البيان الختامي للملتقى العربي.. متحدون ضد صفقة القرن وقرار الضم

بيروت – بدعوة من الملتقى العربي ” متحدون ضد صفقة القرن وخطة الضم”، أقيم في دار نقابة الصحافة اللبنانية ببيروت مؤتمر صحفي لإعلان البيان الختامي للملتقى الذي انعقد يومي السبت والأحد 11 و 12 تموز 2020 عبر وسائط التواصل الاجتماعي (تطبيق Zoom ) والذي تلاه عضو اللجنة التحضيرية للملتقى معن بشور، وشاركه الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، ومدير عام مؤسسة القدس الدولية الحاج ياسين حمود، وفيما يلي نصه..
**بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية واللقاء اليساري العربي والجبهة العربية التقدمية، انعقد الملتقى العربي العام (عبر تطبيق zoom) يومي السبت والأحد 11 و 12 تموز/يوليو 2020، بمشاركة حوالي (102) شخصية عربية من قادة فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعديد من أمناء وأعضاء الأمانات العامة للهيئات الداعية والأحزاب العربية والاتحادات والشخصيات الوطنية والقومية والإسلامية في الوطن العربي، وبالتزامن مع الذكرى الرابعة عشرة لانتصارات المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني في شهري تموز وآب من العام 2006م، وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على العدو الصهيوني في صيف 2014م.

وبعد تهنئة المقاومة في لبنان وفلسطين بالانتصارات التي تحققت على العدو الصهيوني وشكلت تحولاً نوعياً في مسار الصراع واحدثت توازن ردع مع هذا العدو، توقف المجتمعون أمام المخاطر المحدقة بفلسطين، والعدوان المستمر عليها من الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، والتي كان آخرها تبني الرئيس الأميركي ترامب لجريمة القرن، القاضية بتصفية القضية الفلسطينية، من خلال إعلان القدس عاصمة “للدولة” اليهودية ونقل السفارة الأميركية إليها، واعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان العربي السوري المحتل. وشروع العدو بتنفيذ خطة ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية بما فيها غور الأردن إلى سيادة الكيان الصهيوني، دون اكتراث لحقوق الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه منذ 72 سنة، أو مراعاة للمواثيق الدولية والقرارات الأممية الصادرة حيال فلسطين او لشرعة حقوق الإنسان وعدم الانصياع للقانون الدولي الذي يعطي الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
بحث المشاركون في الملتقى في التداعيات والآثار السلبية لجريمة القرن وخطة الضم، على مستقبل فلسطين أرضا وشعباً ومقدسات، وتهديداتها لدول وشعوب المنطقة، وأجمعوا على أن قضية فلسطين لن تموت لأنها قضية حق، وأن أحد مهام الحركات الشعبية العربية هي مواجهة اليأس والإحباط والتمسك بثقافة المقاومة، وتوقفوا عند ممارسات العدو الصهيوني تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ومحاولات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الأصليين، ومحاولة فرض السيطرة الأمنية الصهيونية على المسجد الأقصى واقتسام الصلاة فيه، وناقشوا أساليب وطرق مواجهة هذه التهديدات والمخاطر والسبل الآيلة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وأكّدوا الحاجة لوضع إستراتيجية شعبية عربية، لا للمشاركة برفض مخططات الضم وجريمة العصر فحسب، وإنما في التهيئة لانخراط شعبي عربي وإسلامي مع الشعب الفلسطيني في معركته المتواصلة مستفيدة من متغيرات هامة في موازين القوى الإقليمية والدولية، ومن مظاهر ترهل وتفكك في الكيان الصهيوني وفي دعم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية له.

وقد جرى خلال المناقشات استعراض لمجمل التحركات الشعبية داخل فلسطين وعلى مستوى الأمّة، ومن خلال أحرار العالم وأكّد المشاركون على ضرورة أن يكون هذا الملتقى قوة دفع لوقائع جديدة على الأرض الفلسطينية والعربية وفي العالم.

وقد صدر عن الملتقى الإعلان التالي:

أولا: يعتبر الملتقى ان خطة الضم هي استكمال لجريمة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية وإحكام قبضة العدو الصهيوني على كامل فلسطين وإقامة دولته اليهودية العنصرية على أراضيها دون مراعاة أي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني. لذا نحذر من مخاطر هذه الخطة التي تعتزم قيادة الاحتلال الصهيوني القيام بها، ونجدد رفضنا القاطع لها ولجريمة القرن، ونعتبر أن هذه الخطوة هي عدوان جديد صارخ على شعبنا الفلسطيني وامتنا جمعاء، وهي أحد فصول الإجرام ضد الإنسانية التي تدعمها وتساندها الإدارة الأميركية العنصرية ضد الإنسانية.

ثانيا: يدعم الملتقى الموقف الفلسطيني الشجاع والموحد، الرافض لجريمة القرن وخطة الضم، ويؤكد على انه المرّتكز الأساس في هذه المواجهة ويشكّل الصفعة الأولى والقوية في الرد على هذا العدو الذي عمد خلال العقود الماضية إلى بث الخلافات والنزاعات بين أبناء شعبنا الفلسطيني وامتنا حتى يتسنى له تمرير جرائمه وخططه، والتوافق على إستراتيجية وطنية موحدة، لمواجهة ومقاومة هذه الجريمة والخطة الخطيرة، ويؤكّد الملتقى أن اللقاء الذي جمع حركتي حماس وفتح خطوة مباركة وفي الاتجاه الصحيح، ويدعو الى تمتينها وتوسيعها لتشمل جميع قوى المقاومة في فلسطين، كما يدعو إلى العمل لمساعدتها على الاستمرار من أجل العمل الوطني المشترك، فاللحظة الراهنة تستوجب فتح بوابات الوحدة على مصراعيها للاستيعاب الكامل لجهود الجميع وإطلاق انتفاضة شعبية وميدانية في إطار المواجهة الشاملة في كل الساحات، وعلى كل المستويات كمقدمة لدحر الاحتلال واستعادة الحقوق والمقدسات كاملة.

ثالثاً: يرى الملتقى في المواقف الأردنية الأخيرة خطوة متقدمة في مواجهة مشروع الضم الصهيوني للضفة الغربية ومنطقة الأغوار ويدعو الملتقى إلى تطوير هذه المواقف من أجل التكامل مع الموقف الفلسطيني ليشكلا معاً رأس حربة في جبهة واسعة تضم الجميع وفي مقدمتها دول الطوق من سوريا إلى لبنان ومصر لإسقاط هذه المخططات التي تستهدف الأمة بأقطارها كافة،.

رابعا: يحيي الملتقى صمود شعبنا الفلسطيني المجاهد والمناضل في الأراضي المحتلة أمام آلة العدو الإجرامية وثباته ومقاومته في الدفاع عن الأرض والمقدسات ونعتز بشهدائه الأبرار وعوائلهم والجرحى المضحين والأسرى الصابرين وكلنا ملء الثقة بهذا الشعب الذي منه نتعلم الدفاع عن الأوطان في مواجهة الاحتلال بأنه كما عودنا سيهب هبة رجل واحد وينتفض لإسقاط جريمة القرن وخطة الضم بكل الوسائل المتاحة لديه.

خامساً: يحيي الملتقى شعبنا الفلسطيني في الشتات على التمسك بموقفه الراسخ برفض مشاريع التوطين والتهجير وإصراره على حق العودة إلى وطنه العزيز رغم كل المعاناة وشظف العيش والإغراءات، ولا شك انه سيطلق أوسع حراك شعبي مع أبناء الأمّة وأحرار العالم بمختلف الأشكال، بما في ذلك الوقوف أمام السفارات الأميركية والصهيونية للتعبير عن حالة الغضب والرفض لمخططات الضم وتصفية القضية الفلسطينية، فضلًا عن مساهمته في التحرك السياسي والقانوني لمحاكمة الاحتلال وملاحقة قادته على جرائمهم الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني.

سادساً: يثمن الملتقى المواقف العربية والإسلامية والدولية الرسمية والشعبية الرافضة لصفقة ترامب ومخطط الضم، ويدعو الحكومات والبرلمانات لاتخاذ إجراءات متقدمة في هذه المواجهة وقطع العلاقات مع الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تنفيذاً لقرارات اتخذتها سابقاً قمم عربية، ومساعدة شعبنا الفلسطيني على الصمود ومواجهة الاحتلال ومخططاته، لاسيّما إسقاط جريمة القرن ومخطط الضم بكل الوسائل المتاحة .

سابعاً: يؤكّد الملتقى على سقوط الرهان على المفاوضات ومشاريع التسوية معتبراً أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق والمقدسات وان هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة وثمن عالياً دور الدول والجهات العربية والإسلامية الداعمة للمقاومة في فلسطين سياسيا وماديا وعسكريا.

ثامناً: يدين الملتقى خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني ويعتبرها جريمة وخيانة للقضية الفلسطينية والذي تورطت به بعض الأنظمة والهيئات والأفراد ويطالبهم بوقف التطبيع فورا وقطع كل العلاقات والاتصالات مع هذا الكيان الغاصب ويحذر من محاولات العدو اختراق دول المنطقة عبر هذه البوابة التي تشهد تداعيات خطيرة، ونشاطات مشينة ثقافية وإعلامية ورياضية واجتماعية وغيرها والتي تشكل انتهاكًا لحقوق الأمة العربية والإسلامية واعتداء على مقدساتها وتاريخها وحضارتها، وفي هذا المجال يحيي الملتقى كل هيئات ومراصد ومبادرات مناهضة التطبيع في العديد من الأقطار العربية، ويدعو إلى توسيع مجالات عملها لتشمل كل أقطار الأمّة، وإلى تشبيك عملها وإلى العمل من أجل إصدار قوانين تجريم التطبيع، متكاملة مع حركة المقاطعة للعدو وداعميه على المستوى الدولي، ويدعو إلى تفعيل قوانين ومكاتب المقاطعة في البلاد العربية، كما يدعو الملتقى إلى العمل من أجل قطع كل العلاقات مع العدو الصهيوني وإغلاق السفارات ومكاتب الاتصال وغيرها.

تاسعاً: يدعو الملتقى الأمة العربية والإسلامية، أنظمة وشعوباً، إلى نبذ خلافاتها وتوحيد صفوفها وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على أنها القضية المركزية للأمّة، ودعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وأخرها جريمة صفقة القرن وخطة الضم، وإسناد شعبنا الفلسطيني عبر دعم صموده وتثبيته في أرضه ووطنه ومقدساته بما يمنع الاحتلال من التأثير السلبي عليه والاستفراد به. كما يتوجه الملتقى إلى جماهير امتنا وأحرار العالم بالوقوف صفًا منيعًا في مواجهة المشاريع الأميركية الصهيونية، وبذل الجهود لإحياء العمل القومي والإسلامي الجامع لدعم القضية الفلسطينية، عبر الهيئات القائمة في مختلف أرجاء الوطن الكبير، ويدعو الملتقى إلى استمرار العمل من أجل طرد الكيان الصهيوني من مختلف المنتديات الإقليمية والدولية.

عاشراً: يدين الملتقى الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على بعض دول المنطقة وشعوبها بهدف إرباك وإشغال هذه الدول لتمكين العدو من التفرغ لانجاز مخطط تهويد ما تبقى من ارض فلسطين، كما يؤكد الملتقى شجبه الحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية الجائرة على دول وقوى المقاومة بهدف تجويع شعوبها وكسر إرادتها، معتبراً أن قوانين الحصار وإجراءاته ضد سورية وفلسطين ولبنان واليمن وإيران وفنزويلا وغيرها، إنما هي مخرجات لجريمة القرن وتمهيد لتنفيذها وهي مخالفة للقانون الدولي الذي لا يعطي أي دولة أن تكون شرطي العالم وتنزل العقوبات على الدول التي تخالفها، وهذا ما يتطلب فتح الحدود بين بلداننا وبناء استقلالنا الاقتصادي وتنميتنا المستدامة.

حادي عشر: يدعو الملتقى الدول الصديقة وأحرار العالم إلى رفض صفقة القرن وخطة الضم ومخرجاتهما والعمل على إسناد الشعب الفلسطيني ودعم صموده ونضاله لمواجهة المخططات والمشاريع الأميركية الصهيونية وتكثيف حركات التضامن معه لتحرير أرضه واستعادة حقوقه كاملة، والسعي للتواصل مع كل الحركات والهيئات العاملة في العالم لدعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه.
ثاني عشر: يؤكّد الملتقى على ضرورة وضع خطط تفصيلية مع المؤتمرات العربية والدولية، وإشراك المنظمات الشعبية والنقابية كافة في تنفيذها، ووضع برنامج هادف لإنماء ثقافة المقاومة وممارسة أعلى درجات الضغط الشعبي على النظام الرسمي العربي والخروج من سياسات التواطؤ والعجز والمراوحة تجاه القضية الفلسطينية.

ثالث عشر: ضرورة تفعيل الملاحقة القضائية للإرهابيين الصهاينة وداعميهم في كل مكان وحيثما يكون ذلك متاحاً.

رابع عشر: توجيه نداء إلى الإعلاميين العرب والمسلمين وإلى تنظيماتهم المهنية من أجل الانخراط بقوة أكبر وفضح الإرهاب الصهيوني وجرائمه ومخاطره.

خامس عشر: الدعوة إلى قيام مبادرات عملية مستعجلة في منطقة الأغوار لدعم صمود أهلها وتثبيتهم وفرض أمر واقع على الاحتلال.

سادس عشر: التأكيد على أنه إذا كانت قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمّة، فأن القدس ومقدساتها هي البوابة المركزية للدفاع عن القضية المركزية والهوية في آن.

سابع عشر: تشكيل لجنة متابعة من ممثلي الهيئات الداعية لهذا الملتقى ممن شاركوا في التحضير له، ومن يرتأوا إضافته لتتولى تنفيذ مخرجات الملتقى وتطويرها في ظلّ التطورات.

إن قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية إنسانية عادلة وستعود فلسطين إلى أهلها وأمّتها وإن طال الزمن فالتحرير اّت والاحتلال إلى زوال.

بيروت في: 16/7/2020م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى