استشهاد عمر ابو ليلى بطل “عملية سلفيت” الذي رفض الاستسلام واشتبك مع قوة اسرائيلية مؤللة امطرته بالصواريخ
رام الله - وكالات
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقم طبية تابعة لها وأخرى “خاصة” قدمت الإسعاف لـ 15 مواطنًا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في قرية عبوين شمالي مدينة رام الله .
وقال “الهلال الأحمر” إن الطواقم الطبية تعاملت مع 15 إصابة؛ تنوعت ما بين رصاص حي وشظايا رصاص حي وعيارات معدنية مغلفة بالمطاط وغاز مسيل للدموع.
وقد صرّحت وزارة الصحة الفلسطينية، بأنها أُبلغت من قبل الارتباط الفلسطيني باستشهاد مواطن فلسطيني في قرية عبوين شمالي مدينة رام الله، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال، ايل امس الثلاثاء، استشهاد منفذ “عملية سلفيت” باشتباك مسلح في قرية عبوين، بعد محاصرة منزل في البلدة القديمة والاشتباك معه.
وأوضحت وحدة “حرس الحدود” امس أن “جهاز الأمن الإسرائيلي قاد وحدة شرطة حرس الحدود إلى مخبأ عمر أبو ليلى، الذي قتل هذا المساء في تبادل لإطلاق النار”.
وذكرت أن “أنشطة الشاباك والشرطة الإسرائيلية والجيش جاءت تتويجًا لجهد استخباراتي وتشغيلي بدأ مباشرة بعد الهجوم (عملية سلفيت)، تم خلاله تنشيط مختلف القدرات الاستخباراتية والتشغيلية والتكنولوجية”.
وأردف البيان: “أثناء تطويق المبنى الذي كان يتحصن فيه (أبو ليلى) في قرية عبوين، فتح المهاجم النار على الوحدات الاسرائيلية، وقُتل خلال تبادل إطلاق النار”.
واندلعت مواجهات “عنيفة” في قرية عبوين شمالي مدينة رام الله، مساء امس، بين قوات الاحتلال ووحدة “اليمام” الخاصة التابعة لها، وشبان فلسطينيين عقب محاصرة منزل في القرية.
وأوضح شهود عيان، أن المواجهات اندلعت عقب “تسلل” قوة إسرائيلية خاصة لعبوين واكتشافها من قبل الشبان، ما أدى لاقتحام القرية بعدد كبير من آليات الاحتلال ترافقها جرافة، ومحاصرة منزل في البلدة القديمة.
وأشار الشهود إلى أن مركبات إسعاف إسرائيلية عسكرية دخلت إلى قرية عبوين واتجهت لمكان الحدث. مؤكدين أن قوات الاحتلال حاصرت منزلًا في البلدة القديمة بـ “عبوين” وشرعت بمطالبة شخص (لم تحدد هويته) تسليم نفسه عبر مكبرات الصوت.
ونوهت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أطلقت ثلاثة صواريخ من طراز “لاو” على المنزل المحاصر، مردفة: “وقع اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال ووحداته الخاصة وشخص آخر تحصن في منزل بالبلدة القديمة، (…)، وجيش الاحتلال قام بفصل التيار الكهربائي عن البلدة”.
وكانت قوات الاحتلال، قد اتهمت الشاب عمر أمين أبو ليلى (19 عامًا)، من بلدة الزاوية غربي مدينة سلفيت بتنفيذ عملية طعن وإطلاق نار “مزدوجة” على مفرق مستوطنة “أرائيل” شمالي سلفيت وقتل جندي وحاخام إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح متفاوتة؛ يوم الأحد الماضي.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس قرية عبوين، ناجي حماد، إن قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت القرية عند الساعة السادسة مساء الثلاثاء، وحاصت أحد المنازل المهجورة في المنطقة الشمالية من القرية.
وأضاف حماد لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أنه بعد اكتشافها من قبل المواطنين اندلعت مواجهات أصيب خلالها شابان من أبناء القرية، مشيرا إلى قوات الاحتلال قامت بمحاصرة منزل مهجور ونادت عبر مكبرات الصوت للمتواجدين فيه بتسليم أنفسهم.
وبحسب حماد، فإن تعزيزات أمنية كبيرة دخلت إلى القرية ترافقها جرافات عسكرية و سيارة إسعاف إسرائيلية.
وأشار الاعلام العبري، إلى أن عملية اقتحام قرية عبوين استهدفت منفذ عملية سلفيت البطولية التي وقعت قبل يومين وأدت لمقتل مستوطنين وفرار المنفذ.
وقد كشفت مصادر عبرية صباح اليوم الأربعاء، عن تفاصيل اغتيال الشهيد عمر أبو ليلى الذي يتهمه جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بتنفيذ عملية سلفيت في الضفة المحتلة.
وكان أبو ليلى، قد نفذ عملية مزدوجة حيث قام بعمليتي طعن وإطلاق نار على مفترق “أرائيل”، حيث قُتل فيها الجندي غال كيدان، والحاخام احيهاد إيتنغر، وأصيب فيما جندي آخر بجروح خطيرة.
ونقل مراسل هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” : في الساعة التاسعة مساءً أمس الثلاثاء وصلت ما سمها “المعلومة الذهبية” لجهاز الشاباك “الإسرائيلي” عن مكان تواجد مكان عمر أبو ليلى.
وأضاف، أن جنود الاحتلال وجنود من وحدة يمام الخاصة “الإسرائيلية” وعناصر الشاباك “الإسرائيلي” اقتحموا قرية عبوين قرب رام الله، حاصروا المنزل الموجود فيه أبو ليلى، وطلبوا منه تسليم نفسه، إلا أنه جرى اشتباك وأطلق النار من بندقية ال M16 التي استولى عليها من جندي قتله خلال العملية.
وتابع: أن جيش الاحتلال ووحدة اليمام الإسرائيلية أطلقوا نيران كثيفة على المنزل المحاصر، وأطلقوا كذلك الصواريخ المضادة للدروع، بعدها أرسلوا أحد الكلاب المدربة لداخل المبنى، بعد عودة الكلب من داخل المنزل أدركوا أن أبو ليلي استشهد.
وفي وقت سابق، أعلن جهاز الشاباك “الإسرائيلي” بعد عملية الاغتيال ليلة أمس أن عملية اغتيال عمر أبو ليلى كانت ذروة جهود استخبارية وعملياتية خلالها تم توظيف طاقات استخبارية وتكنولوجية مختلفة أدت في نهاية الأمر للعثور عليه في المبنى الذي اختبأ به.
وعلى الصعيد الخياني لسلطة رام الله، اشاد قادة الاحتلال بعملية الاغتيال التي قامت بها وحدتا “يمام” و”دوفدوفان” الخاصة، مؤكدين على أن العملية لم تكن للتم لولا التنسيق الأمني العالي مع أجهزة أمن السلطة في الضفة المحتلة.
وقال كميل أبوركن، منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق: “الوصول إلى منفذ العملية في أريئيل يعكس أهمية التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية”.
وأضاف أبو ركن: ” هذا يعزز فرص السلام والتعايش بين الشعبين”.
وقال الإعلام العبري، أمس، إن الوحدات الخاصة الإسرائيلية دخلت للأراضي الفلسطينية بسيارات تكسي صفراء تحمل لوحات فلسطينية.
وكان قائد الشرطة في الضفة المحتلة، اللواء حازم عطا الله(لعنه الله) قد قال: “نسعى جاهدين دون وجل أو خجل في العثور على منفذ عملية سلفيت الكيدية لتتفرغ قيادة السلطة في متابعة استعادة غزة المسلوبة من الظلاميين”.
وذكرت القناة 13 العبرية، أن “منفذ عملية سلفيت” عُثر عليه من خلال أمن السلطة بالتعاون مع الشاباك في منزل في قرية عبوين قضاء رام الله.
وقد نعاه والده أمين أبو ليلى، عبر صفحته على الفيسبوك، قائلاً “مبروك الشهادة يا ابني يا عمر”، وهكذا بارك الوالد لنجله الشهادة عقب ارتقائه على يد جنود الاحتلال في بلدة عبوين شمال غرب مدينة رام الله.
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت البطولية، وقال مدير المكتب الاعلامي لحركة الجهاد داود شهاب عبر “إذاعة القدس”، إن هذا اليوم يُسجّل فيه التاريخ ليشهد على أسطورة ومقاوم فلسطيني في تاريخ النضال الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشهيد أبو ليلى نموذج للحر الذي يأبى الخضوع والاستسلام، وخير أمين على دماء الشهداء.
وأضاف: “نحن جميعًا كفلسطينيين ننتمي إلى الشهيد عمر أبو ليلى الذي يعتبر نموذجًا في وجه كل محاولات تزييف الوعي والاستدارة نحو معارك هامشية ووهمية، فقد رفع رأس الشعب الفلسطيني عاليًا وارتقى شهيدًا وهو يقاوم حتى الرمق الأخير.
وشدّد شهاب على أن الشعب الفلسطيني وَلّاد سينجب مئات الألاف من المقاومين، أمثال عمر أبو ليلى وأحمد جرار وصالح البرغوثى ومهند حلبي، والذين سيحملون العهد والراية ويواصلون المسير نحو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.
كما نعت حركة حماس في بيان لها، الشهيد أبو ليلى؛ منفذ عملية الطعن وإطلاق النار المزدوجة، وأشارت إلى أن الشهيد “كان مثالًا لقلب الضفة النابض بالمقاومة، فدوت رصاصاته لتحطم عنجهية الاحتلال بالاعتداء على المسجد الأقصى والقدس وإجرامه المستمر في الضفة المحتلة”.
وأردفت: “في الوقت الذي ظن فيه المحتل أن الساحة خالية أمامه ليمرر مخططاته بتصفية القضية الفلسطينية، نهض البطل عمر كمارد يذود عن أرضه، معلنًا أن الفلسطيني شوكة في حلق الاحتلال لا يمكنه كسرها”.
واعتبرت أن عملية سلفيت والاشتباك الذي دار بين الشهيد وقوات الاحتلال، “تشير إلى الإيمان العارم بالحق الفلسطيني على هذه الأرض، وإصرار الشعب على مقاومة الاحتلال”.
ورأى المتحدث باسم حركة “حماس”، عبد اللطيف القانوع، أن اغتيال الاحتلال للشهيد أبو ليلى “ثمرة التنسيق الأمني وملاحقة الشباب الثائر في الضفة الغربية”.
وطالب القانوع في تصريح مكتوب له، أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية برفع يدها عن المقاومة الفلسطينية وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وأكد: “لن تنطفئ ولن تتوقف جذوة المقاومة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال عند استشهاد عمر أبو ليلى، بل ستبقى الضفة الغربية وشبابها الثائرين خزان الثورة ووقود المسيرة، نبراسًا يضيء الطريق لكل الأجيال ووقودًا للمعركة والمواجهة مع الاحتلال”.