قطر تصر على اللعب بالنار داخل مجلس التعاون الخليجي

استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر أن تعمد قطر لتغيير مواقفها السياسية تحت ضغط أي دولة خليجية.

وقال تعقيباَ على الاجتماع الوزاري العربي في جدة اليوم: “ان دول مجلس التعاون الخليجي تمر بأسوأ مراحله السياسية والأمنية، فهي مهددة من خارجه كثيرا، فاليمن ليست مستقرة وهناك زحف نحو العاصمة صنعاء من جماعة الحوثي، والوزارات السيادية هناك مطوقة وكل هذا يصب في خانة عدم الاستقرار من حول دول المجلس، وكذلك الشأن في العراق وسورية ومصر وإسرائيل، لأجل ذلك أعتقد أن اهتمامات دول المجلس ستنصب في اتجاه هذه القضايا الكبرى ولن تنصرف إلى القضايا الهامشية الجانبية”.

وأضاف: “أعتقد أننا نعيش على أعتاب حرب عالمية جديدة، فأمريكا تتصالح مع إيران على الرغم من أن هذه الأخيرة رفضت دخول خبراء السلاح النووي إلى مراكز تصنيعها، وها أن الأمريكيين يدغدغون مشاعر الأسد، وبالتالي نحن أمام عقل خليجي لا بد أن يأخذ كل هذه التطورات بالحسبان”.

وعما إذا كان من الوارد أن تتجاوب قطر مع الدعوات لتغيير مواقفها من القضايا السياسية الكبرى وعلى رأسها الموقف من الحكم المصري، قال المسفر: “أنا أعتقد أنه فيما يتصل بالمواقف السيادية فإن قطر لن تغير مواقفها أبدا، ولن تسمح القيادة السياسية القطرية وكذلك أصحاب الرأي بأن يتم تغيير المواقف السيادية، لأن تغيير هذه المواقف يعني الاستسلام للضغوط الخارجية، وقد رفضت قطر ذلك طيلة العقد الماضي، حين رفضت الضغوط الأمريكية فيما يتعلق بقناة “الجزيرة”.

وأضاف: “أي حوار في محاولة الضغط على أي دولة خليجية بأن تكون تابعة لأي طرف آخر لن يُقبل وهو مضيعة للوقت والجهد، ولذلك علينا أن نشد أزر بعضنا البعض لمواجهة المخاطر التي تحيط بالخليج من إيران والهند والعراق وإسرائيل على حدودنا في البحر الأحمر، نحن في حاجة إلى ذلك ولسنا في حاجة إلى الضغوط من أجل سحب جنسية هذا أو ذاك أو طرد طرف من هنا أو هناك”.

وأعرب المسفر عن أمله في أن تلعب القيادة السعودية دورا لتعديل توجهات دول مجلس التعاون، وقال: “ان القيادة السعودية قادرة على إقناع الإمارات والبحرين بأنه ليس من الحكمة في هذا الوقت مخاصمة قطر أو اخضاعها لتغيير سياساتها، فهذا شأن سيادي داخلي يخص كل دولة خليجية طالما أنه لا يضر بأمن بقية الدول”.

ويبدو أن الدكتور المسفر متفائل باكثر مما يلزم, ذلك لان خلاف معظم الدول الخليجية مع قطر يتجه نحو التعقيد، في ظل تعنت الدوحة، وتمسكها بموقفها الرافض للتوقيع على محضر اللجنة الفنية لتنفيذ “اتفاق الرياض”؛ لتحفظها على بعض البنود التي قالت انها تتعارض مع “الاستراتيجية السياسية القطرية”، مبينة أن هذا الملف يتجه نحو مزيد من التعقيد..

يأتي ذلك، فيما انتهت اللجنة الفنية المشتركة لتنفيذ “اتفاق الرياض” من إعداد محضرها النهائي، ورفعه إلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي؛ تمهيدا لطرحه على طاولة النقاش في الاجتماع العادي الثالث هذا العام، الذي سيتم في جدة يوم السبت المقبل..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى