تطبيقاً لشعار كل مواطن خفير.. جيش من المتطوعين يحمي بكين

يبلغ عددهم نحو 850 ألف شخص، معظمهم من فئة كبار السن ما فوق الخمسين عامًا، ويميزون انفسهم بالشارات والقبعات الحمراء، ينتشرون في شتى أرجاء العاصمة الصينية بكين، التي تصنف بأنها من أكثر مدن العالم أمانًا.

هؤلاء ليسوا الشريحة العمرية لفئة معينة من سكان بكين، ولكنهم ما يطلق عليهم “المتطوعين الأمنيين الشعبيين”، الذي يساهمون في حماية العاصمة الصينية، بمعدل “متطوع” واحد، لكل 25 مواطناً بالمدينة.

ويشرف هؤلاء على ضبط وتسيير العملية الأمنية في العاصمة الصينية إلى جانب رجال الشرطة.

وحسب معطيات بلدية بكين، يبلغ عدد “المتطوعين الأمنيين الشعبيين” المسجلين في المدينة، حوالي 850 ألف شخص.

كما يمكن أن يزداد العدد إلى مليون و400 ألف عنصر، مع دخول مئات الآلاف في الخدمة بشكل مؤقت، في عدد من الأحداث الهامة، مثل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، والاجتماعات السنوية لمجلس الشعب، فضلا عن المنتديات الدولية التي تستضيفها بكين بمشاركة رؤساء الدول.

ويبلغ تعداد سكان العاصمة الصينية 21 مليون و500 ألف نسمة، أي أن المتطوعين الأمنيين تبلغ نسبتهم بمعدل عنصر أمني متطوع لكل 25 مواطن.

في حين تعد شوارع منطقة تشاويانغ، أكبر مناطق بكين، الأكثر اكتظاظا بعناصر الأمن المتطوعين، حيث ينتشر 300 عنصر في كل كم مربع واحد، وفق إعلام محلي.

ويؤدي عناصر الأمن المتطوعين مهام عديدة مثل إجراء الدوريات، والمساعدة في نقاط التفتيش، وإعداد تقارير حول الأنشطة الغير قانونية في أسواق وأحياء المدينة.

وتتراوح أعمار الغالبية العظمى من عناصر الأمن المتطوعين ما بين 50 و70 عامًا، ويميزون أنفسهم من خلال ربط شارات حمراء على أذرعهم مكتوب عليها “متطوع أمني”، كما يرتدون قبعات من نفس اللون.

ويمكن للمواطنين التسجيل للتطوع كعنصر أمن من خلال مكاتب الحزب الشيوعي الصيني، حيث يقيم المسؤولون تلك الطلبات بناء على ولاء الشخص للنظام الشيوعي ومبادئ الحزب.

ويتبع المتطوعون الأمنيون نظام الدوريات المتناوبة، إذ يجب على كل عنصر العمل لـ 3 أيام على الأقل أسبوعيًا.

وتمتلك جماعات العناصر المتطوعين أسماء وألقاب خاصة بها في الأحياء التي تشرف على ضبط الأمن فيها، ما يجعلها تكتسب المزيد من الشعبية في أعين أهاليها، مثل “حراس دونغ جينغ”، و”جدات شيجينغ”، و”جماهير تشاويانغ”.

وتعد “جماهير تشاويانغ” الجماعة الأمنية الأكبر، إذ تضم 60 ألف عضوا، ويصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب فكاهي بأنها خامس أكبر جماعة أمنية على مستوى العالم بعد كل من وكالة الاستخبارات الأمريكية، والمخابرات الروسية، والموساد الإسرائيلي، والمخابرات البريطانية.

وتحظى هذه الجماعة بتقدير السلطات الأمنية في المدينة، بفضل المساهمات القيمة التي تقدمها في سبيل الحفاظ على الأمن العام.

واكتسبت “جماهير تشاويانغ” شهرة كبيرة عام 2014، عندما قدمت أدلة للشرطة تؤكد تورط نجل الممثل العالمي الشهير جاكي شان بإدمان المخدرات، ما أسفر عن اعتقاله.

وحسب بيانات شرطة تشاويانغ، فإن رجال الأمن المتطوعين قدموا لها العام الماضي، 8 آلاف و300 دليل هام في قضايا أمنية، وساهموا في حل 370 قضية، كما شاركوا في اعتقال 250 مشتبها، وحددوا 390 حادثة خطيرة على الأمن العام.

ويوجد تطبيق على الأجهزة الذكية تحت اسم “جماهير تشاويانغ”، إذ يمكن لأي مواطن الاشتراك فيه من خلال تسجيل بياناته الصحيحة، واستخدام المنصة للإخبار عن حالات الجرائم التي تشكل تهديدا على الأمن العام، ومن ثم الحصول على جائزة مالية مناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى