المحامي حسين مجلي يهنئ الرئيس الاسد باعادة انتخابه رئيسا للجمهورية السورية

بعث المحامي حسين مجلي، وزير العدل ونقيب المحامين الاسبق رسالة تهنئة للرئيس بشار الاسد بمناسبة اعادة انتخابه، اكد فيها ان وحدة بلاد الشام هي وحدها التي تصلح جسراً لوحدة الامة العربية، وان وحدة الاقليم الشامي الواحد هي وحدها التي تصلح جداراً صلباً وقاعدة انطلاق لتأسيس دولة الامة وبناء نظام عالمي جديد بديل للنظام العالمي المتوحش الذي يحكم العالم بمنظومة عالمية وبوسائل عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية واعلامية وغيرها.

وقال المحامي مجلي الذي يترأس المنتدى العربي حالياً، ان المقاومة المسلحة، وهي اعظم سلاح استراتيجي بيد العرب الآن، من الواجب ان تنتقل لتصبح مقاومة الامة كلها، وفي كامل الوطن العربي، مع الادراك ان المحتل الامريكي الصهيوني لا يعتمد على القاعدة العنصرية الصهيونية فقط، وانما يعتمد في الوقت ذاته على مراكز وقواعد عديدة، تغطي مساحة الوطن العربي كله.
وفيما يلي نص الرسالة :
سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية – دمشق
تحية العروبة وبعد،،،،
1- تأتي رسالتي إليكم سيادة الرئيس لتقديم واجب التهنئة بمناسبة إعادة اختياركم رئيسا للجمهورية العربية السورية وقائداً للمشروع القومي العربي، وقائداً للمقاومة العربية في الوطن العربي، وقائدا لجبهة عالمية تشكل سورية الجبهة الأمامية فيها تتكون من كتل شعبية ورسمية عربية وعالمية كبرى تقوده سيادتكم في مواجهة جبهة عالمية أخرى تقودها الولايات المتحدة وإسرائيلها، هي جبهة الهيمنة والأمركة والاستسلام والتهويد وتشكل دولة الإرهاب والاغتصاب الصهيونية، الجبهة الأمامية فيها.
2- وتأتي رسالتي إليكم يا سيادة الرئيس في هذه الأيام التي لا يزال الصراع يشتد فيها على مستقبل الوطن العربي وعلى سورية على الأخص بأن يكون مستقبلا عربيا أم مستقبلا عبريا؟ والكثير من العرب مؤمنون انه من قلب المحن والمآسي تولد الآمال والأحلام والخطط العظيمة، ويتساءلون هل يمكن أن تكون إعادة الانتخاب فرصة تاريخية للمراجعة من أجل الخروج بالدروس المستفادة مما جرى في سورية والوطن العربي؟ ثم يتساءلون كيف ننطلق باتجاه مستقبل عربي مختلف تماما عما نحن فيه؟ وكيف يتم بناء تحرك وحدوي عربي للخروج من المحن العربية الراهنة؟
3- الحقيقة الكبرى التي يجب أن تكون حاضرة في وعي الشعب العربي وفي العقل العربي حتى لا يتوه الشعب العربي عن طريقه هي : أن العرب أمة واحدة ذات قومية واحدة، وأن تحقيق دولة العرب الواحدة، التي تتطابق فيها حدود الدولة مع حدود الأمة ، إنما هو في الحقيقة والنتيجة ”ثورة كبرى” ذات نتائج ”تاريخية كبرى” على الصعيدين العربي والعالمي ، وأن وحدة الأمة العربية تؤسس دولة عظمى في العالم ، وأن وحدة الأمة العربية تعيد الأمة العربية عملاقا بين العمالقة، وانها هي البديل العربي في مواجهة البديل الصهيوني الأمريكي، وأن هذه الوحدة تستند لأقدم حضارات وجدت على وجه الأرض، وأطول الحضارات عمرا على وجه الأرض ، وأن دولة العرب الواحدة هي وحدها ربيع العرب الذي كان، وربيع العرب العربي الذي سيكون .
4- إن فكرة الوحدة في الوطن العربي وللوطن العربي مرادفة لفكرة الحياة، وأن مسألة الوحدة مسألة حياة أو موت وأنه لا معنى للسياسة في الوطن العربي بالنسبة للعرب جميعا إن لم تكن الوحدة العربية مضمونها ومحتواها. وإن الذين حرمونا دولة العرب الواحدة حرمونا الحياة، ولذلك فانه لا فضل لعربي على عربي إلا بمقدار سعيه للوحدة، ولعله من المفيد أن نذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين والعاملين لدولة العرب الواحدة، ولا تنفع الكافرين بالعروبة، وأن نذكر أنه عندما كان للعرب دولة العرب الواحدة ،كانت هذه الدولة دولة الدنيا الأولى، وحضارة الدنيا الأولى ،ولغة الدنيا الأولى طيلة زمن دولة بني أمية وصدر دولة بني العباس. ولعله من المطلوب أن نؤكد أنه يرتبط بالوحدة حل هموم الأمة العربية كلها، يرتبط فيها حل مشكلة الخبز وتحرير القدس، وفيها حماية المواطن على أرضه وفي مواجهة عدوه، وترتبط الوحدة بحق المسكن الآمن والمعاش الكافي، وفيها لا يوجد فقير يضنيه الفقر أو غني يبطره الغنى، ويرتبط بالوحدة حل هموم الأسرة العربية وبناء سعادة المواطن العربي وهما نواة الأمة العربية الأولى، وفيها ترتبط الوحدة بالديموقراطية والتحرير والعدل الاجتماعي واسترداد أجزاء الوطن السليبة، وبدون الوحدة نجد عشرات الملايين الذين يموتون من الجوع بينما ديدان الأرض لا تموت من الجوع،وبدون الوحدة تجد عشرات الملايين من الأميين والمرضى والجوعى والعرايا واللاجئين.
بالوحدة نواجه العدوان ونصفي الاحتلال، ولا مشكلة طاقة وبترول للمواطن العربي ولا للأسرة العربية، وعلى هذا الأساس ندعو إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية على مستوى الأمة العربية على أساس وحدوي. وبخلاف ما تقدم يبقى النضال العربي معكوسا ويسير على الطريق الخطأ، فما فائدة الركض على الطريق الخطأ؟ فالركض والسير على الطريق الخطأ يؤديان إلى الضياع والتيه والى الهوان العربي والى مسلسل اللامعقول العربي الذي نعيشه اليوم.
5- وعلى أساس ما تقدم أتمنى أن تمارس الحركة القومية عملية تصحيح ذاتي أو نقد ذاتي من أجل ميلاد جديد يجيب على السؤال: كيف نحدد خط البداية للخروج من المأزق العربي الراهن والمحنة العربية الراهنة والمستنقع العربي الراهن والكوارث العربية الراهنة؟ وما الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من عجز ومن قبول للاحتلال وتثبيته على أرض وطننا المغتصب بإقامة بناء المشروع الصهيوني على أنقاض المشروع القومي، وتصفية القضية العربية كلها من خلال تصفية القضية الفلسطينية؟
بإيجاز شديد، يتلخص الجواب في جملة واحدة أو قضية واحدة، لقد أوصلنا النظام العربي القائم على التجزئة وعلى بدائل الوحدة إلى الهوان العربي، والى مسلسل اللامعقول العربي الذي نعيشه اليوم.
6- إن حماية الأمن القومي الجماعي لكل الأمة العربية والفردي لكل مواطن عربي لا يتأتيان إلا بتعبير إرادة الدولة عن إرادة الأمة،وذلك لا يتأتى إلا بتطابق حدود الدولة مع حدود الأمة، والخطوة الأولى لعملية الوحدة تبدأ بوحدة الإقليم الشامي، والخطوة الثانية تبدأ بتوحيد مصر والإقليم الشامي لإقامة قلب الوطن العربي الموحد على طريق الوصول لدولة العرب الواحدة.
7- علينا إن نفرز قوى الصراع في الوطن العربي بين الأمة وأعدائها، بحيث يتضح دون خفاء من يقف مع هدف الوحدة والتحرير ومن يقف مع أعدائهما، وذلك لتحديد قوى الهدف الواحد وفي هذا الإطار علينا تحديد أسباب نشوء ”إسرائيل”، وبأن قيامها وتوسعها واستمرارها انبنى وتلازم مع تمزيق الإقليم الواحد لبلاد الشام أولا والذي يشكل خط البداية للمواجهة الأولى للصهاينة وداعميهم.
8- لقد كان قيام دولة الصهاينة نتيجة خطة ولم يكن نتيجة صدفة، وقامت دولة الصهاينة على أساس خطة تمزيق بلاد الشام أو تمزيق سوريا الكاملة أو تمزيق الإقليم الشامي الواحد من الأمة العربية الواحدة، هذا وحده الذي أقام ”إسرائيل”، وهذا وحده الذي حمى ويحمي وجود ”إسرائيل” وتوسعها، وهذا وحده الذي جعل بلاد الشام والوطن العربي كالعهن المنفوش في مواجهة دولة الإرهاب والاغتصاب.
أن تمزيق بلاد الشام انبنى عليه وتلازم معه قيام دولة الإرهاب والاغتصاب، كما انبنى على وتلازم مع انفصال الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، توسع دولة الصهاينة عام 1967، فدبابات الانفصال عام1961 هي التي فتحت الطريق لدبابات الاحتلال عام 1967 واتفاقيات كامب ديفيد بعد ذلك.
9- بمعنى آخر إن تمزيق وحدة بلاد الشام وتداعياته وانفصال الجمهورية العربية المتحدة وتداعياته هما أم البلايا التي تعاني منهما الأمة العربية. وإن ضرورة الوعي على ذلك هو بيقيني نقطة البداية ونقطة الانطلاق لاستعادة العرب لمنعتهم وتقدمهم.
إن وحدة بلاد الشام هي وحدها التي تصلح جسرا لوحدة الأمة العربية، وان وحدة الإقليم الشامي الواحد هي وحدها التي تصلح جدارا صلبا وقاعدة انطلاق لتصفية ”إسرائيل” وقاعدة انطلاق لتأسيس دولة الأمة وبناء نظام عالمي جديد بديل للنظام العالمي المتوحش الذي يحكم العالم بمنظومة عالمية وبوسائل عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وغيرها.
وفي هذا الإطار فان المقاومة المسلحة، وهي أعظم سلاح استراتيجي الآن بيد العرب، من الواجب إن تنتقل لتصبح مقاومة الأمة كلها وفي كامل الوطن العربي مع الإدراك إن المحتل الأمريكي الصهيوني لا يعتمد على القاعدة العنصرية الصهيونية فقط، وإنما يعتمد في الوقت ذاته على مراكز وقواعد عديدة تغطي مساحة الوطن العربي كله.
10- ومن المهم الوعي على أن هزيمة الأعداء ترتبط دائما ارتباطا عضويا أو جدليا بعملية الوحدة والتغيير والتحرير، وانه لا يمكن أن تبدأ مهمة التحرير على خلفية التجزئة القطرية.
وهنا من الضروري أن نبرز ما هو بارز أصلا ونؤكد ما هو مؤكد أصلاً من أن احدى الوظائف الاستراتيجية الأولى هي الفصل بين مصر والإقليم الشامي الواحد وبين الجناح الأسيوي والجناح الأفريقي في الوطن العربي، وهنا نرى ضرورة التأكيد والتذكير أن حطين ثم فتح القدس تم التوصل إليهما تماما بعد أن تمت الوحدة بين الإقليم الشامي الواحد ومصر.
لقد تم توحيد الإقليم الشامي أولا ثم توحيد مصر والشام وبخلاف ذلك نبقى أمام نضال معكوس وبلا تحرير، وهنا نعيد التأكيد لآلاف المرات، ولا نمل من ذلك، على التلازم بين الاحتلال وتمزيق بلاد الشام وما نتج عن ذلك من تداعيات، والتلازم بين انفصال الجمهورية العربية المتحدة وكارثة 1967 وكوارث كامب ديفيد وأخواتها أو مواليدها.
إن استعادة وحدة الإقليم الشامي أو ضرورة استعادة وحدة الجمهورية العربية المتحدة هما ميدان الجهاد الأكبر في الوطن العربي على طريق استعادة دولة العرب الواحدة.
وأخيرا،،،،
إننا مطالبون يا سيادة الرئيس القائد بطي أحزان ومآسي وتداعيات تمزيق وحدة الإقليم الشامي – وحدة سوريا الكاملة – وطي أحزان ومآسي تداعيات هذا التمزيق لا يتحقق إلا باستعادة وحدة الإقليم الشامي واستعادة وحدة سوريا الكاملة.
كما أننا مطالبون بطي أحزان ومآسي انفصال الجمهورية العربية المتحدة وتداعياته باستعادة وحدة الجمهورية العربية المتحدة وبذلك يلد الربيع العربي بديلا للربيع العبري يا سيادة الرئيس.
عاشت الأمة العربية الواحدة، وعاشت سوريا الكاملة، وعاش الجيش العربي السوري وعاشت المقاومة العربية رافعة أعلامها متحدية أعداءها ومخططاتهم التي تستهدف ابتلاع الوطن العربي والأمة العربية وتهويدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى