في ذكرى وفاته.. حكايات ثلاث جميلات في حياة أحمد زكي

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل أحمد زكى، أو كما يلقبه الكثيرون بـ”الإمبراطور” والبعض يطلق عليه لقب “النمر الأسود”، حبث
لا تخلو جلسة من جلسات الفن من الحديث عن موهبته وتفرده، ولا يوجد فنان شاب في بداية مشواره لا يحلم أن يقتبس من نبع تميزه ولو قدر بسيط، ولا يوجد مخرج لم يتمنى العمل معه، ولا توجد ممثلة لم تتخيل أن تقف أمامه كبطلة في أحد أعماله.
كان بمثابة حالة خاصة في شارع الفن المصري، سطر لنفسه كتابًا مازال يتصفحه كل المهتمين بهذا العالم الساحر، ولم تفلح الأيام في أن تنهي أسطورته التي خلدتها مشاهده المختلفة عبر أعماله، وحفرت اسمه في أذهان وقلوب الجمهور ليظل الطرف الثالث في حكايات الفن وواحدًا من أهم الممثلين عبر كل الأجيال.
هو الفنان الراحل أحمد زكي، الذي تمر اليوم الذكرى الـ 16 لرحيله، حيث رحل عن الحياة في مثل هذا اليوم “27 مارس” من عام 2005، بعد مسيرة حافلة قدم خلالها العديد من الأعمال التي تعد مشاهدها بمثابة أكاديمية للتمثيل يتعلم منها كل من ينوي احتراف هذا المجال.
ولد أحمد زكي يوم 18 نوفمبر عام 1949 في مدينة الزقازيق وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1973 بتقدير امتياز، وكان أول ظهور له في مسرحية حمادة ومها عام 1967 أثناء دراسته في المعهد، بينما كان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم “ولدي” عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، كان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم “شفيقة ومتولي” عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة، ويعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مائة فيلم مصري عام 1996 حيث له في القائمة ستة أفلام وهم: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت.
كان زكي الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فربّاه جده، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفي حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وكان الأول على دفعته.
عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيريًا مثل “مدرسة المشاغبين”، “أولادنا في لندن” و”العيال كبرت”، ولمع على الشاشة الصغيرة في مسلسل “الأيام” ومسلسل “هو وهي”.
تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجهًا أكثر صدقًا للمصري الأصيل.
جسد العديد من السير الذاتية لشخصيات أثرت في الشارع المصري، منها شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم “ناصر 56” وشخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم “أيام السادات” وشخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل “الأيام وشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم “حليم”.
تزوج من الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فؤاد وأنجبا ابنهما الوحيد هيثم أحمد زكي الذي شارك مع والده وجسّد شخصيه عبد الحليم الشاب في فيلم حليم لكنهما انفصلا قبل وفاتها.
تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في “البريء” و”الهروب”، ومحمد خان في “موعد على العشاء”، “العوامة” و”أيام السادات” وداود عبد السيد في “أرض الخوف”، واختاره يوسف شاهين لفيلم “إسكندرية… ليه؟” وشريف عرفة في “اضحك الصورة تطلع حلوة” وتعامل أيضًا مع إيناس الدغيدي في “امرأة واحدة لا تكفي” و”إستاكوزا”.
عشق أحمد زكى الفن والجمهور، فملأ حياته بحبهم واستعاض بهم عن كل الحرمان والألم الذى عاشه فى حياته، وعن كل قصص حبه التى لم تكتمل.
وخلال حياة النجم الراحل الذى استطاع الاستحواذ على قلوب الكثيرات سواء من الوسط الفنى أو خارجه، وبعد طلاق أحمد زكى من حبه الأول الفنانة الجميلة هالة فؤاد ام ابنه الوحيد الراحل هيثم زكى، انطلقت بعض الشائعات التى تشير إلى بدايات علاقات حب جمعته مع بعض الفنانات.
وكان من بينهن الفنانة شيرين سيف النصر، التى شاركته بطولة فيلم “سواق الهانم” عام 1994، وقيل أنه تقدم للزواج منها ولكن لم تكتمل القصة.
أما النجمة الجميلة إيمان الطوخى والتى كانت من أشهر وأجمل نجوم جيلها فى الثمانينات والتسعينات وحققت نجاحات متلاحقة، فرغم أنه لم تجمعها بالإمبراطور أحمد زكى أعمالا كثيرة إلا أن الملحن محمد ضياء أشار فى بعض حواراته السابقة إلى تعلق قلب أحمد زكى بها.
وقال محمد ضياء: “أعجب الفنان أحمد زكي بإيمان الطوخي عام 1997، وكان يحضر حفلاتها باستمرار ويجلس في المقاعد الأمامية، وحاول لأكثر من عام ونصف أن يقنعها بالزواج لكن محاولاته باءت بالفشل”.
وكان الملحن محمد ضياء قد ارتبط بعلاقة خطوبة بإيمان الطوخى بعد تعاونهما فى ألبوم “النظرة الأولى”، وأكد ضياء فى حوار صحفى أن سبب عدم اتمام زواجه من إيمان هو عصبيتها الشديدة وحالة الاكتئاب التى أصابتها خلال فترة خطوبتهما بسبب الاضطهاد التي كانت تشعر به من الوسط الفني، مؤكدا أن الفنان الراحل أحمد زكى كان معجبا بإيمان الطوخى وعرض عليها الزواج ولكنها رفضت.
أما الحب الأخير الذى لم يكتمل فى حياة أحمد زكى فكان مع الفنانة رغدة ، التى جمعه بها أكثر من عمل ، وخلال فترة مرضه تناثرت الكثير من الأقاويل حول علاقة رغدة بأحمد زكى حيث كانت لا تفارقه خلال هذه الفترة ، وكانت إلى جواره فترة إقامته بالمستشفى حتى أنها كانت تضع قيودا على الزيارات.
وحسمت رغدة فى حوار تلفزيونى حقيقة هذه العلاقة بعد وفاة الامبراطور قائلة :”نعم أحببت أحمد زكى وأحبنى.. هذه هي الحقيقة” ، رغم أنها كانت تنكر ذلك من قبل ، وقالت أن علاقة حبها بأحمد زكى شرف لم تنله، ولكنه كان توأم روحها.
وأضافت: “ذات يوم كنا نجلس معًا وكان التليفزيون ينقل حفلًا وشاهد مريم فخر الدين تمسك بذراع أحمد مظهر وهى تصعد على خشبة المسرح في دار الأوبرا، فقال لي عندما نكبر مثلهما تأخذين بيدي وأنا أصعد على خشبة المسرح ومن هنا اتفقنا على أن من يقع منا على الطرف الآخر أن يقوم بمساندته”.
وتابعت : لم يكن هناك عيب في الحب المتبادل بينى وبين أحمد زكى ، فقد كان غير مرتبط وأنا كذلك”، مؤكدة أنه عرض الزواج عليها في آخر أيامه ولكنها رفضت.
وعن أسباب رفضها للزواج من أحمد زكى رغم حبها له قالت: “كنت أرفض تماما فكرة أن أرتبط به من أجل أن أرعاه فلو كنت قبلت عروض الزواج التي طلبها منى كان وقتها سيفسر الآخرون وقوفي بجواره أثناء محنته على أنه واجب، ولذلك رفضت، وكان يريد أن يحميني من كلام الناس، رغم أنه كان يحتضر خوفًا علي من الشائعات”.
وأكدت رغدة منذ فترة أنها تعد كتابًا تتحدث فيه عن أحمد زكى وعلاقتها به ، ويحمل اسم “2229”، وهو رقم غرفة أحمد زكى في مستشفى دار الفؤاد، حيث كانت ترعاه لمدة عام وشهرين ، مشيرة إلى أنها كانت تكتب يومياتها معه.
وأوضحت الفنانة السورية أن أحمد زكى طلب من مدير أعماله أثناء وجوده بالمستشفى أن يحضر المأذون ويتزوجها قطعًا لكل الألسنة التي أشاعت زواجهما سرًا، إلا أنها رفضت رغم حبها الشديد له، لأنهما كانا لا يصلحان كزوجين، كما أرادت أن تخدمه خلال فترة مرضه دون وجود رابط رسمي، وحتى لا يقال إنها وقفت بجانبه فقط لأنها زوجته.
وكانت العلاقة بين رغدة وأحمد زكى قد توطدت خلال مشاركته له بطولة أربعة أفلام ،وهى “الإمبراطور”، “إستاكوزا”، “أبو الدهب”، و”كابوريا”، وقالت رغدة حينها “هناك كيمياء خاصة بينى وبين أحمد زكى على المستوى الفنى والشخصى”.
توفي أحمد زكي في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان لم ينته بعد من استكمال باقي تصوير فيلم “حليم” الّذي يعد آخر أفلامه، حيث عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.