كي لا ننسى مُنطلقاتهم.. قراءة موجزة في بروتوكولات حكماء صهيون
بقلم: د.غازي حسين
تعتبر بروتوكولات حكماء صهيون مقررات أصحاب النفوذ اليهود في مجالات السياسة والاقتصاد والصناعة والدين والمنظمات السرية.
وتشير بعض المصادر إلى أن اليهودي أشر غيزنبيرغ والملقب بآحادهاعام هو الذي وضعها. ووافق المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897 سراً عليها.
ترافق ظهور بروتوكولات أو مقررات حكماء صهيون بتجسيد الأهداف والمصالح الاستعمارية لبريطانيا وفرنسا في الوطن العربي بالمحطات الهامة التالية:
* توقيع بريطانيا وفرنسا معاهدة سايكس-بيكو لفصل فلسطين عن سورية الأم ولاقتسام الأقطار العربية.
* الإعلان عن وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 الذي ينص على رغبة بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
* احتلال بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين لمعظم البلدان العربية.
* ظهور مقررات أو بروتوكولات حكماء صهيون بعد مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919.
وأجمع العديد من البحاثة في أوروبا أن أحادعام وضعها قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول لتقرأ وتقر في المؤتمرالصهيوني التأسسي ولا تنشر. وأحادعام من مواليد أوديسا عام 1856 ومات في تل أبيب عام 1927. وهو الذي وضع طريقة “خلق روح الانتقام” للوصول إلى فلسطين بالدم والسيف والتدمير والمنظمات السرية، والهجرة الواسعة وامتلاك الأرض. وتشبع بروح التلمود وهو تلمودي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه. والغرض منها فرض السيطرة اليهودية على الشرق الاوسط والعالمبأسره.
ينص البروتوكول الأول على أن “خير النتائج التي يراد تحقيقها من التسلط على الغوييم بطريق الحكومة، إنما يكون بالعنف والإرهاب وهذا ما تفعله اسرائيل واليهودية الامريكية في فلسطين وسورية ولبنان، لا بالمجادلات النظرية المجردة… وإنه بموجب ناموس الطبيعة، الحق للقوة”(1).وحقق الفاشي نتنياهو هذا في إتفاقاته مع الامارات والبحرين وتعامله السري والعلني مع السعودية وهي سلام القوة والاسلام مقابل السلام لابعاد دول الخليج عن واجبهم تجاه القدس والجولان ولحل أزمات اسرائيل الاقتصادية من خلال الهيمنة على الاقتصادات العربية وإقامة اسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال نيوم السعودية ومشروع الشرق الاوسط الجديد.
ويجيز هذا البروتوكول للدولة (اليهودية بالطبع) استخدام كل وسيلة وطريقة وحيلة في مكافحة العدو الخارجي والداخلي، واستعمال هذه الوسائل للقضاء عليه. ويؤكد أن الحق اليهودي منبعه القوة.
“وتتميز قوتنا، عن كل قوة أخرى بميزات أمنع وأثبت وأقوى، لأنها تبقى وراء الستار”(2).
“.. بالعنف وحده يتم لنا الغلب في الأمور السياسية. فالعنف يجب أن يتخذ قاعدة وكذلك المكر والخداع… ولذلك ينبغي لنا ألاّ نتردد في استعمال الرشوة والخديعة والخيانة، متى لاح لنا أن بهذا تحقق الغاية”(3).وإستجابت السعودية ودول الخلبج والسيسي لهذه الاستراتيجية المتوحّشة تفوق توحش المانيا الهتلرية.
وتهدف البروتوكولات إلى خلق الوسائل للسيطرة على زمام السياسة العالمية من خلال السيطرة على المال والصحافة وإشاعة الفوضى والفساد وتقويض دعائم المسيحية والإسلام
والقوميات والقيم الأخلاقية وقيم الحق والعدالة وتقديس القوة ووضعها فوق الحق ومبادئ القانون الدولي.
ينطلق الصهاينة في نشر الفساد والخراب والدمار والاستعمار الاستيطاني والإبادة الجماعية من التوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون والاستراتيجيات الاسرائيليةوالتي تغذي فيهم وضع القوة فوق الحق وأن القوة هي التي تخلق الحق وأن الدنيا وما فيها ملك لشعب الله المختار والايمان بالتفوق والعنصرية والإرهاب وسلب أراضي وممتلكات وثروات الشعوب غير اليهودية. وتبث فيهم الاعتقاد بأن اليهود وحدهم هم البشر، وغير اليهود حيوانات خلقت على هيئة البشر لخدمة اليهود. ووضعوا البروتوكولات لإفساد العالم وإضعافه كي يخضع في نهاية الأمر لسيطرة اليهود ومصلحتهم في الشرق الاوسط والعالم بأسره من خلال سيطرة اليهودية الامريكية على الكونغرس والبيت الابيض والبنتاغون وملس الامن القومي الامريكي ووزارة الخارجية .
يتضمن البروتوكول الأول: إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شيء، والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه. إن حقنا يكمن في القوة، وإن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد. يجب أن يكون شعارنا “كل وسائل العنف والخديعة”(4).
وجاء في البروتوكول الثاني: “إن الصحافة هي القوة العظيمة التي نستطيع بها توجيه الناس، وبفضل الصحافة كدسنا الذهب دون أن نظهر للعيان”(5).
وينص البروتوكول الخامس على رفع الأطماع اليهودية إلى مرتبة الديانة وجاء فيه:
“إننا نحن اختارنا الله لنحكم الأرض كلها. والله منحنا العبقرية لنضطلع بهذا العبء… وكل دواليب الأجهزة للحكومات تحتاج إلى محرك، وهذا المحرك بأيدينا وهو الذهب… ثم نخطو بعد ذلك إلى الأمام فننشئ الحكومة العالمية العليا”(6).
وورد في البروتوكول الحادي عشر ما يلي:
“والله قد أنعم علينا، نحن الشعب المختار، بنعمة السبي والجلاء والتفرق والشتات في الأرض، وهذا الأمر الذي كان فيما مضى مجلى ضعفنا، انقلب فيما بعد، سبب قوتنا التي أفضت بنا الآن إلى أن نلج الباب الذي منه نبسط سيادتنا على العالم كله”(7).
البروتوكول السابع عشر: “سنحط من كرامة رجال الدين لننجح في الإضرار برسالتهم، ولن يطول الوقت إلا سنوات قليلة حتى تنهار المسيحية انهياراً تاماً وستتبعها في الانهيار باقي الأديان ويصير ملك إسرائيل “بابا” على العالم”.
تظهر البروتوكولات بجلاء ما خططه حكماء وقادة اليهود للعالم من أحقاد وشرور واستعباد الشعوب والأفراد عن طريق استغلال جوانب الضعف في النفوس لتحقيق مخططاتهم ومطامعهم.
ويسعى اليهود إلى تدمير الأخلاق والقيم الروحية وهدم الأديان لأنّ تحقيق ذلك يمكنهم من الوصول إلى مخططاتهم وأهدافهم ويجلب لهم الثراء والغنى. ويستخدمون الصحافة والسينما والمسرح ودور النشر والتي تخضع في الولايات المتحدة وأوروبا لسيطرتهم للوصول إلى أهدافهم وللقضاء على كل من يقف في وجههم من سياسيين ودول وأمم وشعوب شتى.
اتصف التاريخ اليهودي الذي دونه كتبة التوراة بالعنف والإرهاب والإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والاستيلاء على أملاك وأراضي الشعوب الأخرى. فماضي اليهود وحاضرهم وبشكل خاص إسرائيل قام على الحروب العدوانية والإبادة الجماعية للشعوب الأخرى تماماً كما يفعلون اليوم مع العرب في فلسطين وبقية البلدان العربية المجاورة لها.
خطط حاخامو اليهود في بروتوكولات حكماء صهيون إقامة حكومة يهودية عالمية تسيطر على العالم وتتحكم به وبمقدراته لمصلحة اليهود فقط ولزيادة أرباحهم ونفوذهم وسيطرتهم.. ووضعوا الطريق الذي يجب أن يسلها اليهود في الوصول إلى السيطرة العالمية وجعل القدس الكبرى الممتدة حتى أريحا عاصمة للعالم.
وبالتالي فإن البروتوكولات مخطط يهودي جهنمي للسيطرة على الشرق الاوسط والعالم من خلال سيطرتهم على الولايات المتحدة الأميركية وبقية البلدان الغربيةوأتباعهم من الملوك والامراء العرب في الخليج. وتظهر البروتوكولات بجلاء النوايا الشريرة لليهودية العالمية تجاه جميع الشعوب في العالم وتجاه البشرية جمعاء.
استغل اليهود وجودهم في معظم أنحاء العالم وما حدث لهم في البلدان الأوروبية لحقن الأجيال اليهودية بالحقد والكراهية والبغضاء على جميع الشعوب وحل المسألة اليهودية في اوروبا على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم من العرب وأتباعه من الحكام العرب وتوحيد جهودهم لإقامة إسرائيل للهيمنة على العالم.
وتطرح إسرائيل النظام الشرق أوسطي كي تهيمن على منطقة الشرق الأوسط وثرواتها. وتلتقي هيمنتها هذه مع هيمنتها على الادارات الأميركية وبالتالي تخطط للهيمنة على العالم في أقرب وقت ممكنبمساعدة الماسونية و(المسيحية الصهيونية في امريكا)وإدارة ترامب اليهودية.
ويمارس الصهاينة الكذب ورفعوه إلى مرتبة الدين والعبادة، يتقربون به إلى إلههم يهوه الخاص بهم وحدهم ويسبغون عليه الصفة الدينية لتحطيم ما تبقى في النفس اليهودية من إحساس إنساني ومشاعر إنسانية. فالتوراة تدعو اليهودي ليكون طاهراً مع اليهود ودنساً مع غير اليهود: “إن النفاق جائز، وإن اليهودي يكون مؤدباً مع الكافر ويدعي محبته كاذباً، إذا خاف وصول الأذى منه إليه”(8).
ويجيز التلمود لليهودي أن يغش الكافر. وتحضهم بروتوكولات حكماء صهيون من أجل السيطرة على شعوب العالم أن يلجأوا إلى الرياء والمكر. ويسخرون الكذب والحيل والخداع للوصول إلى أهدافهم بوسائل الكذب والقتل واستخدام المحرمات التي نهت عنها جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ووظفوا الكذب والخداع في تعاملهم اليومي مع غير اليهود، حتى أصبح الكذب يشمل جميع نواحي الحياة اليهودية. وتجوز سرقة غير اليهودي في التلمود، لأنه أمواله مباحة ولليهودي الحق في الاستيلاء عليها.
وقرر حكماء صهيون إثارة الحروب العالمية والإقليمية والمحلية كي يخسر فيها الغالب والمغلوب، وبالتالي يزداد اليهود بالغنى والثراء والنفوذ. هكذا كان حالهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي حروب إسرائيل ضد البلدان العربية، والحروب الأهلية التي أشعلتها إسرائيل بالخفاء في أيلول الأسود عام 1970 وفي لبنان منذ عام 1975، وحروب إسرائيل وإعتداءاتها المتكررة على لبنان والشعب الفلسطيني والسوري وحتى العراق.
ولعبوا الدور الأساسي في تدمير وتفتيت ليبيا والسودان وسوريةوالعراق وفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية على الدول العربيةوايران بسبب تأييدهم لقضية فلسطين أعدل قضية في تاريخ الانسانية.
ونجحوا في تحريض أميركا وأوروبا على العروبة والإسلام لتدمير المنجزات والثروات العربية والإسلامية، لأنهم يخشون من أن يتحول الصراع العربي الصهيوني إلى صراع قومي ودينيوإنساني. وبالتالي لا يستطيعون مواجهته لذلك يجب تدمير مقاومة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والاسلام المقاوم وايران. وبالتالي ثبت بالوقائع صحة ما جاء في البروتوكولات وتنفيذها.
إنني أستطيع أن أطبق كل ما في البروتوكولات على مواقف وتصرفات وممارسات المنظمات اليهودية والصهيونية في العالم وعلى إسرائيل وشعبهاالخزري والتوراتي والتلمودي والصهيوني وكأنها دستورهم وتوراتهم المعاصرة وتعليمات الدولة والمجتمع الاسرائيلي اليومية.
وتتضمن البروتوكولات استخدام التهديد والإرهاب والاغتيال للتخلص من كل عدو خطر تماماً كما فعلت العصابات اليهودية في فلسطين باغتيال اللورد موين وزير المستعمرات البريطاني عام 1944 بطرد متفجر، واغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت في القدس في أيلول 1948، وكما تفعل إسرائيل بالقيادات والكوادر الفلسطينيةوالعربية الاخرى.
ويتخذون من الأمثلة الواردة في التوراة والتلمود قدوة يقتدون بها.
وتذكر التوراة أن موسى عندما رأى أحد المصريين يتقاتل مع أحد العبرانيين التفت هنا وهناك “فلما لم يجد أحداً قتل المصري وطمره في الرمل”.
وأصبح قادة إسرائيل يتخذون من هذا المثل في كتابهم المقدس أمثولة يتخلصون بها من كل أعدائهم. وبهذا الأسلوب تم وتتم تصفية أعدائهم الذين لم تنجح معهم أساليب الترغيب والترهيب، كالأموال والمناصب والنساء والتهديدات والضغط والابتزاز.
ويؤمنون في كتبهم الدينية أن خيرات العالم منحها لهم إلههم وحدهم، وأن الأغيار وكل ما في أيديهم ملك لليهود، ومن حق اليهود، بل من واجبهم المقدس معاملة الأغيار كالبهائم، ومن حق اليهود أن يسرقوهم ويخدعوهم ويغشوهم ويكذبوا عليهم، ويغتصبوا أرضهم وأموالهم ويقتلوهم تماماً كما فعلوا ويفعلون يومياُ منذ تأسيس اسرائيل في فلسطين مع الشعب العربي الفلسطيني. وتضمن لهم التوراة والتلمود بأن إله اليهود لن يعاقبهم على جرائمهم هذه، لذلك تمارس إسرائيل النكبةالهولوكوست المستمرين على الشعب الفلسطيني.
وتبيح التعاليم اليهودية لليهودي قتل الأغيار، لأنهم بهائم على هيئة إنسان ولأنهم أعداء الله واليهود. فالتلمود ينص على أن اليهود أحب إلى الله من الملائكة، “ومن يصفع اليهودي؛ كمن يصفع الله، والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي، ولولا اليهود لارتفعت البركة من السماء واحتجبت السماء وانقطع المطر، والأمميون جميعاً كلاب وخنازير، وبيوتهم كحظائر البهائم نجاسة، وكل خير يصنعه يهودي مع أممي فهو خطيئة عظمى”(9).
وتجيز لـه أخذ الربا الفاحش من غير اليهود، وأن كل ما على الأرض ملك لليهود، وأن ما يملكه الأغيار مغتصب من اليهود وعليهم استرداده منهم بكل الوسائل.وإبتكروا البورصة ويعبدون الذهب ونهب الشعوب العربية وتدمير منجزاتهم.
وتتفق تعاليم التلمود تماماً مع ما تحتويه بروتوكولات حكماء صهيون، وتطلب منهم عند الانتصار على أعدائهم وجوب استئصال أعدائهم عن بكرة أبيهم، ومن يخالف ذلك فقد عصى الله وخالف الشريعة.
ويطبقون هذا المبدأ يومياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني.
وتصف التوراة الإله يهوه برب الجنود وهو شيطان متوحش يحب سفك الدماء ونشر الخراب والدمار، يسرف في محبة شعبه المختار، ومفرط في الحقد والكراهية لأعدائهم، ينتقم منهم لأتفه الأسباب بأبشع أنواع الانتقام.
“إن اليهود فوجئوا بالدين وهم بدو لم يتحدثوا، وضميرهم ضمير بدوي لم يتطور خلال العصور، وحياتهم رغم اتصالهم بمختلف الحضارات حياة القبيلة البدوية الجوالة، فهم يعتزلون العالم رغم اتصالهم به، ولا ينظرون إليه إلا نظرتهم إلى عدو يخضعون لـه إذا كان أقوى منهم، ويستعدونه إذا كانوا أقوى منه، وحياتهم تعتمد على شن الغارات والسلب والتطفل على ما في يدي غيرهم ، وهم دائماً معبئون أنفسهم تحت السلاح لشن غارة أو دفع غارة”(10).
ويتخذ اليهود من زعمائهم وأبطالهم كما تصورهم التوراة والتلمود المثل الأعلى لهم.
وتعفي اليهودية أتباعها من كل القيم والقوانين والأخلاق الإنسانية مع غير اليهود، وتبيح لهم كل مفسدة ورذيلة؛ لأنهم لا يؤمنون بالآخرة، مما سيلحق أفدح الأضرار بشعوب الشرق الأوسط وشعوب العالم، لذلك لا خلاص للبشرية جمعاء إلاّ بالخلاص من المعتقدات التوراتية والتلمودية العفنة.
ويتصف اليهودي عبر التاريخ بالغدر والخيانة والخسة والعنف والعناد ويتصرفون تجاه الأمم القوية تصرف العبيد، ولكنهم يستعبدون ويبيدون ويدمرون الأمم الأخرى الأضعف منهم إذا كانوا أقوى منها وانتصروا عليها كما فعلوا في اتفاقات الإذعان مع الدول العربية والقيادة الفلسطينية.
وورد وصفهم في العهدين القديم والجديد على لسان بعض أنبيائهم إنهم أبناء الأفاعي وقتلة الأنبياء.
يتبين للباحث الذي يفسّر ويحلل البروتوكولات أنها تلتقي تماماً مع أهم التعاليم الواردة في التلمود بالنسبة للأغيار. ويعتقد المحلل السياسي بأن سيطرة اليهود الخفية على العالم والتي جاءت البروتوكولات من أجل تحقيقها هي في الواقع حقيقة قائمة.
فالولايات المتحدة الأميركية تدير العالم بإرادة اليهودية الامريكية وترمب وإدارته اليهودية وصهره اليهودي كوشنر وإبنته ايفانكا التي إعتنقت اليهودية أمثلة على ذلك.
إن اليهودية تسوّغ لليهود أن يملكوا العالم ويسيطروا عليه بكل ما فيه وبما فيه وسحق أعدائهم بالقوة. وتبيح لهم ليس فقط بتسويغ الجرائم تجاه غير اليهود بل تشجعهم على التفنن فيها والتمويه عليها والكذب على البشر وخداعهم كي يحققوا سيطرتهم على كل العباد والبلاد، بل العالم بأسره. فالتعاليم التلمودية هي التي تملي عليهم وعلى اسرائيل ارتكاب الجرائم البشعة بحق غير اليهود وبشكل خاص الشعب الفلسطيني والسوري وبقية العرب.
لقد أقر المؤتمر الصهيوني بروتوكولات حكماء صهيون لتمكين اليهود من السيطرة علىالشرق الاوسط والعالم، لذلك أحكموا سيطرتهم على الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض والبنتاغون والخارجية والإعلام الأميركي وهوليوود، وبالتالي أحكموا سيطرتهم على العالم الغربي ومن خلال سيطرتهم على الولايات المتحدة وسيطرة الولايات المتحدة على العالم.
وعملا على أمركة العالم من خلال العولمة لكي يحققون هيمنتهم على شعوب العالم وحكوماته.
إنَّ النفس اليهودية مليئة بالاستعلاء والتفوق وكراهية الشعوب والخسة واللؤم والقسوة والنقمة على العالم أجمع، مما يهدد البشرية بأفدح الأخطار.لذلك طالب الاصلاحيون في اوروبا ومنهم برونو بوير وكارل ماركس بوجوب تخلي اليهودي عن يهوديته وإعتناق المسيحية لكي يرتاح وترتاح البشرية.
إن خطة اليهودية العالمية الاستيلاء على جميع الثروات الأساسية في العالم لمصلحة اليهود ودولة اليهود. لذلك أعلنوا الحرب على العروبة والإسلام، مسخرين سيطرتهم على الرؤساء في أميركا عن طريق المال والصحافة والمرأة (مونيكا لوفيتسكي على كلنتون ومتلدا كريم عل الرئيس جونسون على سبيل المثال) والخداع والكذب والهولوكوست النازي للوصول إلى هدفهم.
وتطالب البروتوكولات بأنه يجب أن يساس الناس كما تساس قطعان البهائم الحقيرة، وأن كل الأمميين حتى الزعماء منهم إنما هم قطع شطرنج في أيدي اليهود تسهل استمالتهم واستعبادهم بالتهديد أو بالمال أو بالفساد أو بالمناصب.
وتنص على أنه يجب أن توضع تحت أيدي اليهود كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما. وأن الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام والقضاء على الضمائر والقوميات والأديان ونظام الأسرة وإشاعة الفساد والرذيلة والانحلال لاستنزاف الشعوب غير اليهودية.
“ووضعوا أسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود، مع إحداث الأزمات الاقتصادية (والسياسية) العالمية على الدوام كي لا يستريح العالم أبداً فيضطر إلى الاستعانة باليهود، ويرضى صاغراً مغتبطاً بالسلطة اليهودية العالمية”(11).
وتعبئ الصهيونية “اليهود” في جميع أنحاء العالم بكراهية غير اليهود. ولكي تنجح في هدفها تزعم بعداء شعوب العالم لليهود. لذلك تحثهم على تدمير وتخريب العالم وإعادة تشكيله وصياغته بشكل يخدم فرض الهيمنة اليهودية عليه. وتسلك في سبيل ذلك جميع الأساليب بدءاً من الضغط والابتزاز واستغلال الهولوكوست النازي واستخدام المال والجنس حتى استخدام القوة والتصفيات الجسدية والحروب وإشعال الفتن الطائفية والدينينة والعرقية.
وتظهر يومياً وحشية وهمجية اسرائيل وشعبها يومياُ في فلسطين ولجولان وجنوب لبنان والدور التجسسي والتخريبي الذي تقوم به الحركات الصهيونية في تخريب المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية في روسيا وبعض بلدان الاتحاد السوفيتي سابقاً.
وضعت الصهيونية في عام 1958 وثيقة هامة بعنوان: “دليل اليهودي في الاتحاد السوفيتي”، ووزعته سراً على اليهود هناك وتضمنت الوثيقة الدور الذي رسمته الصهيونية لليهود السوفييت(12).
تؤكد الوثيقة على وحدة اليهود العالمية وضرورة التنسيق فيما بينهم ضد الشعوب الأخرى، لأن سعادة ورخاء اليهودي لن تتحقق إلاّ على حساب غير اليهود.
وتعلن اليهودية احتقار الشعوب الأخرى والحط من قدراتها والتشكيك في ثوابتها ومقدساتها وإضعاف روحها الوطنية وهويتها.
وتصف الشعب الروسي وتقول إنَّ الروس عنيدون وكسالى ولا يحسنون القيادة ولا تنفيذ الأوامر، ولا يعرفون كيف يضعون مهمات أمامهم، وعلينا نحن أن نضع مهمات أمامهم، وأنهم وقحون وأغبياء، يصفون وقاحتهم بالشرف والنزاهة والمبادئ، ويسمون عجزهم عن التأقلم مع الظروف بالاستقلالية والمبدئية، رغم أنهم بطبيعتهم كذابون ودون ضمير(13).
وتدعو الوثيقة اليهودية إلى سحق إرادة المعارضين لليهود وتشويه سمعتهم، وتخويفهم وإثارة ريبة الآخرين فيهم.
إن هدف اليهودية العالمية هو السيطرة على العالم، ولذلك يعملون من خلال نفوذهم على الإدارات الأميركية لفرض العولمة على العالم وأمركته، ويعملون من خلال فرض إرادتهم على الحكومات الأميركية إدارة العالم. فأمركة العالم تعني فرض السيادة اليهودية عليه، وجعل اليهود هم سادة العالم وغيرهم العبيد، مسخرين المال والإعلام والجنس والكذب والخداع والتضليل وحيازة كل أنواع القوة لإبقاء خصومهم ضعفاء وفي حالة فقر وتأخر وتناحر.
ويثبت تاريخ اليهود في العالم والتوراة والتلمود وتوجيهات وفتاوى الحاخامين والحكماء والمخططات الصهيونية أنهم معبأون بالحقد والكراهيةعلى كل ما هو غير يهودي وخاصة الشعوب العربية والاسلامية التي تملك المنطقة العربية من النيل إلى الفرات (أرض الميعاد المزعومة)والمسيحية وبعض الشعوب الاوروبية. فاليهود يحقدون على الخالق ورسله ومخلوقاته لذلك امتدت دسائسهم وأصابعهم المخربة في الحربين العالميتين الأولى والثانية وحروب اليهود في المنطقة العربية كحرب العام 1948 وحرب السويس وحزيران والحروب على لبنان وغزة. ويتحملون مسؤولية الحروب العدوانية التي اشتركوا فيها مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضد البلدان العربيةوتدمير وتفتيت العراق وليبياوسورية واليمن والسودان.
ويعمل اليهود على تنفيذ بروتوكولات حكماء صهيون للسيطرة على العالم وإقامة المشروع الصهيوني في الوطن العربي وتوجيه كل إمكانياتهم، وخططهم ومكائدهم وأكاذيبهم لتحقيق ذلكوالعودة الى خيبر والمدينة المنورة والاستيلاءعلى البتراء.
ويؤدي إيمانهم بتحقيق المشروع الصهيوني على حساب الأرض والحقوق والثروات العربية إلى توحيد صفوفهم وتأجيل خلافاتهم لتحقيق أطماعهم وأكاذيبهم وسيطرتهم العالمية والتعاون فيما بينهملاقتسام اراضي وثروات الامم.
ويعمل اليهود على تأجيج الحروب والصراعات بين الشعوب للوصول إلى أهدافهم. فكانوا وراء الحربين العالميتين ووراء حروب إسرائيل ضد البلدان العربيةوأكثر الاطراف إستفادة من الحروب. ويحرصون على إشعال الحروب في مختلف المناطق لإبادة الشعوب غير اليهودية وتدمير ثرواتها. إنهم جبناء لا يحاربون ولكنهم يوقدون نيران الحروب ويشعلون المعارك والمجازر وسياسة الأرض المحروقة. يوقدون الحروب والحصار والعقوبات على وسورية والعراق وإيران وليبيا والسودان ليحرقوا الشعوب غير اليهودية وليحترق غيرهم بها. وكلما خبت نار عداء الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعروبة والإسلام يضعون فيها حطباً جديداً.
يخططون لإشعال الحروب العدوانية وهم مستمرون في هذا التخطيط لتدميروتفتيت الشعوب والبلدا العربية والاسلامية وجميع الشعوب والامم في العالم لتحقيق هيمنتهم. يشعلون الحروب والفتن الطائفية والدينية والعرقية ليحرقوا البلدان العربية والاسلامية ويزيدوا من انتصاراتهم ومكاسبهم ويجلبوا الأرباح الهائلة للدول الصناعية على حساب أجساد وآلام وجراح ولقمة عيش الشعوب العربية والاسلامية ومستوى حياة مواطنيها. يخططون للحروب ويستنزفون طاقات البلدان العربية ثم يحصدون ويجنون ويكدسون الأرباح على حساب الشعوب العربية وشعوب العالم وحروب إسرائيل العدوانية وحروب الخليج والعرق وسوريةوفلسطين والعقوبات الاقتصاديةومصادرة الاراضي والمياه والثروات وتدمير المنجزات أدلة واضحة على ذلكوتحقيقاُ لما ورد في البروتوكولات .لذلك يستحيل التطبيع والتعايش مع اسرائيل والاعتراف بها ويجب أن تزول وتحزم حقائبها وتعود الى المكان الذي جاءت منه وهو بلاد الخزر ومصيرها الى الزوال.
المصادر:
(1) عجاج نويهض، بروتوكولات حكماء صهيون، دار طلاس، دمشق 1984، الجزء الأول، ص 179-180.
(2) المصدر السابق، ص 183.
(3) المصدر السابق، ص 186.
(4) د. محمد سيد طنطاوي، بنو إسرائيل في القرآن والسنة، الجزء الثاني، دار مكتبة الأندلس، بيروت 1973، ص 310.
(5) المصدر السابق، ص 311.
(6) عجاج نويهض، بروتوكولات حكماء صهيون، مصدر سابق، ص 205-208.
(7) المصدر السابق، ص 230
(8) مجلة فلسطين المسلمة، أيلول 1997، ص 49.
(9) محمد خليفة التونسي، الخطر اليهودي، دار الكتاب العربي- بيروت 1961، الطبعة الرابعة، ص 57.
(10) المصدر السابق، ص 60-61.
(11) المصدر السابق، ص 33.
(12) انظر: مجلة صوت فلسطين، العدد 312 كانون الثاني 1994، ص 22.
(13) المصدر السابق نفسه.