جراء فتوى من حاخام خرف.. إصابات فيروس كورونا أكثر انتشاراً بين “المتعصبين دينيا” في إسرائيل

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن ثلث فحوصات فيروس كورونا المستجد التي يتم إجراؤها تتركز في “بني براق” شرق تل أبيب، حيث يسكن المتعصبين دينيا تكون إيجابية.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن معدل العدوى في المدينة بلغ 34 %بينما في جارتها تل أبيب 6 %وفي القدس .%10

وأشارت الصحيفة إلى أنه بشكل عام، فإن معدل الإصابة في إسرائيل يظهر انخفاضا ،بينما ترتفع الحالات المؤكدة وسط المجتمع المتعصب.

وكان تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية حذر من أن أزمة تفشي فيروس كورونا ستجعل إسرائيل تدفع ثمن إهمال أقلياتها وتحديدا اليهود المتعصبين دينيا.

ولفت التقرير إلى أنه “رغم التأكيد منذ البداية على أن المعابد الدينية هي الأماكن الأخطر لنشر العدوى، فإن تعامل حكومة بنيامين نتنياهو ، التي تضم وزيرا للصحة ينتمي للمتعصبين دينيا ، كان ضعيفا بصورة مخزية، موضحا أنه ترك المعابد مفتوحة لفترة طويلة، إلى درجة أنه لا يزال يتم السماح حتى الآن ببعض الشعائر، رغم أنه طلب من الجميع تقريبا البقاء تحت إغلاق شبه كامل”.

واعتبرت الصحيفة أن الحكومة استسلمت للمتدينين والمتعصبين، الذين لم يدركوا بعد الأهمية الكبيرة للوقت.

واكد تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي ، أن 29 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل، انتقلت لهم العدوى داخل المعابد والمدارس الدينية.

ويمثل الحريديم نحو 12 بالمائة من إجمالي سكان إسرائيل، البالغ 9.1 مليون نسمة، أي أن عددهم يزيد عن المليون.

ومنذ بداية تفشي كورونا في إسرائيل، تشكو السلطات من عدم اتباع الحريديم تعليماتها، لاسيما تلك المتعلقة بتقليل الزحام والتزام المنازل.

ويوم امس الإثنين، قالت الشرطة الإسرائيلية، إنها تواجه مصاعب في فرض تعليمات وزارة الصحة، للحد من انتشار الفيروس في الأحياء ذات الأغلبية المتدينة، وخاصة في حي “مايه شعاريم” ومدينة بني براك.

ولم يجد الحاخام حاييم كانيفسكي، أحد كبار زعماء التيار الحريدي (المتدين) في إسرائيل، بُدّا من التراجع عن دعوة سابقة له بمخالفة تدابير مكافحة كورونا، حيث استدرك ذلك بفتوى جديدة حظر فيها الصلاة العامة وأعلن تطبيق عقاب قد يصل حد القتل ضد مخالفيها.

وسبق أن دعا هذا الحاخام الاحمق إلى مخالفة تعليمات وزارة الصحة الاسرائيلية، بشأن إغلاق المدارس الدينية والمعابد في إطار مواجهة تفشي الفيروس.

ويوم امس الاول الأحد، أفتى “كانيفسكي”، بحظر الصلاة داخل المعابد، أو حتى إقامتها في الأماكن المفتوحة وفق ما تسمح به وزارة الصحة الإسرائيلية.

وأوضح ” كانيفسكي” أن من يخالف تعليمات وزارة الصحة ينطبق عليه “دين روديف”، واعتبر إبلاغ السلطات عنه “إلزاميا”، حتى لو عوقب بشدة، دون اعتبار ذلك محظوراً.

و”دين روديف” هو حكم الذي يعرض حياة يهودي للخطر، وهي فتوى قد تقود للقتل، وسبق أن أدت إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق “اسحاق رابين” قبل ربع قرن من الزمان.

لكن فتوى “كانيفسكي”، لم تنجح في تغيير نظرة غالبية الإسرائيليين لمدن الحريديم على أنها “بيت الداء”، وليس ذلك محض افتراء بل بناء على معطيات رسمية لوزارة الصحة.

وقد ارتفعت حصيلة الاصابات بفيروس كورونا “كوفيد 19 “في إسرائيل يوم الثلاثاء، لتصل الى 4831 إصابة، بينها 69 إصابة بحالة خطيرة جدا، فيما سجلت وفيتان جراء الفيروس، ما يرفع عدد الوفيات إلى 17.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى