إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي 

 

1▪ من هو المستهدف بالحرب على سورية ؟

المواطن السوري العادي هو المستهدف، وبالتالي يجب أن يكون شريكا في الدفاع عن نفسه.. ويجب أن يكون شريكا للدولة وأن يتوقع النتائج مهما كانت.. لأنها أفضل من الهزيمة وأقل كلفة من سيطرة المهاجمين.. إذا انتصروا.. !!

يجب أن يتوقع الحصار الاقتصادي وكل أنواع الحصار على ذاته وعلى أولاده.. وعلى عائلته وعلى حياته اليومية.. لأن المهاجمين المهزومين عسكريا أغنياء.. ولا يستسلمون للهزيمة بسهولة.. بل عليه أن يفرض نفسه عليهم بالصمود وبالقوة غير العسكرية كما فرض انتصاره العسكري عليهم!!

2▪ ما يُسمى إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي في سورية..

هو باختصار إفشال الهجمة النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المصاحبة واللاحقة للهجمة العسكرية على سورية.. والعودة بالمجتمع السوري إلى سابق مواقفه ووضْعه وممارساته رغم معاناته..

ليس التخلي عن الوطن، بعد المعارك، صفة للوطنيين..

ولا مواصلة تحمّل آثارها شيء متوقع بسهولة من المواطن العادي دون أن يفهم أو دون إقناعه بذلك.!! هذا المواطن هو الحامل الرئيسي للمواجهة.. لكن يجب أن يعرف ذلك باقتناع!!

وباختصار.. الحرب لا تنتهي بانتهاء المعارك العسكرية..!

وموضوع هذه المحاضرة قريب جدا من هذا..!!

عند قيام العدو بالهجوم، فإن أهم ما يفكر به هو رسم أخلاق خصمه المعتدى عليه بعد الأحداث، كما يريدها المعتدي، حتى يتمكن من السيطرة حسب مصالحه..

فمِن أهداف العدو المهاجِم، بالإضافة إلى التدمير والخرابُ، تفتيت المجتمع المهاجَم ونشر الكراهية فيه اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، وذلك يتمثل في :

– الحصار الاقتصادي والغلاء ومحاولة منع التطور الصناعي ورفع نسبة البطالة، وانخفاض قيمة الليرة

– نشر مشاكل الطاقة سواء في البيوت كما هو في عرقلة توزيع الغاز ووقود التدفئة وإشعال الكهرباء في ساعات محددة، أو عرقلة المواصلات كما هي الحال في وضع الخطط لمنع توفير البنزين أو المازوت في المدن، أو عرقلة التصنيع وسير المصانع..

– كما تنتشر بدعم من العدو ومن أذنابه الداخليين مشاكل نقص المواد اللازمة للحياة، مثل نقص مياه الشرب، مع انتشار فكرة عدم جدوى ما يتوفر مها، ومثال ذلك نشر فكرة الحاجة لملء ماء الشرب من مياه الفيجة الموجودة في شوارع دمشق، في المناطق القريبة من دمشق، فيأتي المواطنون من المناطق القريبة لملء القناني منها للشرب، رغم أن المياه الموزعة عليهم صالحة لكن طعم الكلور لم يختفِ منها!!

– نشر المشاكل للسواح، الذين اعتادوا أن يجدوا في سورية أكثر مما اعتادوا أن يجدوا في ديارهم، وخصوصا العرب منهم، لأن كلفة المطلوب تصبح مرتفعة بعد الأحداث والمواد تصبح أقل وجودا.

– نشر الأنانية ونشر الفساد في المجتمع .

– التجهيل ونشر الشائعات والإعلام الكاذب وبناء منظماته التي لا جذور لها، مثل المرصد الوطني.

– نشر فقدان الثقة واليأس عند رؤية الدمار.. ونشر فكرة الهجرة عند الشباب السوري، رغم أن الهجرة لن تساهم إلا في زيادة الهموم السوية بشكل عام وإن قدمت بعض الحلول لبعض المشاكل الفردية .

– نشر الإقليمية والطائفية والفُرقة، في حلل بهية مثل “الأردن أولا” وهو شعار اشتهر في حنوب سورية، رغم أن صاحبه قُتل، وشعار “ما حك جلدك مثل ظفرك” الذي رفعه أبو عمار، رغم أن سورية هي أفضل من حك جلده عندما سمحت لحركة فتح أن تنطلق من أرضها.. وكنتُ من أفرادها الذين تدربوا في سورية!!! وقد مارستْ حماس ذلك الشعار خلال الأحداث، وإن بقيت الجبهة الشعبية / القيادة العامة، وفتح الانتفاضة والجبهة الشعبية مخلصة لسورية..

– واليوم نجد الحكومات العربية تتخلى عن سورية في الجامعة العربية، تاركة المجال لمؤيديها للعمل ضد الدولة السورية التي رغم ذلك تصر على أنها ستبقى مرتبطة بالشعب العربي حيث كان لا بالحكومات العربية، بتعدد مكوناتها في سورية.

– نشر العادات السيئة ونشر التذمر والشكاوى والتشاؤم عند المواطنين السوريين لتيئيسهم.

– نشر الدعوة للحداثة modernity كما سيُشرَح لاحقا

– كما إن العدو سيحاول بكل جهده توفير الفرص للانتهازيين، وتمكينهم هم والأشخاص الذين يسهل عليه ابتزازهم وتوجيههم، مما سيجعل أغنياء الحرب يكثرون في سورية والمواطن يعاني منهم!!

– كما سيحاول العدو على نشر فكرة تخويف المجتمع السوري من أنه وحده في المعركة، ولا يشاركه في المعركة العسكرية أحد، رغم وجود روسيا التي تشاركه في المعركة العسكرية وحزب الله وإيران اللذان يحالفانه في كل الأبعاد، ورغم أنه قادر على خوض المعركة والتصدي لها بقوته.. كما أثبت.. ورغم أنه قدم الكثير من الجهد والدم في قضايا العرب..

– هنا يجب التنبيه إلى أن المتضامنين مع سورية، الموجودين في لمنطقة هم ليسوا متضامنين بل هم مدافعون عن نفوسهم في سورية، وذلك ينطبق على العرب منهم وعلى روسيا التي تعترف بذلك، وعلى إيران التي تستهدفها أمريكا وإسرائيل!! سورية تدتفع عن الجميع لكن بدماء شبابها وكرامة شعبها

■ العناصر الدينية :

تُعتبر العناصر الدينية والطائفية أهم العناصر التي يستعملها العدو، لهز وإضعاف حب الوطن وضعف الانتماء في المجتمع المستهدف ( وهنا هو السوري )، وتشويش الأفكار فيه والخوف من المجهول، رغم أنه لم يعُد مع الهجمة مجهولا..

3 ▪ إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي بعد الحرب العالمية الثانية :

بعد الحرب العالمية الثانية، كثرت الأبحاث والدراسات في مسألة إعادة الإعمار الأخلاقي والإنساني في المجتمعات الغربية.. لإعادتها إلى الميدان، بعد أن دفعت الكثير

ولكن في منطقتنا، نَدَرَ من يبحث في إعادة الإعمار هذا، وإن كَثُرَ من يبحث في موضوع إعادة الإعمار بطبيعته الهندسية..

نحن هنا، لا نبحث في الأخلاق العامة ومفاهيمها العادية، ولا في أخلاق الأطباء والممرضين والمهندسين والمهنيين إلخ.. ورواتبهم المبنية على أوضاع عادية.. تجعل دخلهم كافيا للحياة..

ولا في بناء ما دُمِّر ولا في البنية التحتية ومشاريع الطاقة وغيرها.. ومصانع الدواء والغذاء.. وهي رغم أهميتها تحتاج لبحوث خاصة مناسبة.. وليست شروطا لإعادة الإعمار الأخلاقي والإنساني..

نحن نتكلم مباشرة في إعادة العلاقات الإنسانية في المجتمع المتضرر والمنطقة كلها.

لأن العنف والقتال في مكان ما، والأطراف التي تؤدي إلى أي نوع من التدمير، ربما تجعل أسلحة العنف والعمل العسكري بداية..

لكنها تجعل سلاح الدمار الأخلاقي وألإنساني جزءا لا يتجزأ من هجمتها.. وخصوصا إذا كان هدفها شعبا مثل شعب هذا البلد..!

وإذا كانت هذه الأطراف والأعداء مثل أمريكا وإسرائيل وتركيا.. ومثل بعض الحكومات أو العائلات الحاكمة العربية.. حين تتوفر لها أدوات مثل الإقليمية والقومية والدين والتعدد والطائفية، وحين تتوفر لها جِهات راعية وحامية وشريكة مثل التي تتوفر اليوم.. فإنها تواصل هجمتها مستعملة ما أمكنها دون إعلان عنه..!!

الأخلاق هي العلاقات الطيبة في المجتمع، وهي الحقوق والواجبات، التي تضمن غياب الأنانية، وغياب جعْل الذات أولا، إنها أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنَّى بها الشعراء ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي:

« وإنما الأمم الأخلاق ما بقيَتْ …. فـإنْ هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهبوا ”

نحن نبحث في الحقوق والواجبات..

أي إننا نبحث في الحقوق.. وبما يحق للمواطن أن يطلبه من الدولة والمجتمع، وأوله ما يستطيعان تقديمه له، على ألّا يُظلم ولا يُستغل..

وفي الواجبات أيضا.. وما يجب على المواطن أن يقدمه.. وأوّلُها أن يشارك الدولة والمجتمع في (التحمُّــــل).. وألا يظلمَ غيره أو يستغلَّه..

إعادة الإعمار هنا، لا تعني إعادة الإعمار الهندسي الذي يمكن تحصيله بالمال والقوانين..!

بل تعني البحث في عوامل إعادة العلاقات المجتمعية بين الناس والناس، وبين الناس والدولة، وتعني الدفاع ضد الهجمة الإعلامية، التي تُعتبر امتدادا للهجمة المسلحة وربما أخطر منها..!!

وتعني إعادة هوية المجتمع إليه، وإلى وضعه وعاداته وممارساته التي كان يمارسها قبل الهجوم عليه، وتعني تذكيره بواجباته، ومنها تحرير بلاده كاملة ومنع أعدائه من استمرار احتلالها والتمتع باحتلالها..

والآلام التي سيعانيها المجتمع.. والمشاكل التي سيواجهها كالبطالة ونقص المواد المعروضة في سورية ونقص السلع من كل الأنواع والدمار الذي سيراه في كل المدن والعمليات الإرهابية المستقبلية المحتملة..

والمشاكل السياسية والوطنية التي سيستمر المهاجمون في ممارستها ضده وضد سورية ومنها مَثَل هام هو ما أعلنه ترامب من اعتراف بسيطرة إسرائيل على الجولان.. التي هي أرض هذا المواطن السوري..

4▪ الدعوة للحداثة Mopdernity :

تنشر في العالم العربي الدعوة الغربية للحداثة، تلك الكلمة الجميلة الرنانة، التي توحي بأننا متخلفون، و لا تنتشر بنفس القوة في الغرب.. وهنا يجب تحذير مثقفي المنطقة، وسورية بشكل خاص، فنحن في منططططططقتنا وفي سورية بالذات، لسنا بحاجة للحداثة المقصودة، التي تتضمن أول ما تتضمن، نسيان الماضي واستبداله بحاضر ( يبنيه لنا الغرب ).

– سورية أرسلت لكل العالم، الحروف الأبجدية من أوغاريت، لماذا تنساها؟

– في حلب مر في الماضي طريق الحرير؟؟ لماذا ننساه؟

– دمشق أقدم عواصم العالم، هل نستبدلها ببعض المدن الحديثة التي أنشأها المستعمر لتكون بديلة لدمشق وبغداد والقاهرة وهي تاريخ المنطقة؟؟؟

– ( الزباء ) المرأة وملكة العالم السورية حين كان العالم يظلم المرأة، هل نستبدلها بتسيفي ليفني اليهودية كما يريدون؟؟

– هل نستبدل أبا العلاء والمتنبي بجان بول سارتر؟؟ لماذا هل نحن بحاجة لذلك؟؟

– نحن أول من زرع في أريحا، هل نستبدلها بالزراعة الأمريكية الضارة المسرطنة؟

الحداثة دعوة مخيفة لتدمير سورية، فاحذروها.. لستم بحاجة لها.. وإن كنا بحاجة للتطوير.. لا للحداثة..

5▪ الصدمات النفسية :

يجب دراسة تأثير العدوان والعمل العسكري على السوريين البالغين، وعلى الأطفال، ووضعهم النفسي والاقتصادي والغذائي والجسدي والاجتماعي والأمراض المؤقتة والمزمنة الناتجة.

الأمم المتحدة قامت بدراسات حول هذا الموضوع وقالت إن 10% من الناس الذين تعرضوا للعمليات العسكرية عانوا من صدمات عقلية هامة، و10% عانوا من نقص الكفاءة في العمل.

ويشكل الاكتئاب والقلق والمشاكل النفسية وتأثيرها على الجسد، المتمثلة بآلام المعدة وآلام الظهر وقلة النوم أشكالا منها. وعلى الدولة السورية أن تجري دراسات ميدانية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة ذلك.

في أفغانستان، بيَّنت الدراسات الميدانية أن الصدمة على النساء أكبر، وأن أكثر من 40% من العينات الشعبية مصابة بالصدمة.!

5.1 الصدمة النفسية للأطفال :

في سورية، وبعد هذه الأحداث العنيفة، يجب معالجة صدمة الأطفال الذين لا يعرفون لماذا حصلت، تلك الصدمة التي قد تستمر مدى حياتهم، وقد تمتد إلى ما بعد الهجمة لمدة طويلة، وإلى أكثر من حياة جيل واحد، لأن المواطن السوري مستهدَف، وليست الدولة وحدها.

إن معاناة أطفال فيتنام خلال وبعد حرب أمريكا عليها ما زالت حتى يومنا هذا.

وهي تتخذ أشكالا مختلفة من صدمة فكرية إلى صدمة عصبية وعملية.

ويجب تعليم هؤلاء الأطفال بطريقة تأخذ معاناتهم ومشاكلهم النفسية والعاطفية وظروفهم وعزوفهم عن العالم بالاعتبار.

يجب العمل على إقناع الطفل بقدرته على معرفة الأمور وتجنب الخطر القادم معها..

ويجب إقناعه بِقدرته على الاستعانة بالكبار ليعتنوا بالظروف، وتعليم الطفل المقدرة على الاعتناء بالقلق، وعلى الاستفادة من التجربة.

كما يجب تشجيع الأطفال على العلاقات الاجتماعية مع الأطفال الآخرين من مجتمعهم.

لا ننسى أن من الوسائل المفيدة للأطفال أفلام الكرتون، فيجب أن ينجز لهم المفيد منها ويوقف المخيف منها.

كما يجب الحرص على تعليمهم احتمالات وجود الألغام ومصائد المغفلين المتروكة لهم وللكبار لتنفجر لاحقا أو لقتلهم أو لتؤذيهم.

ويجب التنبُّه إلى أنه لا يجب أن تُتْرك الشوارع والمناطق غير المعروفة للأطفال المحتاجين للَّعب، تلك الشوارع والمناطق التي يمكن أن تكون مفخخة، وبمكن أن تكون فيها ألغام أو قنابل لم تتفجر بعد، أو تقودهم إلى ملاعب مفخخة.

5.2 أطفال اللاجئين والنازحين :

أطفال اللاجئين والنازحين إلى داخل وخارج البلد، والذين نتجوا في الوضع الحالي الذي تعرضت له سورية، بين مشرد وجائع وطفل يعاني من الظروف البيئية ويتيم وجريح ومَنْ تعرَّض للاعتداء الجنسي، ومن يحمل القناعة أنه سيموت ومن يرى البيوت المهدمة، وموت الأهل، والإخوة والأخوات والجيران، وفقدان الثقة بالكبار، والمعاناة من الطقس.

حتى أطفال الإرهابيين..

جراسا ماشيل ( زوجة نيلسون منديلا ) كتبت تقريرا هاما حول “أَثَر الحرب على الأطفال” عام 1996 للفت انتباه صانعي القرار للمسألة.

ومعرفة الوسائل والأهداف التي تحددها الأطراف المهاجمة ضد الأطفال أساسٌ في هذا الدفاع..

أولئك الأطفال من مسؤولية الدولة ليكونوا دعما لها لا عبئا عليها.

ويجب تشكيل لجان مهتمة بالموضوع تدرسه وتدرس التجارب الإنسانية وهي كثيرة، حتى تصل إلى موقف مناسب لسورية!

6▪ فهْمُنا للسياسة وعلاقاتها ضرورة لفهم المعركة وإعادة الإعمار الأخلاقي

إن فهْمنا للسياسة يعني فهْمنا للصراع في المنطقة، الذي لم تبدأ العدوان فيها سورية.

ولا يمكن أن نفهم ما حصل في سورية، خلال السنوات الأخيرة، دون أن نفهم الجوانب السياسية والعلاقات في العالم.

وقد نختلف في هذا الفهم مع بعضنا.!

والاختلاف طبيعي في هذه الحالة، لكننا سنتفق حتما على الحد الأدنى..

والمهم أننا رغم اختلافنا، يجب ألا نصِل إلى التضحية بوحدة سورية..

كم اختلف الجمهوريون والديموقراطيون في الولايات وكم اختلف العمال والمحافظون في بريطانيا.. ولكنهم لم يقْسِموا بلدهم يوما.. ووحّد الألمان بلدهم بعْد سنوات..

فلماذا نُقَسِّم سورية؟؟

7▪عوامل الصراع والأسباب المباشرة لاستهداف سورية في نظر المهاجمين :

– وجود إسرائيل والعناصراللازمة لديمومتها .

– نفط المنطقة .

– غاز المنطقة.

– استغلال الغرب للسوق المحلي لبيع السلاح ووسائل النقل وكل أنواع المنتجات .

– الاستفادة من أموال المنطقة بوضع الأرصدة في بنوك الغرب .

– حماية حكومات الدويلات الخليجية، والعائلات المالكة في المنطقة .

– وجود روسيا في المنطقة.. وضمان عدم سيطرتها عليها رغم أن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي ، لكن الرأسمالية الغربية تعتبرها بديلا له.

– موقف سورية من القضية الفلسطينية ومن فلسطين التي اقتُطعت يوما من سورية ولا زالت سورية تعاملها جزءا منها.. ووجود الجولان السورية المحتلة التي هي جزء لا يمكن تجزئته من القضية الفلسطينية، وقد قالت الإدارة الأمريكية في الأسبوع الماضي “أن الأوان قد آن لاعتبار أن إسرائيل غير محتلة للجولان”.. وقول أمريكا هذا يبرهن أن المهاجمين المتحالفين هم مع إسرائيل..!!

– وجود إيران وحزب رجال الله في المنطقة.. وهو وجود ترفضه إسرائيل .

– حاجة الولايات المتحدة للحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة.. وصدامها مع فقراء المنطقة.. إلخ…

– ولا ننسى تمرير خط الغاز القطري إلى أوروبا .

– وتمرير خط البترول من كردستان العراق إلى إسرائيل .

– وإذا استثنينا سياسة الحكومات، فلا نستثني شركات السلاح التي تستفيد من أي صراع في العالم.. ولا الشركات إجمالا التي تستفيد من أي محاولة لاحقة لإعادة الإعمار الهندسي لاحقا، والتي تستفيد ماليا من إقامة مخيمات اللاجئين في الدول المختلفة.

كل هذه العوامل يجب أن تكون مفهومة للمواطنين في كل منطقتنا.. لأنها هي بعض العوامل الدافعة لأي موقف للمهاجمين في المنطقة، والدافعة للعمل على تقسيم سورية والتأثير بقراراتها أو جعل قراراتها تابعة للقرار الاستعماري.

8▪ الأطراف المهاجِمة :

لا شك أن أعداء وحدة سورية كثيرون، وسورية كما هي، لا تتقبل أن يسهل قيادها والسيطرة عليها كما هي الحالة مع الإمارات والدول الصغيرة.. التي يسهل قيادها..

وقد رأينا الأعداء خلال الأحداث، في الداخل والخارج!!

وهم فعلا راغبون جميعا أن يحققوا ألآهداف المذكورة ومنها الهدفان الرئيسيان وهما :

– ديمومة إسرائيل .

– وسيطرة الغرب الإمبريالي على موارد المنطقة ومنها النفط والغاز وعلى الأموال والأرصدة، والممرات الهامة كقناة السويس الواصلة بين البحرين .

وهذه الأطراف ليست مؤقتة في عدائها للمنطقة.. ولطمعها بأموال المنطقة، وهو دائم ما دامت سورية الواحدة موجودة، وما دامت العائلات الحاكمة موجودة ( وهي من الأطراف).. وما دامت موارد المنطقة موجودة فيها.. وأموالها موجودة فيها..

– أول هذه الأطراف، إسرائيل.. المندمجة عمليا مع الولايات المتحدة الأمريكية.. ومصالح إسرائيل واضحة تبدأ بالتزاماتها التي قطعها اليهود على أنفسهم عام 1907 والتي تتضمن حماية العائلات المالكة في المنطقة، ومصالح اليهود أنفسهم، ومصالح الولايات المتحدة والإمبريالية.. واعتراف أمريكا بالجولان كأرض إسرائيلية مخالفة بذلك كل العالم، واعتداء إسرائيل الأخير على حلب برهان على عدوانها واستمرارها به..

– إدارة الولايات المتحدة الأمريكية.. التي تنصب العداء لكل البشرية.

مع أن لها مصالحها المندمجة مع مصالح إسرائيل، ولكن أيضا لها مصالحها كدولة رأسمالية تقود الإمبريالية، ولها الأطماع في النفط والغاز وموارد المنطقة، وبينت ذلك في مهاجمتها للدولة السورية لأنها شاركت روسيا بضرب إدلب التي يجتمع فيها الإرهابيون.

– أوروبا الغربية الاستعمارية التي طلبت ما تفعله إسرائيل اليوم، في عام 1907، وساهمت بتقسيم المنطقة في اتفاقية سايكس بيكو، وأهدت الأناضول لتركيا .

– تركيا وتناقضاتها المعروفة مع سورية.. وأهداف حاكمها الدينية والذي جهّز المخيمات قبل بدء الأحداث للاجئين السوريين، وتركيا ساهمت في سرقة الماكنات السورية من الشمال السوري وهربتها إلى مصانعها، وهي تتناقض مع سورية في مشاكل كثيرة، منها الأناضول والكرد.. كما أن حاكمها الذي يتغير موقفه كل يوم، باع آلاف الدونمات للصهاينة في الأناضول، وهو أكثر الناس خوفا من استقلال الكرد على حساب تركيا .

– ثم الأنظمة العربية التي تطلب الحماية من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذات الدور الوظيفي المحدد لها، تلك الأنظمة التي صنع وجودها الغرب الاستعماري عام 1907 لتقسيم المنطقة ( التقسيم الذي أساسه تقسيم سورية.. وإعطاء فلسطين إلى اليهود ) وهذا التقسيم بدأ يومها بسايكس بيكو وأساسها تقسيم بلاد الشام الذي طال سوريا سابقا و يطال سورية أولا.

– الإرهابيون الأجانب المشتركون مع المنظمات الإرهابية الموجودة في الداخل وعددهم بالآلاف .

– ثم المعارضة الداخلية المسلحة، الموجودة في الخارج وفي الداخل في مناطق الإرهابيين، وهي وسيلة تثبيت التقسيم ومواصلته، المستعدة للتضحية بوحدة سورية، والقيادات القابضة من هذه المعارضة. وقد شكلت هذه المعارضة العشرات من المنظمات الإرهابية، أهمها جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي هي بديل عن أو امتداد لداعش، والجيش الحر.. أولئك الإرهابيون الأجانب يصبحون مشكلة وعبئا عند هزيمتهم، تتحمله الدولة السورية ومنظمات الكرد بعد هزيمة أولئك الإرهابيين.. وهم بالآلاف كما تبيَّن .

– ” أصدقاء سورية ” الذين اجتمعوا في باريس ( ولم يصمدوا ) .

– اليمين اللبناني والأردني والفلسطيني، وقياداته التي تخشى فقدان قيمتها، وهذه القيادات جميعا تعتمد سايكس بيكو أساسا لوجودها وتعتمد دعم أمريكا وإسرائيل لبقائها .

– أعداء إيران ويزعم الحكام العرب أن سبب عدائهم لها هو صفة حكومتها الدينية الحالية، وهذه مسألة دينية ينتج عنها أيضا معاداة أحد حلفاء سورية الميدانيين وهو حزب الله.. الذي تشكو منه إسرائيل.. الحكام العرب هنا أبعد ما يكون عن الدين الذي يتحججون به.

– مموِّلو الإرهاب وخصوصا الدول الخليجية مثل السعودية وقطر .

– أعداء روسيا والصين الذين يرون فيهما امتدادا للاتحاد السوفياتي، بالإضافة إلى أن الصين تمثل خطرا اقتصاديا مهما على كل الغرب. كما تمثل روسيا خطرا على قطر بمسألة الغاز الذي تورده إلى أوروبا

8.1 ▪ المسائل التي تتبناها وتتكلم عنها هذه الجهات في معركتها :

الحروب ذات تأثير سلبي على مجالات كثيرة.. والأطراف المذكورة تستغل في إعلامها كل النتائج السلبية ليكون سلاحا تمارسه في هجومها على المواطن السوري.. ويُشكل الوقوف ضد هذه المسائل عاملا هاما في الإعمار الإنساني والأخلاقي..

ومن هذه المسائل :

الإدعاء بجوع االسوريين في الداخل والمخيمات .

البطالة في سورية ومشاكل الاقتصاد والصناعة والزراعة

وفقدان السيولة .

الصدمات النفسية وتجهيل الأطفال .

خلق المشاكل الاجتماعية ومشاكل الوعي والثقافة والفنون في سورية .

محو الذاكرة لمصلحة إسرائيل أساسا..

مشاكل اللاجئين والنازحين المحليين والإرهابيين الأجانب .

والمهاجمون يعتبرون أن اختيار الحلفاء حق للعائلات المالكة، لكنه ممنوع على سورية أن تتحالف مع روسيا وإيران..!! مثلا التحالف مع أمريكا وإسرائيل .

إن الأطراف التي تهاجم سورية الواحدة، تظن أن ما تنتجه هجمتها يكفي لتدمير وتمزيق سورية، وهي تملك الأموال الطائلة وتسيطر على الجهات المستعدة لعمل الدراسات، للطرق التي تواصل بها هجمتها بالوسائل العسكرية وغير العسكرية، على سورية الواحدة وعلى الشعب السوري.

جميع الأطراف المهاجِمة تحاول أن تُخفي عداءها، وأن تُزوِّر مواقفها الحقيقية، وتُغلِّفها دائما بالنوايا الحسنة، فهي:

– تتكلم عن بداية ألأحداث كما تريد، وتتجاهل كيف بدأت الأحداث بتخطيط من رجالها .

– تلجأ إلى التفرقة بين القوميات والطوائف وتركز على الكُرْد وتتهمهم بالعلاقة مع إسرائيل، كما تركز على مسألة وجود إيران والشيعة في لبنان وسورية والبحرين وغيرها، وتنشر فكرة أن الشيعة أشد خطرا من اليهود في المنطقة

– تلجأ إلى الإشاعات والحرب النفسية، ومنها مثلا:

o الإدعاء أن الدولة السورية لا تريد عودة اللاجئين السوريين،

o وأن الدولة السورية لا تريد تحرير الجولان،

o وأن الدولة طائفية، أو فئوية

o وان الكُرد ينوون الانقسام،

o كذلك الدروز..

o إلخ..

– تلجأ إلى نشر وتقوية الواسطة والمحسوبية عمليا وتتحدث عنهما بصوت مرتفع، أي تتهم الدولة بانتشار الواسطة والمحسوبية فيها، وتلجأ نفسها إلى نشر هاتين الصفتين في سورية وهما أصلا منتشرتان في دول هذه الأطراف نفسها.

– تلجأ إلى نشر المخدرات في سورية و تمررها منها إلى دول عربية مجاورة.

– تلجأ إلى ضرب الزراعة السورية وسرقة المزروعات وخصوصا القمح ومخزونه.

– تلجأ إلى سرقة المصانع كما حدث في حلب . وسورية تعتبر نموذجا للصناعة في المنطقة .

– تلجأ إلى سرقة النفط السوري وشرائه من الإرهابيين لإضعاف الدولة اقتصاديا .

– سرقة الغاز وتعقيد مسألة وصوله إلى المواطن .

– محو التاريخ والذاكرة التاريخية، وسورية هي التي بدأت بنشر اللغة والحروف الأبجدية وتاريخ الإنسانية بكل أشكاله .

و محو الذاكرة يعني تدمير الآثار والمعابد وقطع رؤوس التماثيل، وما جرى في تدمر خير مثال. وهذه من أهم الوسائل للسيطرة على المنطقة،

و محو الذاكرة من شانه دعم الكيان اليهودي الذي لا يستطيع أن يبرهن علميا أنه كان في هذه المنطقة لفترة طويلة.

– وهذا يمس مسألة الجولان التي لا تقبل الدولة السورية بغير تحريرها ( رغم أن الأطراف الداخلية وألأذناب لا تسعى لتحريرها، بل إن مجرد التعاون مع اليهود يعني التنازل عنها )، إن التركيز على هذه المسألة في الأدبيات السياسية للأنظمة العربية الموالية للغرب وإسرائيل كسبب لتبرير عجزها نظريا ( ومشاركتها في حماية إسرائيل عمليا ).

الإدارة الأمريكية تقول اليوم إن الأوان قد آن للاعتراف بحق إسرائيل بالجولان وتحريرها وعدم اتهامها باحتلالها بشكل غير قانوني. تحميل النظام وحده مسؤولية الجولان وعدم تحميل المسؤولية للأنظمة العربية الأخرى، التي تدعو ودعت إلى ممارسة التطبيع والعلاقات الجيدة مع العدو الذي وُجد أصلا لتفريقها وإضعافها.

ويجب على الدولة السورية أن تنتبه إلى أن تغيير النظام يعني تغيير النهج ويعني التنازل عن الجولان أولا، وهذا مطلب أو هدف غير معلن للهجمة..

– رغم أنه من غير المناسب حاليا للدولة السورية عسكريا محاربة إسرائيل التي تدعمها أمريكا والغرب، ولأن الدول العربية لن تشارك بالمعركة ولأسباب أخرى، إلا أنها لا تقدم التنازلات المناسبة في المسألة الفلسطينية رغم دفاع الأطراف ومنها الأذناب عن وجود إسرائيل، كما أنها ( أي سورية ) تدعم المقاومة المسلحة والفصائل الفلسطينية.

سورية تدعم المقاومة وحزب الله وتتحالف مع إيران لمعاداة العدو الإسائيلي. في الثالث والعشرين من آذار 2019، أعلنت الحكومة العراقية عدم وجود أعداء للعراق وقبلها كانت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية قد عقدت المعاهدات الرسمية العلنية مع العدو وكثير من الدول العربية فعلت ذلك بالسر ودعت العدو علنا للتطبيع معها من بيروت.

– اتهام الدولة السورية بالتبعية لروسيا وإيران وأن الحلفاء سبب انتصارها .

– العلاقة مع الفلسطينيين والتركيز على موقف حماس المتغير، والمعادي للدولة رغم دفاعها عن حماس، ورغم أن الفصائل الفلسطينية لم تتخذ كلها موقف حماس ووقفت إلى جانب الدولة، والكلام عن مخيم اليرموك كمخيم فلسطيني في دمشق رغم أن نسبة أبناء سورية فيه كبيرة.

وداخليا فإن الآطراف المهاجمة:

– تُحمِّل النظام مسؤولية ما فعلت هي ( أي الأطراف نفسها ) بسورية، وتقول مع التركيز، إنه كان يمكنه قبول المطالب الشعبية السلمية لتجنب القتل للشعب، مع أن محاولة تغيير النظام تؤدي إلى تغيير النهج في المنطقة لصالح إسرائيل وأمريكا .

– تتهم الأطراف المهاجمة، النظام بالتفرقة بين المواطنين طائفيا وقوميا ( السريان والدروز والكرد ) ، مع محاولة لليمين اللبناني وبالتحديد وليد جنبلاط أن يستعمل المسألة لشق وحدة سورية ( مع أنه هو نفسه أي وليد جنبلاط، ليس درزيا بالأصل ) الطائفية والقوميات، ( سياسة فرق تسد )

– تتكلم الجهات المهاجمِة عن الكُرد واستقلالهم وموضوع تسليم أوجلان لتركيا، مع أن الدولة السورية لم تحاول التصدي بالسلاح للكرد، إلا لبعض التنظيمات الكردية التي تعاونت مع أمريكا ( قسد )، التي تتحالف مع أمريكا، وبعد مواصلتها قتال داعش حتى هزيمته، فالحوار الكردي ممكن وواجب ولازم مع الدولة، وهذه المسألة في غاية التعقيد إذ تتدخل فيها مسألة وحدة سورية، رغم العداء التركي لسورية، كما يتدخل فيها إيمان سورية بحقوق كل القوميات فيها، بما في ذلك حقوق الأقليات الأخرى غير الكردية في سورية..!!

ويجب دراستها وتحليلها بشكل مستقل.. لآن الشعب في سورية خليط من كل فئاتها ولا يمكن أن تُستبعد أو تُقصى أي فئة، بل إن الحل يجب أن يكون جغرافيًا للجميع..

– الغلاء والأسعار وتغيير أو انخفاض قيمة الليرة، هو النتيجة الطبيعية لأي أحداث يمكن أن تمر بأي دولة، وتحاول الدول المعتدية وأذنابها والمتعاونين معها رفع فائض القيمة في البلد لمصلحة التجار، لكن بدراسة ما حصل في سورية ورغم شراسة الهجمة، فإن الأثر الاقتصادي كان أقل مما يتوقع عادة. ( في أكثر الدول حجما وعقائدية، لا يخلو الأمر من أغنياء يحاولون زيادة غناهم، ولكن ما يجري في سورية، هو ان المهاجمين يستعملون هذه الصفة في هجومهم على الدولة والنظام، ويستعملون الآعلام في تعميم ذلك، مستغلين عدم الوضوح السائد في المسألة، أو الصدق الجزئي والنسبي للمسألة..!! ) .

– زيادة البطالة طبيعية في هذه الظروف، ويجب شرح ذلك للمواطن السوري، وتوضيح أن قبوله للعدو والإرهاب لا يعني حل مسألة البطالة، بل زيادتها وزيادة تعقيدها، لأن الدولة تقدم الكثير للمواطن من خلال مجانية التعليم والصحة مثلا.

– وتلجأ الأطراف المهاجمة إلى جعل ممارسة بعض أبناء سوريا من اللاجئين إلى لبنان والأردن وتركيا، من مسؤولية الحكومة السورية، رغم عدم مشاركتها في ذلك، ورغم أن هذه الأطراف هي التي تحرك هؤلاء الناس .

– تحاول هذه الأطراف أيضا تحميل المسؤولية للدولة عن الفاسدين السياسيين والأمنيين في المخيمات وفي البلد نفسه

– وتلجأ الأطراف المهاجمة إلى ذكر نقص الخدمات والماء والكهرباء ومشاكل القمامة للمواطنين الآن وعند عودة النازحين السوريين إلى موطنهم، رغم أن هذه الأطراف هي سبب هذه المشاكل.

– الإدعاء أن الدولة لا ترد على الضربات الإسرائيلية ( الجوية ) رغم أن الدولة تحارب . ويعرف العسكريون أن على من يريد القتال أن يحدد هو الزمان لا أن يمارس رد الفعل للقتال

– ومن وسائل محاربة الدولة، استمرار الادعاء بهجمات الدولة السورية بالسلاح الكيماوي ومواصلة توجيه التهم لها به، رغم استحالة ممارستها له لأنهم شاهدوا بأعين لجانهم، وروسيا نفسها أن سوريا تخلت عن كل الأسلحة الكيماوية.

– العمليات ( الانتحارية ) المستقبلية المتوقعة: من المعروف ( التجربة الأفغانية والعراقية وألأوروبية )، أن هناك احتمالا كبيرا لوجود عمليات للذئاب المنفردة أو للخلايا النائمة بعد انتهاء الأحداث، نظرا لطبيعة الأطراف التي تستهدف الدولة السورية وكيانها، وهذا يتطلب من الدولة أن تشرح ذلك للمواطنين وتشرح معه عدم مسؤوليتها عن ذلك.

– وجود تركيا في الشمال ووجود الإرهابيين في إدلب وضرب روسيا لهم .

– وصف الأطراف المهاجمة للشعب السوري بحب الفوضى، وتختار بعض الصفات وتضخمها، مثل :

  • قطع الشوارع بدون نظام .
  • عدم انتظار الدور للشراء .
  • عدم انتظار الدور والازدحام للمواصلات .
  • تضييع الوقت في العمل وكل مكان .
  • إلقاء القمامة من شبابيك السيارات .
  • تأخير موظفي الدولة للمعاملات .
  • قبول الشباب للمخدرات .
  • إلخ…

وفي نفس السياق، تقوم هذه الجهات، بنشر الأقوال والأمثال التي تنشر اليأس أو فقدان الثقة بالنفس والخوف واتهام الذات بالخيانة، مثل :

ما فيشّ فايدة ( نشر اليأس ) .

يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي ( الأنانية وعدم تحمل المسؤولية ).

وماحْنا سوريين (عند أي ممارسة سيئة ولو فردية).

إمشِ الحيط الحيط وقول يا رب الستر.

استعمال مصطلح وجه الصحارة، وهو مصطلح يصف المجتمع وكل الناس بالغش .

الواسطة والمحسوبية .

الواسطة والمحسوبية وانتشارهما تهمتان تتعلقان بكل الحكومات في العالم، ولكن تبقيان من التهم التي تحارب به كل الحكومات المهاجمة، الحكومات التي تصغرها بوجود التهمتين عندها.. وهما من التهم السهلة التصديق، ولهذا نجدهما من التهم التي تستعملها الحكومات في هجماتها الشرسة.

يجب على الدولة أن تبرهن على أنها في احترامها لحقوق الإنسان لا تسمح بممارستهما، ضمن الإمكان.

لكن يجب عليها التأكيد أن وجودهما في بعض الممارسات لا يدمر الدولة!! لا أن تنكرهما لأن إنكارهما لا يجدي.

9▪ الوسائل التي تمكن الدولة من الرد بفعالية على الهجمة

على الدولة والمثقفين ( الذين يجب أن تكون مشاركتهم أساسية ) الرد بالقول والفعل، على الهجمة.

وعلى الدولة والمثقفين الرد بعُمق.. لأن الشعب الذي يعاني لا يصدق بسهولة كل ما يقال له..

وعلى الدولة والمثقفين ، أن يوصِّلوا كل شيء للمواطنين ويفنِّدوا كل المسائل السابقة، حتى يتمكن المواطنون من تحَمُّل المسؤولية والدفاع عن سورية وهم يعرفون اسباب المعركة ويَعونَها.

أن يشعر المواطن أنه مستهدف ..

وأنه جزء من المعركة إلى جانب الدولة والقيادة..

هذا هو ما يسمى إعادة الإعمار الأخلاقي والإنساني..

إنه باختصار إفشال الهجمة النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية على سورية.. والعودة بالمجتمع إلى سابق وضعه واستعداداته وممارساته رغم معاناته.. وشعور المواطن أنه جزء من المعركة!!

سورية تملك الكثير للرد به على الهجمة، أي أن لدى سورية ومواطنيها من الأسباب ما يكفي من التاريخ ومجرياته، لتكون عزة النفس والكبرياء من الأشياء الأولى التي يجب التركيز عليها في إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي، في كل وسائل الإعلام ودائما باستمرار، مع ضمان الوصول إلى المواطن المُسْتقبل لما يمكن أن تقوله الدولة والمثقفون، ومما تملكه سورية :

  • التاريخ انطلاقا من دمشق وأوغاريت وتدمر وألزبّاء والسيف الدمشقي إلخ..
  • الوضع المالي السوري متقدم، رغم وجود الأموال التي تعتمد على النفط لدى دول الخليج، أي أن ديونها نسبيا أقل من الأغنياء في الخليج، بالإضافة إلى اكتفائها الذاتي بالغذاء نسبيا.
  • التقدم الصناعي لسورية والسوريين مقارنة بالخليج ودول الجزيرة.
  • التقدم الاجتماعي لسورية على دول ومعظم دويلات الخليج، يتضح كل ذلك في دور الدولة العلمانية في سورية، وإذا قورن بدور أغلب الحكومات في المنطقة، تجده مختلفا اختلافا كليا، وتجد حتى الحكومات التي تدعي العلمانية تعتمد اعتمادا كبيرا على قدرتها الإعلامية للكلام عن أصولها الدينية كجزء من طُرُقِها لضمان البقاء (أو تدَّعي ذلك).
  • عند دراسة سورية ومقارنتها بالسعودية بشكل خاص، نجد التقدم الاجتماعي لسورية مميزا. وهو ما يتبين بوضوح بإقبال السعوديين أنفسهم بالسياحة في سورية ولبنان بدل أوروبا.
  • مجانية التعليم المدرسي والجامعي والصحة، ورخص المواصلات داخل المدن وبين المدن السورية، ورخص المأكولات والمزروعات رغم سرقة معظمها، في سورية ورغم أن ما حصل فيها من معارك، لا تتحمله الدول الكبرى نفسها، أمر مثير للعجب وللإكبار، وهو ما يُبقي المواطن كريما وقادرا على معرفة نفسه ومستقبله. على المواطن ألا يشكو لصعوبة الحصول على الحقوق بل يشارك الدولة بتقديم الواجبات وفي تحمل النتائج التي تعني ألا يتمتع بكل شيء بعد هذه الهجمة، وتوقفها لا يعني توقف الحياة الاستهلاكية بل يعني دراستها والتخفيف منها..!!
  • بالإضافة إلى ذلك، هناك احترام لحقوق المرأة خصوصا في المدن في سورية. بينما يخلو الحكم السياسي السعودي من الدستور والقوانين والديموقراطية وأي نوع من الحريات للمواطنين خلُوّا كاملا. ولزم السعودية السنوات الكثيرة كي تتمكن المرأة من قيادة السيارة رغم أن ذلك أصبح عاديا في كل العالم!!
  • وجود الجبهة الوطنية التقدمية المكونة من عدة أحزاب واتحاد نقابات العمال واتحاد الفلاحين، في سورية والمشاركة بالحكم.
  • التقدم الصناعي في سورية لا يضاهيه إلا التقدم الصناعي في مصر بين الدول العربية. هذا لا يعني إنكار وجود الصناعة في الجزيرة، ولكن ما يميزه في سورية ومصر، هو أنه من نفس البلد وأن مالكيه ليسوا من الأجانب.. بل من أبناء البلد.. ( أمثلة عن الفولاذ المضاد للصدأ وتصدير حَلَب للصين )
  • إن الفن وتَقَدُّم سورية به، في كل مجالاته، والتمثيل والمسرح أوَّلا، ومثال عليه دريد لحام، والطرب ومثال عليه صباح فخري، وفن الرسم والنحت ومثال عليه نزار علي بدر والكتابة ومثال عليها حنا مينا، والإقبال العربي الشعبي عليه رغم مقاطعة الحكومات لسورية، عامل هام من عوامل الرد على الهجمة الشرسة على سورية.

إن السعودية حتى الآن تعتمد على الفن اللبناني ومعظمه سعودي، وأغنياؤها ينشؤون الفضائيات في لبنان مثل روتانا والMBC، لأنهم يكذبون ويخافون من السعودية هذا يعني بالنسبة للسعودية وللأمريكيين والغرب إجمالا أنه يجب تدمير سورية لوقف أو إلغاء التقدم الاجتماعي والصناعي والسياسي. جزء كبير من هذا ينطبق أيضا على دويلات الخليج.

  • سورية تقبل زيارة أي شخص لها من هذه الدول، في حين أن التأشيرة لزيارة هذه الدول في غاية التعقيد..
  • معاداة الدول أو الحكومات العربية لسورية، نتيجة إحراج هذه الدول بالمواقف، تُرجمت عمليا إلى بقاء مقعد سورية فارغا في الجامعة العربية في مؤتمرها الأخير، وما زال كذلك. مما يعني أن على سورية أن تتخذ نفس المواقف للحكومات العربية المتنفذة، أو تجري مقاطعتها من هذه الحكومات.

المُواطن الذي يجب أن تصل له ردود الدولة السورية والمثقفين، لإعادة الإعمار الأخلاقي والإنساني، هو المواطن العادي في كل مواقعه، وخصوصا ذلك الذي يسهل توريطه في المعركة، أو ابتزازه دينيا وطائفيا وقوميا.

1.9 الذين عانوا مما حدث :

الجميع في سورية ( المرأة والأطفال وعائلات وأهل الشهداء والجرحى خصوصا ) .

كذلك يجب أن تصل الدولة وإعلامها المدروس إلى الذين يمكن أن يتوجه إليهم المهاجمون، وهم العاملون البسطاء كالشباب العاطلين عن العمل وسائقي التكسي وعمال المقاهي والمطاعم وغيرهم..

وإذا أخذنا الطائفية بعين الاعتبار، فهي التي يحاول المهاجمون تأجيجها، ولهذا فعلى الدولة والمثقفين التأكيد على أن الطائفية لا تشكل جزءا من وسائل الدولة للسيطرة على الشعب، كما يدَّعي المهاجمون، وأن الطائفية ليست ذلك الجزء من وسائل التمييز بين فئات الشعب السوري الذي يحدد سيطرة فئة على أخرى طائفيا، مثل الكيان الغاصب الإسرائيلي الذي ينادي حُكامه كلهم بيهودية الدولة، هذا الكيان الغاصب الذي يعد من أول المهاجمين لوحدة سورية. والبرهان على أنه من المهاجمين، علاجه للإرهابيين، الذي أعلن عنه هذا الكيان الغاصب نفسه، أنه خدمة جبهة النصرة ويقوم بمعالجة جرحاها كما يسلح الإرهابيين بالسلاح الفردي!

وهنا يجب الانتباه إلى أن الإعلان الصهيوني عن دعم الكيان لجرحى جبهة النُصرة ليس بريئا وإلا لكان سريا، بل الغرض منه تأجيج النار والفتنة!

أو تركيا التي ذبحت الأرمن والمسيحيين بشكل عام والتي يطمع حكامها بالعودة إلى حكم المنطقة الإسلامية وإعادة الخلافة.

على الدولة السورية التي بقيت واحدة، رغم وحشية الهجمة.. أن تُبيِّن ( وبشكل خاص للكرد والأقليات إجمالا ) أنها تمكنت من أن تبقى واحدة، رغم كل المحاولات المبذولة سابقا والآن، لتقسيمها على أسس قومية أو طائفية، وهي تبرهن ذلك من المعطيات التاريخية.

خدمة العلم من الواجبات التي لا يتوقف تقديمها في الحروب.. والتي جعلت جيش سورية قادرا على الوقوف مع حلفائه في وجه العديد من الدول ومنظمات الإرهاب ..

وخصوصا أن القيادات السورية لا تتهرب من المخاطر من أجل الوطن بل تشارك في مواجهتها.. ولا بد من الحديث هنا عن نجاح هذا الجيش بمساعدة الحلفاء من الانتصار على كل الدول التي شاركت في الهجمة الشرسة بمساعدة حلفائه ( والضعيف ليس له حليف ).

يلاحظ أنه رغم توجيه التهم بالسرقة إلى كل الحكام العرب ونسائهم وعائلات نسائهم، ليس هناك تهمة فساد مالي موجهة للرئيس الحالي لسورية أو لأهل زوجته..!

الفساد والعنف في تركيا وفرنسا.. حتى في الدول التي تدعي الحرية والديموقراطية، مثل فرنسا، فإن فرنسا تقمع الشعب الفرنسي وذلك واضح في تعاملها مع ذوي الستر الصفراء، ولا يختلف الأمر عن تركيا التي وضع حاكمها معظم مفكريها وإعلامييها في السجن.. بحجة محاولتهم الانقلاب عليه..

يلاحظ أنه ورد أكثر من مرة ذكْرُ حاجة روسيا للدفاع عن نفسها فوق الأرض السورية، لحماية نفسها في روسيا. إن اعتراف دولة كبيرة قوية بذلك يشكل عنصرا لا بد من الاستفادة منه إعلاميا لتقوية الشُعور بالعزة لدى السوريين، أي أنهم لم يحتاجوا مساعدة روسيا بل ساعدوها!!!

خوف الغرب من الإسلام، الإسلاموفوبيا، يُحمّل لسوريا الآن بحجة الإرهاب، رغم تحالف الغرب نفسه مع حكومات، تحارب الدولة السورية لحجج معاكسة.

كل هذه الحالات والأقوال يجب أن تجد الرد في إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي.

10▪ طريقة الكلام مع شعب سورية :

الشعب السوري معتدى عليه وهو لم يعتدِ على أحد .

الشعب السوري مسؤول عن مستقبله .

العدوان عليه تمَّ بقرار من الآخرين.

الخيار بين التبعية للقوى المعتدية والحرية، خيار يجب أن يكون واضحا للشعب، وللخيار ثمن باهظ في كل الأحوال.

يجب الحديث معه بصراحة وصدق.

11▪ كيف الوصول بالإعلام إلى المواطن ؟ :

كل حزب له ما يمتاز به، لكن هناك حتما أهدافا مشتركة بين كل الأحزاب: وحدة البلد، تحرير المناطق المحتلة، تقليل البطالة، تقليل الأسعار، تقليل كلفة لمواصلات، تقليل كلفة الصحة، تقليل كلفة أو حتى مجانية التعليم، إلخ..

الوصول بالإعلام للمواطن في المدن الكبيرة يتم عن طريق التلفاز وفضائيات سورية كلها، لكن هذا لا يكفي لأن هناك الكثيرين من الذين لا تصل إليهم هذه المحطات لأسباب مختلفة :

الحديث من خلال مكبرات الصوت، البِكَبّات في الشوارع، إذاعة السيارات.

أما اللاجئون والنازحون، فيجب توصيل الصوت لهم بطرق تناسب المكان الذي يكونون فيه. والمذياع ( الراديو ) وسيلة سهلة لكل الحالات، على أن تتأكد الدولة من قوة إذاعتها، وعلى الدولة أن تتأكد من أن الناس يشعرون بحاجة ماسة لسماع راديو بلادهم في كل الأحوال. لكن على الدولة أن تعرف ما تذيع!!! مثل :

ما يتعلق بالعودة الآمنة .

التفاصيل عن المتطلبات القانونية المتعلقة باللاجئين أو النازحين، أو عدم وجود هذه المتطلبات حتى لا يتحكم إعلام الأطراف المهاجمة بهم والتفاصيل عن الجهات التي تصدر المعلومات والإشاعات ومدى صدقها مثل المرصد السوري وغيره..

التفاصيل والمعلومات وعن أماكن العودة.

المعلومات عن الخدمة الإلزامية في الجيش .

التنبيه من بعض المواقع مثل الائتلاف الوطني السوري والمرصد السوري .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى