ملتقى الوفاء لفلسطين في بيروت يستشرف بوادر انتفاضة شعبية فلسطينية قادمة
بيروت- وكالات
اعلن ملتقى الوفاء لفلسطين الذي انعقد في دار الندوة ببيروت قبل يومين، بحضور 90 شخصية لبنانية وفلسطينية وعربية من ممثلي فصائل المقاومة وأحزاب وقوى وهيئات لبنانية وفلسطينية، ان ما تشهده ساحات فلسطين وميادينها من هبات شعبية ومقاومة باسلة، يؤشر على بزوغ فجر جديد للقضية العادلة، وللشعب المجاهد، وللأمة المكافحة ضد كل أشكال الظلم والعدوان.
ودعا المشاركون بهذا الملتقى, في بيان صادر عنهم, إلى أوسع تحرك شعبي عربي يعزز من انتفاضة الشعب الفلسطيني ومواجهته البطولية للاحتلال الصهيوني ويخرج أقطار الأمة من أجواء الاحتراب الأهلي والتحريض الطائفي والمذهبي والعرقي, لصالح الإجماع على أولوية الصراع مع العدو الصهيوني وداعميه وشركائه.
ورأى المشاركون في الملتقى إن بوادر انتفاضة شعبية ثالثة تلوح في أفق فلسطين كلها، من القدس حيث انطلقت الشرارة الأولى بعد جريمة حرق الفتى الشهيد محمد أبو خضير إلى عموم الضفة الغربية المحتلة, وصولاً إلى المناطق المغتصبة عام 1948 وقطاع غزة حيث يتجدد العدوان الصهيوني عليها متلازماً مع جرائم الاحتلال الصهيوني في عموم فلسطين.
وشدّد المشاركون على أهمية التلاقي بين الانتفاضة الشعبية والمواجهة العسكرية، بما يعزز من مفاعيل الانتفاضة والمقاومة في آن على طريق تحرير الأرض وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وعودة فلسطين إلى أهلها.
واعتبر الملتقى أن تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على برنامج الانتفاضة والمقاومة هو الحد الأدنى المطلوب من القيادات الفلسطينية، كما إن مغادرة سياسات الرهان على المفاوضات والتنسيق الأمني هي السياسة الوطنية المطلوبة من السلطة الفلسطينية الراهنة..
ودعا المشاركون في الملتقى قيادة منظمة التحرير إلى ممارسة المسؤولية والصلاحيات التي وفرها لها حصولها على مقعد عضو مراقب في الأمم المتحدة، وفي مقدمها ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وعدم الرضوخ لأي ضغوط أمريكية وغير أمريكية ، كما أنها مدعوة أيضا إلى انجاز خطوات بما يحقق الوحدة الوطنية شرط كل انتصار.
وتوجه المشاركون إلى القوى الشعبية في الأمة، على اختلاف مشاربها وانتماءاتها، إلى تجاوز كل صراع جانبي أو ثانوي من اجل مواجهة التناقض المصيري والوجودي الذي تواجهه الأمة في فلسطين انطلاقاً من أن هزيمة المشروع الصهيوني في مركز انطلاقه الرئيسي يفتح الباب واسعاً امام هزيمة تداعياته المتواصلة على امتداد الأمة من احتراب واقتتال ومشاريع تقسيم وسياسات التبعية وممارسات الاستبداد والفساد.
كما دعا المشاركون في الملتقى القوى الحيّة في الأمة إلى ممارسة أوسع الضغوط على الدوائر الحاكمة في بلادنا لكي تتخذ المواقف المناسبة والمتلاءمة مع مستوى الصراع الدائر داخل فلسطين، كل فلسطين.
وفي هذا الصدد أكد المشاركون في الملتقى على أهمية أن تضطلع مصر بكامل دورها ومسؤولياتها الوطنية والقومية والإسلامية والأخلاقية من اجل وقف العدوان على قطاع غزة، ودعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المباركة، خصوصاً عبر فتح معبر رفح وإعادة بناء الجسور مع قطاع غزة الذي يشكل دائماً احد مصادر صون الأمن القومي لمصر والأمة العربية.
كما شدد المشاركون على أهمية انخراط كل مكونات الأمة وتياراتها في مصالحة تاريخية، لا سيما في الساحات الساخنة، تتجاوز كل أسباب الصراع الدائرة وخلفياتها، وتقود إلى مراجعة عميقة لمجمل التجارب والسياسات المسؤولة عن حال التردي والتشظي الذي تعيشه امتنا، وتساند قوى المقاومة والمواجهة على مستوى الأمة والإقليم والتي شكلت وما تزال رأس حربة في مواجهة المشروع الصهيو – استعماري وساهمت في تغيير المعادلات اقليميا ودوليا.