مفتي السعودية وعلماؤها يتسابقون لاسترضاء اسرائيل واستنكار التعاطف العربي مع ابناء غزة

قال مفتي عام السعودية ورئيس ”هيئة كبار العلماء” عبد العزيز آل الشيخ :”إن المظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة مجرد أعمال غوغائية لا خير فيها ولا رجاء منها.

وأضاف آل الشيخ في تصريحات نقلتها” صحيفة عكاظ ”أن الغوغائية لا تنفع بشيء إنما هي ترّهات” ، معتبرا أن بذل المال والمساعدات هي التي تنفع”، في إشارة منه إلى ”المساعدات” التي اكتفى ملك السعودية بتقديمها لأهل غزة بعد صمت استمر 25 يوما منذ بدء العدوان الجوي والبري والبحري” الصهيوني ” في شهر رمضان المبارك على أهالي قطاع غزة والذي ما زال مستمرا.
وهذا ثاني تصريح لرجل دين سعودي يفتي فيه بتحريم التظاهرات لنصرة الفلسطينيين بعد تصريح رئيس مجلس القضاء الاعلى الشيخ صالح اللحيدان الاسبوع الماضي وصف فيه ايضا التظاهرات بانها ‘استنكار غوغائي’، معتبرا انها من ‘باب الفساد في الارض حيث تشهد اعمال فوضى وتخريب’.
وقال اللحيدان :’حتى اذا لم تشهد المظاهرات اعمالا تخريبية فهي تصد الناس عن ذكر الله وربما اضطروا الى ان يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه’، وحث فقط على ‘الدعاء للفلسطينيين بظهر الغيب’.
اما الداعية السعودي البارز صالح الفوزان، فقد اثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حرم لعن ”إسرائيل” لأنها تعني اسم نبي الله يعقوب؟!.
وقال الفوزان، وهو عضو هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة دينية في المملكة، إنه لا يجوز لعن ”إسرائيل”، لأن ”إسرائيل” هو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام.
وأضاف في تسجيل صوتي منسوب إليه، أن بعض الناس يقولون ”اللهم العن إسرائيل”، وهذا في معناه أن تنزل اللعنة على يعقوب عليه السلام (حسب زعمه)، مشيراً إلى ضرورة أن ينتبه المسلم لذلك، وأن يقول ”لعن الله اليهود”، أو ”لعنة الله على اليهود”، بدلاً من سب ”إسرائيل”.
وأثار كلام الفوزان جدلاً واسعاً على موقع ”تويتر”، واسع الانتشار في السعودية، وسط انقسام واضح بين مؤيد ومعارض للفتوى التي صدرت بالتزامن مع حرب شرسة تشنها ”إسرائيل” على قطاع غزة منذ نحو شهر تقريباً، وتسببت باستشهاد نحو ألفي شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأطلق مدونون على موقع ”تويتر” هاشتاقاً بعنوان ”الفوزان لا تلعنوا إسرائيل” بعد ساعات من انتشار فتوى الفوزان، ليصبح واحداً من أكثر الهاشتاقات تداولاً في السعودية.
وقال المدون خالد المهاوش في تغريدة رافضة لكلام الفوزان ”اللهم عليك بإسرائيل، اللهم زلزلزهم، اللهم عليك بيهود، إنما الأعمال بالنيات”.
وكثير من التغريدات الرافضة لفتوى الفوزان تتبنى الرأي نفسه للمغرد المهاوش، ويقول أصحابها إن لعن ”إسرائيل” يقصد به ”إسرائيل” كدولة وليس النبي يعقوب.
وكان الحديث قد تواتر مؤخراً عن تمويل إماراتي سعودي للعملية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، بغرض القضاء على حركة حماس، حيث خرج ”مجتهد” الشهير بتسريبه معلومات عن الأسرة الحاكمة في السعودية على موقع ”تويتر” بتغريدات يتحدث فيها عن أن الرياض وأبو ظبي تتكفّلان بتكاليف الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
وقال مجتهد ”إضافة إلى التكفل بتكاليف الهجوم البري، السعودية والإمارات تتعهدان لنتنياهو بفتح السفارات في عواصمهما، إذا أكمل اجتياح غزة وأنهى وجود حماس”.
وكانت صحيفة ”هافنغتون بوست” الأميركية قد كشفت، في مقال للكاتب ديفيد هيرست، أن العدوان الإسرائيلي على غزة ”جاء بمباركة دولية وإقليمية من دول على رأسها الإمارات ومصر والولايات المتحدة وأخيراً السعودية”.
وتسعى السعودية إلى إلحاق ضربة كبيرة بالمقاومة في غزة تجبرها على الاستسلام والقبول بشروط التسوية ووقف إطلاق النار، والسلام مستقبلاً، من باب مبادرة السلام العربية.
وتؤكد المعلومات المسربة من داخل كواليس الحكم السعودي أن مسؤولين من الموساد الاسرائيلي والاستخبارات السعودية يجتمعون بصفة دورية منتظمة ويتشاورون سويا حول مسائل كثيرة.
ويلفت ساسة في إسرائيل إلى أن مسؤولي الدفاع الحاليين والسابقين لا يخفون ذلك، وأن التفويض الملكي بالحرب على غزة ليس سوى سر معلن في تل أبيب.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز قد فاجأ مقدم برامج على القناة العاشرة الإسرائيلية بقوله إن السعودية والإمارات لهما دور في مسعى نزع سلاح حماس.
وبسؤاله عن معنى ما يقول، أضاف أن أموال السعودية والإمارات المخصصة لإعادة بناء غزة ستستخدم فقط بعد نزع أنياب حماس.
كذلك وصف مسؤول الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد التعاون الأمني بين إسرائيل من ناحية ودول خليجية من ناحية أخرى بـ”الفريد من نوعه”، وقال في إحدى المقابلات الصحافية ”كل شيء تحت الأرض ولا يوجد شيء معلن، هذه هي الفترة الأفضل في العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب”.
ويشار في هذا الصدد الى ”رسالة السلام” التي وجهها رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، الى العدو الاسرائيلي والتي نشرتها صحيفة ”هآرتس” ، في أطار تغطيتها لفعاليات ”مؤتمر إسرائيل للسلام”، حيث عبّر فيها الامير السعودي عن اليد الممدودة للتسوية مع تل أبيب، وشوقه إلى دعوة الإسرائيليين لزيارة منزله في الرياض.
الامير الفيصل قال: إن اليد ما زالت ممدودة للسلام مع إسرائيل، بناءً على مبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله يوم كان ولياً للعهد، وتبنّتها الجامعة العربية عام 2002، مشيراً إلى أنها صيغة عادلة وشاملة للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ لا يوجد حلّ عسكري قادر على منح دول المنطقة السلام والأمن اللذين تطمح إليهما، معرباً عن أسفه لأن ”أياً من الحكومات الإسرائيلية لم تتجاوب مع مبادرة السلام العربية، التي ما زلنا حتى الآن مصرّون عليها ومتمسكون بها، وما زالت على الطاولة أقوى مما كانت عليه”.
وقال ايضاً: تعالوا نحلم للحظة.. تخيلوا أن أستطيع أن أركب الطائرة من الرياض وأطير مباشرة إلى القدس، وأركب من هناك سيارة أجرة لأزور قبة الصخرة، ومن ثم أزور قبر إبراهيم في الخليل. ثم أعود إلى بيت لحم لأزور كنيسة المهد، وبعدها إلى متحف المحرقة اليهودية، تماماً كما قمت سابقاً بزيارة متحف الكارثة في واشنطن، عندما كنت سفيراً هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى