الأمانة العامة للأحزاب العربية تحيي الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض

أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، اليوم الاثنين، البيان التالي الذي حمل توقيع الأمين العام
قاسم صالح، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض..

مما لا شك فيه أن أمتنا لم تشهد في تاريخها الحديث خطراً أشد من هذا الذي تتعرض له اليوم. والمتمثل في صراعها المستمر والمتصاعد مع الصهاينة الذين أسقطوا كل مفهوم إنساني وحضاري واستقدموا شذاذهم من كل بقاع الأرض لاحتلال أرضنا وإسقاط انتمائنا لترابنا وإلغاء حقنا بالوجود.
في غمرة هذا الصراع المرير تأتي ذكرى يوم الأرض الخالد خلود أمة الحق والعطاء، ذلك اليوم الذي تعمّد بطهر دماء أبناء فلسطين المباركة وتضحيات رجالاتها الشرفاء.
يوم الأرض الذي يصادف في الثلاثين من آذار يوم أشعلت روح الإيمان بقضيتنا القومية عام 1976، عنفوان من جبلوا بدمائهم ثرى فلسطين فثارت كل ذرة منه وعلى امتداده من الجليل حتى النقب.
يترافق احياءنا لهذه المناسبة المشرقة مع تهافت بعض الأنظمة العربية لعقد اتفاقيات مع العدو الصهيوني الغاصب ، وتآمر دولي مشين ومشبوه، وإصرار من الدول الكبرى على عدم تطبيق القرار 194 لعودة اللاجئين إلى ديارهم، وعلى استمرار الاستيطان والاحتلال الصهيوني لمدينة القدس وبقية الأراضي الفلسطينية والعربية .
كما يؤكد إحياء يوم الأرض على وحدة الأرض والشعب والقضية، وعلى تمسك شعبنا الفلسطيني بحقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف وعلى رأسها عودة اللاجئين إلى ديارهم، واستعادة أرضهم وممتلكاتهم، والتمسك بخيار المقاومة لتحرير فلسطين التاريخية، بما فيها مدينة القدس المحتلة. وإقامة الدولة في كل فلسطين من البحر إلى النهر.
إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية وهي تحيي الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض تؤكد ضرورة الاستمرار بمواجهة المشاريع والمخططات الترانسفيرية والتهويدية والتهجيرية كافة ، التي تستهدف أرض فلسطين الحبيبة.
تؤكد على الآتي:
1- إن الجريمة المتمادية المتمثلة في احتلال فلسطين، بكل تداعيات إرهابها المنظم أكدت استحالة ما يسمى بـ “التعايش والسلام” بين مغتصب الحق والأرض وقاتل الشعب، وبين من اغتصبت حقوقه وأرضه وتشرد في أصقاع الأرض.
2- ندين خطوات التطبيع المسعورة، وكل اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها وزراء وسفراء عدد كبير من المسؤولين الخليجيين والعرب مع الصهاينة والتصريحات التي صدرت وتصدر عنهم . ومحاولتهم خلق عدو وهمي للأمة يتمثل في إيران التي تقف وتدعم قضايا أمتنا وإسقاط الصراع القومي ضد الصهاينة الأعداء الحقيقيين للأمة لأن حربنا معهم هي حرب وجود لا حرب حدود.
3- أن المقاومة هي الخيار والسبيل الوحيد لاسترداد الأرض والحقوق، لا المفاوضات العبثية والمؤتمرات الفارغة.
4- نؤكد أننا لن نتنازل عن حبة تراب واحدة من أرضنا وسنبقى نقاوم ونهب أرواحنا بكل إيمان وكل عزيمة صادقة لتحرير كل جزء مغتصب من أمتنا والذود عنها.
في الختام فإننا نحيي ذكرى يوم الأرض ونتوجه بالتحية لشهداء الوطن والأمة الذين ما تهاونوا وما تساهلوا وما تخاذلوا وما وقف عطاؤهم يوماً فكانت النتيجة افتداء أرضهم وأمتهم بدمائهم وأرواحهم وأجسادهم.
كما نحيي أبناء شعبنا المتمسكين بأرضهم في القدس، في حي الشيخ جراح، والخان الأحمر وفي كل الأحياء، الذين رفضوا الإجراءات الصهيونية لتهجيرهم لتهويد هذه الأحياء تمهيداً لتهويد القدس.
إننا نحيي صمودهم ورفضهم القاطع وتصديهم لهذه السياسات العدوانية. ونعتقد جازمين بأن هذا الشعب المجاهد، سوف يحرر أرضه ويستعيد مقدساته وحقوقه وينتصر على أعدائه. ويرفع رايات العزة والكرامة والسؤدد فوق ربوع القدس وعلى ذرى جبال فلسطين الحبيبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى