خالد مشعل يشترط نزع سلاح اسرائيل مقابل تخلي المقاومة عن سلاحها

شدّد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على رفض المقاومة الفلسطينية لأي اتفاق تهدئة مع العدو الصهيوني قبل رفع حصاره المفروض على قطاع غزة منذ ثماني سنوات متواصلة.

وقال مشعل خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية مساء يوم امس الأربعاء: “نطالب برفع الحصار أولاً قبل أي اتفاق تهدئة ونحن لن نقبل بأي مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا ولا تليق بطموحاته وتضحياته”.

وذكر مشعل، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد اتصل بنظيريه التركي والقطري طالباً وساطة بلادهما لدى “حماس” للموافقة على التهدئة، حيث دعا الحركة إلى وقف إطلاق النار أولاً ومن ثم التفاوض مع الجانب الإسرائيلي على مطالب المقاومة, وهو ما رفضته “حماس”، قائلاً “الأمريكان طلبوا منا وقف إطلاق النار وقالوا لنا سنعطيكم ضمانات للتفاوض على مطالبكم مع إسرائيل عقب ذلك، إلا أننا رفضنا هذا بالأمس واليوم وسنرفضه غداً، مصرّين على أن ينتهي الحصار قبل انتهاء هذه الحرب”.

وحول الدعوات التي أثارتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً والمتمثلة بنزح سلاح المقاومة الفلسطينية، قال مشعل “هناك شرطان لنزع سلاح المقاومة؛ أولهما إنهاء الاحتلال والاستيطان وثانيهما نزع سلاح إسرائيل”، مضيفاً مخاطباً قادة الاحتلال “لا تتعبوا أنفسكم لن ينزع سلاح المقاومة أبداً، لذا أخرجوا نخبة ألويتكم إلى الميدان فإن أبطال غزة لهم بالمرصاد”.

وهدّد مشعل، الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من الخسائر والضربات رداً على عمليته العسكرية في غزة، واصفاً ما حدث في مطار “بن غوريون” الإسرائيلي الدولي من إلغاء لكافة الرحلات الجوية وما يترتّب على ذلك من خسائر اقتصادية كبيرة، بأنه “حصار جوي”.

وقال مخاطباً حكومة الاحتلال “هل تريدون حصاراً مقابل حصار؟ إن كان كذلك فنحن جاهزون، لم نكن قادرين على حصاركم في السابق لكننا الآن نستطيع فعل الكثير”.

وأشاد رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” بالمقاومة الفلسطينية التي حقّقت إنجازات كبيرة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، قائلاً “المقاومة لم تكن نائمة ولم تكن تمارس تجارة الأنفاق بل كانت تمارس إبداع الانفاق لهذا اليوم”.

وراى مشعل، أن الانتصارات النوعية التي حققتها المقاومة الفلسطينية في غزة كفيلة بتقليص المسافة التي تحول بين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، معتبراً ان المقاومة تدافع عن كرامة الأمة وعن عزة الشعب الفلسطيني وآمال اللاجئين في الشتات.

وانتقد خالد مشعل، موقف المجتمع الدولي من الحرب الإسرائيلية على غزة التي أودت حتى الآن بحياة ما يزيد عن ستمائة مواطن فلسطيني وأصابت مئات آخرين، موجهاً حديثه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالقول “رغم انتصاراتنا فنحن الضحية وليست إسرائيل، لكن سَهُل عليكم عجزاً ونفاقا أن تتبنوا الرواية الإسرائيلية للأحداث”.

وأفاد بأن معظم الشهداء في غزة هم من الأطفال والنساء والشيوخ، مضيفاً “نتنياهو العاجز الفاشل ينتقم من المدنيين، لا يستطيع الوصول إلى المقاومين فيستهدف المدنيين العزّل، ونحن من هنا ندعوه ووزير حربه موشيه يعالون إلى إرسال أفضل نخبهم العسكرية إلى غزة التي ستكون لهم بالمرصاد”.

وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقدرة تحمله للويلات التي حلّت به، مشدّداً على أن حركته لن تخذّل أهل غزة الذين طالبوها بألا ترضى بأقل من كسر الحصار.

وقال “لن نخذل أهل غزة (…) إن كنتم تموتون صموداً فأنا وإخواني في حماس لن نخذلكم ومستعدون للشهادة في سبيل ذلك، أنتم أمنتمونا وطالبتمونا بكسر الحصار ونحن لا نخون الأمانة”.

ودعا مشعل، السلطة الفلسطينية في رام الله إلى الانسحاب من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً “نريد أن نصطف في صف واحد .. نريد ان نطوي صفحتي المفاوضات والتنسيق الأمن”.

وأهاب رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” بأهالي الضفة الغربية المحتلة أن يهبّوا لنصرة قطاع غزة، قائلاً “يا أهل الضفة غزة إنتصرت لكم فأنتصروا لها لتعود المقاومة تسري في روح أهل الضفة وتنتصر لنفسها وللقطاع دون عودة إلى الوراء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى