اكد أن إسرائيل فرضت الحرب، لكنها لم تفاجئ المقاومة التي كانت تعد العدة  لملاقاة العدو، واستطاعت مفاجئته بمدى قدراتها.

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في بيروت, أنه لا يمكن الرهان باي شكل من الاشكال على استراتيجية المفاوضات قائلاً “لا مكان للرهان على المفاوضات وابحثوا عن مسار المفاوضات في حطام قطاع غزة، مسار أوسلوا قصفته الطائرات في غزة، ابحثوا عنه تحت ركامها، وعلى الجميع حسم خياراته”.

وقال د. شلح “هذه المعركة ليست آخر المعارك وليست أم المعارك لكنها تؤسس لام المعارك وستضع اقدام المقاومة على الطريق وخاصة أن من اهم نتائج هذه المعركة حسم الجدل حول صراع الإيديولوجيات، مشيرا الى أن ما حققته المقاومة الفلسطينية من إنجازات في قطاع غزة، يجب أن يصدر الى الضفة المحتلة باسرع وقت ممكن.

وقال :”كل من يشك للحظة بانتصار المقاومة فلينظر الى الكيان ماذا يقول، والى الإعلام العبري وتصريحات القيادات الإسرائيلية”، مدللاً على انتصار المقاومة بانخفاض شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفقاً لاستطلاع إسرائيلي.

واشاد شلح بانجازات المقاومة قائلا “لكل قوى المقاومة أقول لقد صنعتم المعجزة وأذهلتم العالم وأفقدتم العدو صوابه.. المقاومة قالت للعالم كله إن فلسطين غير قابلة للنسيان والجريمة التي ارتكبت بحقها غير قابلة للغفران”.

وقال “اتخذنا قرارا كمقاومة فلسطينية أن معركتنا فقط مع إسرائيل، نحن بحاجة لوحدة موقف, ولفت الى هناك من يدعم المقاومة وهو معروف في المنطقة، مؤكدا ان هناك قضايا وضعت على طاولة البحث لكن لم نتوصل إلى اتفاق حولها”..

وقال “من اليوم الأول قلنا إننا ذاهبون إلى الانتصار وشركاؤنا في بيروت وقيادة المقاومة أعلنت ان غزة انتصرت”، لافتا ان هذه الحرب شنها كيان يملك جيشا من أقوى الجيوش في العالم على شعب أعزل يعيش في حصار منذ سنوات.

وتوجه شلح بالشكر “لكل من وقف معنا وأخص بالذكر شعوب أميركا اللاتينية, ثم شدد على أن استراتيجية المقاومة قائمة على تثبيت ما تم إنجازه في هذه الجولة، لافتاً إلى ان المقاومة في هذه المعركة أجبرت الإسرائيليين على مغادرة مستوطنات غلاف غزة”.

وبشان معبر رفح قال: “نحن نترك معبر رفح وديعة عند الإخوة في مصر ليتصرفوا بها بما يمليه عليهم دورهم ومكانتهم، الإخوة في مصر قالوا إن معبر رفح شأن فلسطيني مصري”. مضيفا بالقول: “لا مانع لدينا ان تتواجد سلطة الرئيس محمود عباس على معبر رفح”.

وكانت حركة حماس، قد اعلنت رسمياً عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتبرةً أن هذا الاتفاق يمثّل انتصاراً عظيماً للشعب الفلسطيني وللمقاومة.

وقال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، في مؤتمر صحفي عُقد في مدينة غزة مساء امس الثلاثاء ، “انتصرنا حين دمرنا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وحين حاصرنا المجال الجوي الإسرائيلي وقصفنا مدن الاحتلال وأجبرنا الصهاينة على البقاء تحت الأرض والهروب من غلاف غزة”.

وأعلن أبو زهري، عن صدور قرار رسمي من المقاومة الفلسطينية بعودة المستوطنين اليهود إلى مساكنهم في مناطق غلاف غزة، عقب أن كانت قد أجلتهم بفعل صواريخها التي دكّت مستوطناتهم، قائلاً “لقد قلنا من قبل إن المستوطنين لن يعودوا إلى منازلهم إلا بقرار من حماس وليس من نتنياهو، والآن نقول لكم بإمكانكم العودة الآن بقرارنا نحن أيضاً.

وشدّد على أن قيمة الإنجاز الفلسطيني ليس بفتح المعابر وإنما بحقيقة أنه يمهّد الطريق للمرحلة المقبلة لتحرير القدس وأرض فلسطين، مضيفاً “بدأنا بقوة وأنهينا بقوة (…)، والآن بتنا أكثر يقيناً أننا أقرب إلى القدس”.

ونوّه إلى أن اتفاق التهدئة يضمن غالبية المطالب الفلسطينية، قائلاً “لقد حققنا معظم مطالبنا الآنية لكننا بتنا أكثر يقينا بأننا أقرب للتحرر الكامل؛ فالمقاومة التي ضربت المحتل في (ناحال عوز) قادرة في المراحل المقبلة على أن تمضي للقدس”.

وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد اعلنت بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، مؤكدة أن ذلك الاتفاق الذي رعته القاهرة، جاء “حفاظا على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء”.

وأشارت الخارجية المصرية في بيان لها ليل امس الثلاثاء إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يأتي “بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الأعمار والصيد البحري انطلاقا من 6 ميل بحري واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار”.

وأضافت الخارجية في بيانها تقول إنه “في ضوء قبول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما ورد بالدعوة المصرية فقد تحددت الساعة السابعة بتوقيت القاهرة اليوم (أمس) 26 \8\ 2014 لبدء سريان وقف إطلاق النار.

وأكدت القاهرة ما وصفته “التزامها الثابت بدورها الذي تمليه حقائق التاريخ والجغرافيا وبمسؤولياتها الوطنية والعربية والإقليمية وبما ينبثق عن ذلك من العمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني ودعم قيادته والحرص على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة وبما يسهم في ازدهار ورخاء كافة دولها وشعوبها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى