وبدأ نعيق الغربان ونباح الكلاب الضالة مبكراً

 

 

الذي يتابع الأحداث عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت للأسف في كثير من الأحيان وسيلة النفاق الاجتماعي، ومحطات التلفزة الفضائية التي انطلقت كالنار في الهشيم، خاصة بعد نهاية الحرب الباردة بلا حسيب ولا رقيب ، وصارت كل واحدة تطعن بالأخرى، وكل بوق منها خلفه من يدعمه فهو مجرد أداة، حتى أصبح لاعقوا الأحذية الرجعية والاستعمارية يطعنون أمتنا العربية وتاريخها وحضارتها في الصميم .
أقول ذلك كأي مواطن مهتم بشؤون وطنه وأمته، وأرى خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي التي يديرها أعداء الأمة، وأصبحنا مجبرين على التعامل معها، كيف يحذف منشور أو مقال لمجرد إشادته بالمقاومة العربية ورموزها في أي قطر عربي، خاصة في فلسطين ولبنان والعراق وليبيا وسوريا .
وفي المقابل فان الحرب ما زالت مستمرة على اسم وسيرة الزعيم العربي وابن مصر العظيم جمال عبد الناصر، ومحاولة شيطنته المتواصلة منذ فجر 23 يوليو المجيدة وزادت حماها غطرسة ووقاحة سياسية لا نظير لها بعد رحيله المفجع وهو في عز العطاء، ولا سيما بعد انقلاب خليفته الخائن أنور السادات ، ولم تترك فضائيات الذهب الأسود الإعرابية المتصهينة، خاصة التابعة لنظام آل سعود، ساقطا ورخيصا باع نفسه لكل من يدفع إلا واستضافته كشاهد على الأحداث، وجرى تمويل ما يكتبه وكأنه شهادة قديس وليس رخيصاً باع نفسه لمن يدفع بحثا عن المال والشهرة .
كما دخل على خط التضليل آخرون ممن يملكون المال من الطبقة التي تضررت مصالحها من العدالة الاجتماعية التي انتهجها الزعيم جمال عبد الناصر، ومن هؤلاء شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي لم يترك فرصة أو مناسبة إلا وهاجم الزعيم جمال عبد الناصر، ولا نستغرب ذلك كونه أحد أيتام نظام حسني اللامبارك، ومن حزبه اللاوطني الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ بثورة الشعب في 25 يناير المجيدة عام 2011م ، ناهيك عن انتماء الطيب للطبقة المستغلة فهو من عائلة إقطاعية برجوازية .
أما النابح الآخر، مع الاعتذار من الكلاب، فهو المدعو نجيب سايروس المطبع الشهير مع العدو الصهيوني، وابن نظام الخيانة والعمالة اللامباركي وذيل الصهاينة في مصر، فهو الذي اشترى الكثير من الشركات بثمن بخس وباعها لأسياده ومشغليه بملايين الدولارات إذا لم يكن المليارات .
هذه عينات، يا سادة، من الذين هاجموا ويهاجموا الزعيم جمال عبد الناصر بمناسبة أو غير مناسبة .
ولن أذكر “المؤرخة” نادية الجندي وأفلامها ذات الإيحاءات الجنسية التي تسيء للزعيم جمال عبد الناصر وتمجد الخائن الساداتي في قصص خيالية لا يقبلها عقل ولا منطق .
اليوم وذكرى رحيل الزعيم الخمسون على ألأبواب، هناك بوستات وزعت وتوزع عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أطراف أخرى، خاصة تجار الإسلام السياسي، تحاول الإساءة للزعيم والنيل من مكانته الجماهيرية ، ولا أعتقد أن إنساناً يمتلك عقلاً أو منطقاً يمكن أن يصدقها أو حتى يقبلها، ولكن هذا التيار وأمثاله لا يخاطب إلا الجهلة والمتخلفين وأشباه المتعلمين، وهذا التيار لا يتواجد إلا في تلك المستنقعات المتصحرة سياسيا وفكريا .
ولو سألت أياً من المنتقدين للزعيم جمال عبد الناصر من مدعي الثورات والجهاد بأثر رجعي ماذا قدمتوا من بدائل والزعيم في ذمة الله منذ نصف قرن، لا تجد منهم جوابا إلا الصمت لأن هؤلاء ليسوا إلا صدى صوت لللاعبين الأساسيين من أعداء الأمة الصهاينة ومن ورائهم ومن يحطب في شباكهم من خونة الأمة .
نحن هنا ليس سلفيين منحازين بالمطلق لتجربة الزعيم جمال عبد الناصر، ولا ندعي أنه معصوم عن الخطأ، فهو وفي شجاعة أدبية سابقة لعصرها كان أول من انتقد حكمه ومارس نقدا ذاتيا قبل النكسة وبعدها، وهو أيضا ليس فوق النقد فهذا ضد جوهر الناصرية، ولكن النقد من التجربة بهدف الإصلاح والبناء شيء، والهدم والعمالة شيء آخر مختلف تماما .
نعم لقد بدأ عواء الكلاب الضالة مبكرا وقبل ذكرى الرحيل المفجع، وهو على كل حال لم يتوقف على مدار العام، ودعونا نختصر كل الأشياء ونقول بصراحة، هناك مشروعان للأمة قدمتهما مصر العزيزة أهم وأكبر قطر عربي، وهما المشروع المقاوم ورمزه الزعيم جمال عبد الناصر ، والمشروع النقيض الذي أسموه السلام وممثله الخائن أنور السادات الذي أثبت أنه مشروع فاشل منذ الزيارة المشئومة لفلسطين ، ولو سألنا ماذا استفادت مصر قبل غيرها لكانت النتيجة صفر اً في كل المقاسات، فقد أعلن الخائن الأكبر الساداتي أن 99% من حل القضية بيد أمريكا، فماذا جنت مصر قبل غيرها من ذلك إلا الفساد والمحسوبية وبيع مؤسسات الوطن ؟
بينما مشروع المقاومة المعتمد على إمكانيات الأمة في وحدة الصف والمصير المشترك في مواجهة العدو الذي يستهدف الجميع، يثبت كل يوم صحة نهجه وسلامة سياسيته، وأنه الطريق الصحيح لفجر جديد لأمة تبحث لنفسها عن مكان بين الأمم والشعوب .
لذلك لا بديل عن هذا المشروع والذي من خلاله تستعيد الأمة ذاتها بين الأمم، ولا عزاء للصامتين الذين صح فيهم قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( لم ينصروا الباطل ولكنهم خذلوا الحق) .

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى