“قذائف الهاون” الحمساوية تُجبر مستوطني “غلاف غزة” على الهرب
غزة – قدس برس- كتب عبد الغني الشامي
لم تكن الدعوة التي وجهتها “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة حماس، للمستوطنين اليهود فيما يعرف باسم “غلاف غزة” بإخلاء منازلهم وعدم العودة إليها مجرد دعوة للاستهلاك الإعلامي إنما كانت دعوة حقيقية عززتها كتائب المقاومة بإمطار هذه المستوطنات بمئات القذائف، مما اجبرهم على إخلاء هذه المستوطنات هربا من جحيم هذه القذائف، وكذلك اضطرار اسرائيل الى إغلاق احدى هذه المستوطنات.
وبدأت الجهات المعنية الاسرائيلية صباح امس الاثنين، وبناء على توجيهات بنيامين نتنياهو بإجلاء 400 عائلة من مستوطنات “غلاف غزة”، الراغبين في ترك بيوتهم والذين تقدموا بطلبات للإجلاء الفوري.
وقالت صحيفة هآرتس إن الحكومة الإسرائيلية ملزمة بنقل كل عائلة تود ترك المناطق الحدودية، والتكفل ماديا بمستلزماتها.
وكانت اسرائيل قد أعلنت أنها قررت إغلاق كيبوتس “نيريم” الواقع شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد تعرضه لإطلاق عشرات الصواريخ، ونقل مستوطنيه إلى مناطق اخرى.
وكان الناطق باسم الكتائب “أبو عبيدة” قال في خطاب له في العشرين من الشهر الجاري: “يُمنع سكان ما يسمى بغلاف غزة والمدن القريبة من العودة إلى بيوتهم، وعلى من يظلّ منهم للضرورة البقاء داخل الملاجئ والمناطق المحصّنة”.
وأضاف: “يظلّ كل ما سبق ساري المفعول حتى اشعار رسمي آخر من القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وعلى الجميع أن يحذروا من تصريحات ووعود قادة العدو غير المسؤولة بهذا الصدد، والتي لا تراعي مصالحهم وأمنهم الشخصي”.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة إخلاء كيبوتس “نيريم” إيذانا ببدء رحيل الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية.
وقال أبو شمالة: “في مثل هذه الأيام من العام 2005 بدأت دولة الاحتلال بتفكيك مستوطناتها داخل قطاع غزة وأخلت كل القطاع بالكامل تحت ضربات المقاومة، واليوم وبعد تسعة أعوام بدأت بإخلاء أول مستوطنة على حدود القطاع، مما يعني تراجعها وانحسارها على حساب تقدم الشعب الفلسطيني وتوسعه”.
وأضاف: “إن نتنياهو الذي خاض هذه الحرب لوقف إطلاق الصواريخ التي تسقط على هذه المستوطنات اليوم يقوم بترحيل هؤلاء المستوطنين ويهرب بهم إلى الشمال”.
وأكد أبو شمالة أن المقاومة الفلسطينية استطاعت ولأول مرة في تاريخ الدولة العبرية إدخال مصطلح “النزوح” إلى القاموس الإسرائيلي، وذلك بعد نزوح مئات العائلات من مستوطنات غلاف قطاع غزة.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تقرأ الوضع السياسي والميداني جيدًا وتقوم بتكثيف ضرباتها لهذه المستوطنات في ظل الانتقادات الكبيرة لنتياهو لعدم توفير الأمان لهذه المستوطنات مما يعرضه لضغوط كبيرة، وذلك في إطار إستراتيجية جديدة للمقاومة لفرض الامر الواقع على الاحتلال في أي جولة من جولات المفاوضات.
ونقل موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي صباح امس الاثنين عن رئيسة حزب “ميرتس” وعضو الكنيست “زهافا جلئون” قولها :”يجب علينا إدراك قيود القوة وحدودها وذلك بعدما جعل نتنياهو حركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية تتيقن جيداً بأنهم يستطيعون إنجاز أهدافهم وتحقيقها عن طريق القوة.
وأكدت أن المقاومة في غزة حققت حلماً كبيراً خلال هذه الحرب والمتمثل بطرد عدد كبير من المستوطنين في مناطق غلاف غزة.
ووجهت رئيس حزب ميرتس انتقادات حادة وشديدة اللهجة ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب تجاهلها لسكان مستوطنات قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحكومة ارتكبت كل خطأ متوقع وممكن.
ووفقاً لموقع “واللا” فإن السلاح الفتاك الذي بيد “حماس” هو قذائف الهاون ، وتكرس جهوداً لإطلاقها على البلدات وعلى القواعد العسكرية القريبة من الشريط، مضيفاً “الجيش يدرك مدى الصعوبة في التعامل مع قذائف الهاون ويبذل جهوداً من أجل التخفيف منها”.
ووصف محلل إسرائيلي على علاقة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية قذائف الهاون التي تطلق من قطاع غزة بأنها الأكثر فتكا،لأنها غير قابلة للرصد قبل الإطلاق وغير قابلة للاعتراض، مؤكدا أنهاكانتالسبب بتشديد القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية.
وقال المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية “أليكس فيشمان”، منذ يوم أمس حدد الجيش لنفسه هدفاً جديداً وهو إبعاد قذائف الهاون عن البلدات المحيطة بقطاع غزة، ويتساءل: لماذا الآن، كان واضحاً منذ بداية الحرب أن السلاح الفتاك ليس الصواريخ بل قذائف الهاون التي لا تتوفر لها وسيلة إنذار مسبق.
ويضيف فيشمان “ان 20 جندياً من بين الـ64 الذين قتلوا بقذائف هاون داخل الخط الأخضر، قذائف الهاون كانت ولا تزال نقطة الضعف في الدفاع عن الخط الأمامي الذي يشمل عشرات المستوطنات، في معظم الحالات انتهى الأمر بمعجزة ولم تقع إصابات”.
وقد صعدت قوات الاحتلال في اليومين الأخيرين من قصف المناطق التي تشتبه بأنه أطلق منها قذائف، وتهدف بذلك إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية وتأليب الشارع ضدها.
ومن جهتها كشفت “كتائب القسام” أنها قصفت منذ بدء الحرب على غزة قبل خمسين يوما المستوطنات في غلاف غزة بحوالي ثلاثة آلاف قذيفة هاون وصاروخ 107، روسي الصنع وهي صواريخ قوسية ذكية، تضرب أهدافها بدقة عن بعد 12 كيلو مترا.
ومن جهتها نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن عضو الكنيست عن حزب العمل “نحمان يشاي” قوله “إن سكان غلاف قطاع غزة في ضائقة كبيرة”.
وأضاف: الحكومة الإسرائيلية تتخبط في كيفية التعامل مع معضلتهم”.
ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2133 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.