لعنة الصلح مع العدو الاسرائيلي تلحق بدولة الامارات

اعلنت مصادر إعلامية اسرائيلية قرب افتتاح “ممثلية دبلوماسية” اسرائيلية خلال الأسابيع القريبة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن دوري غولد،  المدير العام لوزارة خارجية اسرائيل، قد ناقش هذا الموضوع خلال زيارة “سرية” قام بها الى ابو ظبي.

وقال صحيفة “هآرتس” ، امس الجمعة ، إن دوري غولد، قد اتفق على فتح الممثلية الإسرائيلية في دولة الإمارات, لدى زيارته أبو ظبي للمشاركة في  اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” ” التابعة للأمم المتحدة.

وذكرت الصحيفة أن “غولد” قد اقام في أبو ظبي ثلاثة أيام، التقى خلالها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، عدنان أمين، وناقش معه فتح الممثلية الإسرائيلية.

ورجحت “هآرتس” أن يتم افتتاح الممثلية الإسرائيلية في أبو ظبي بشكل رسمي “بوقت قريب” عقب وصول رئيس الممثلية، رامي حتان، للعاصمة الإماراتية.

وقال مسؤول إسرائيلي في حديثه لـ “هآرتس”، إن عضوية دولة الاحتلال في “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” تجعل منها “الدولة الوحيدة التي سيكون لديها ممثلية دبلوماسية في أبو ظبي من خلال العضوية، الأمر الذي يتيح لها أن تتواجد بشكل رسمي ومكشوف في الإمارات”.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، تضم حالياً 149 دولة إلى جانب 29 دولة يجري النظر في انضمامها، لكنّ أياً من هذه الدول لا تمتلك ممثلية منفردة معتمدة لدى IRENA. إذ يمثّل هذه الدول إمّا السفارة أو ممثلون صغار عنها في مقر هذه الوكالة الدولية الجديدة. فقط إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أنشأت ممثلية لها هناك.

وتظهر المعلومات الإسرائيلية أنَّ المفاوضات على افتتاح هذه الممثلية كانت قد تواصلت سراً بين إسرائيل والإمارات على مدى سنوات عدة. وفكرة إنشاء ممثلية إسرائيلية في أبو ظبي هي ما دفعت إسرائيل، وفق «هآرتس»، بشكل استثنائي في كانون الثاني العام 2009 عند إنشاء IRENA، إلى تأييد اتّخاذ أبو ظبي مقراً لها. وقال مسؤول إسرائيلي إنَّ أحد شروط إسرائيل لتأييد اتخاذ أبو ظبي مقراً لهذه الوكالة الدولية، كان عدم تقييد المشاركة في نشاطات مقرّ المنظمة بأيّ مواقف سياسية، وأن يكون في وسعها افتتاح ممثلية معتمدة في أبو ظبي.

وبعد عام من إنشاء المنظمة، وصل وزير البنى التحتية حينها عوزي لانداو في كانون الثاني العام 2010 إلى أبو ظبي للمشاركة في مؤتمرها، وكانت زيارته هي أوّل زيارة رسميّة لوزير إسرائيلي إلى دولة الإمارات. بعد ذلك بشهر واحد، انفجرت فضيحة اغتيال الموساد الإسرائيلي للقيادي في «حماس»، محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي. وقادت تحقيقات شرطة دبي إلى كشف المتورطين الإسرائيليين في عملية الاغتيال، وهو ما خلق توتراً في العلاقات بين الجانبين.

غير ان هذا التوتر قد تراجع مع مرور السنين, ففي كانون الثاني 2014 زار وزير البنى التحتية حينها، سيلفان شالوم، الإمارات، والتقى عددا من الوزراء هناك. وحينها، أعلن شالوم أنَّ على إسرائيل أن تفتتح ممثلية في أبو ظبي معتمدة لها لدى IRENA.

واعتبرت جهات إسرائيلية الإعلان عن افتتاح ممثلية في أبو ظبي حدثاً تاريخياً. فيما أشارت وكالة «رويترز» إلى أنَّ الاتفاق النووي مع إيران كان من بين أسباب إقدام الإمارات على السماح بفتح الممثلية الإسرائيلية، لأنّه سمح بوجود قاسم مشترك بين إسرائيل و«الدول العربية السنية المحيطة بإيران».

وفي هذا الصدد, أشار موقع «والا» الإخباري الاسرائيلي إلى أنَّ تل ابيب قد استثمرت في السنوات الأخيرة جهوداً كثيرة من أجل التقرب إلى دول الخليج العربي، وأن علاقات نشأت في المجالين الاستخباري والأمني، بعيداً عن الأنظار، ولكن ثمّة فارقا بين هذا وفتح ممثلية علنية، الأمر الذي يشكل خطوة تقارب ديبلوماسي استثنائية وعلنية.

واعتبر الموقع أنَّ خطر «داعش» شكَّل أيضاً قاسماً مشتركاً ودافعاً للتقارب بين الدولتين. ولفت إلى أن مقالة نشرت في الأسبوع الماضي في موقع «هافنغتون بوست» الإخباري بخصوص السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، قالت أنّه يقيم علاقات وثيقة مع السفير الإسرائيلي في العاصمة الأميركية رون دريمر, وإنهما يتّفقان تقريباً في كل المواضيع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى